عندما يكون الاختيار بين أفراد هيثم المالح، قيادى الائتلاف السورى المعارض، بقوله فى تصريح تليفزيونى: «إنه إذا خير شخصيًا بين بشار الأسد وداعش، فسيختار داعش»، ثم حمل «روسيا وأمريكا نتائج تخاذلهما فى دعم الشعب السورى».
لم يقل مثلا عنه لو خير لاختار سوريا أو الشعب يمكن تفهم موقف معارضى بشار ممن دفعوا الثمن، لكن المالح وائتلافه لم يطرحوا بديلا ذاتيًا، يمكنهم دفع ثمنه.
المالح هو رئيس الدائرة القانونية فى الائتلاف الوطنى السورى المعارض، يلوم أمريكا على التخاذل مع أنه وزملاؤه من الجيش الحر والائتلاف المربع والتحالف المثلث، حصلوا طوال سنوات على مليارات من الدعم الغربى والخليجى وتدريبات وسلاح، لكنهم إما سلموا سلاحهم لجبهة النصرة فرع القاعدة، أو هربوا، وأغلب الزعامات يقيمون ويصرحون من تركيا أو دول أوروبا، من فنادقهم، والثمن يدفعه الشعب السورى موتًا وتشريدًا.
بعد سنوات من ثورات المالح وأقرانه توطن تنظيم داعش والنصرة الإرهابى القاعدى، وأصبح السوريون أهدافًا للقتل والذبح والسبى، بينما المالح لا يزال يعلن مطالبه من مقره فى طائرات أو فنادق، ويقول: إنه لو خير لاختار داعش، مع أنهم قالوا يوما إن الإرهاب من صنع بشار.
المالح يتحدث عن خياراته وليس خيارات الشعب السورى، ولا يتقدم ليعلن مثلا أنه ضد بشار وضد داعش، والأمريكان التى يلومهم المالح، اعترفوا بأنهم دربوا مقاتلين سوريين واكتشفوا أنهم سلموا سلاحهم للنصرة وهربوا.
زعماء الائتلاف وأشباح الجيش الحر من الصعب أن يميز أحد منهم الثورى عن التاجر الذى يبيع بلاده، وهو يلوم المجتمع الدولى وأمريكا وروسيا ويحملهم نتائج انفجار الوضع فى سوريا، وكأن الوضع لم ينفجر، منذ تخلى المالح وأمثاله عن الشعب واعتصموا بفنادق أوروبا.
ولا تزال مليارات الدعم التى حصلوا عليها محل بحث واتهامات، طبعا هو لا يعانى القتل والذبح والسبى ولهذا يفضل داعش، ويطلق المالح نكتة أن «لدى المعارضة مشروع لحكومة انتقالية»، بينما يختار داعش.
هى نكتة لأن المالح وزملاءه من سنوات غير قادرين على أن يتفقوا، أغلب الشعب السورى أصبح يحتقرهم بعد أن اكتشف أنهم يختلفون على أموال الدعم فى الفنادق، بينما حرب بالوكالة تدور وتشردهم، منذ استعان المالح وأقرانه بالأجانب وسمحوا بمقاتلين مرتزقة ليحرروهم، فكان أن استوطنوا، ويظن أنه بإعلان اختيار داعش، أن الإرهابيين سوف يحملوه من الفندق للسلطة.
ولم يتعلم هؤلاء من درس عشرات دخلوا العراق على دبابة أمريكية وسمحوا بغزو بلادهم، وحصلوا على جزائهم قتلاً أو عادوا لفنادق أوروبا غير قادرين على الاستمتاع بالملايين التى حصلوا عليها، وها هو المالح وائتلافه كالمستجير من «الإرهاب والخراب» بـ«داعش».