يبدو أن فساد وإهمال المحليات ليس قاصرا على محافظة الجيزة، وإذا كنا قد ضربنا مثلا بحى مثل العجوزة وإهمال قياداته، وعلى رأسهم اللواء أحمد عبدالرحيم، الذى ما زال يتساءل عن السبب وراء الحملة التى دشنتها منذ عدة أيام، ولن أنتهى منها حتى يعيد رئيس الحى هذا الحى إلى جماله، الذى كنا نحلف به، وكنا نتغزل فيه، ولكن بعد أن جلس رئيس الحى الحالى، وبدأ عصر الانهيار والفوضى فى أرقى الأحياء.
ويبدو لى أن فساد وإهمال المحليات بعد 25 يناير، أصبح له أشكال مختلفه، وهو ما كشفته أوراق المحافظات فى كل مكان، حيث تشير الأرقام إلى أن عددا من المحافظين أحالوا قرابة 3 آلاف و500 موظف فى قطاعات الوحدات المحلية والمديريات الخدمية، خلال الفترة الأخيرة، إلى النيابة العامة والنيابة الإدارية والشؤون القانونية، ونقل بعضهم من مناصبهم إلى أعمال إدارية أخرى، وذلك على خلفية ارتكاب أخطاء إدارية ومالية منها الإهمال فى العمل، وتقصيرهم فى خدمة المواطنين وإهدار المال العام، وحرص المحافظين على تطبيق ثلاث عقوبات ضد الموظفين بالأجهزة التنفيذية والمحلية، وهى الخصم المالى لمدة تتراوح بين 3 أيام إلى 20 يوما كحد أقصى، والنقل من المناصب القيادية إلى درجات وظيفية أقل، ومن مدن كبيرة إلى مناطق نائية، بالإضافة إلى الوقف عن العمل مصحوبا بالإحالة للنيابة العامة والنيابة الإدارية، فى حالة إهدار مال عام وتقاضى رشاوى مالية.
هذا جزء من العقاب الذى طال العديد من قيادات المحليات فى بعض المحافظات، ويبدو أنها لم تصل إلى محافظة الجيزة، والدليل أننا لم نسمع عن عقاب رؤساء أحياء مثل العجوزة أو رؤساء مدن مثل الوراق وأوسيم وإمبابة، وغيرها من المدن والأحياء التابعة لمحافظة الجيزة، التى ما زال أهلها يعانون من تجاهل السيد المحافظ جنرال الداخلية السابق كمال الدالى، الذى يجب أن يعيد النظر فى سياساته تجاه المسؤولين معه، الذين أفسدوا فى الأرض وتحولت المحافظة إلى ركام من القمامة والحفر، واليوم نستكمل نشر عدد من الرسائل للمواطنين الغلابة الذين يعانون من تجاهل المحافظ وكبار المسؤولين فى محافظة الجيزة، تقول إحدى المواطنات: «السلام عليكم، حضرتك بتتكلم على شوارع رئيسية فى المناطق الراقية بالجيزة، فما بالك بالشوارع الفرعية والمناطق الشعبية، دعنا من الحديث عن الشوارع، ما عليك سوى الصعود على الطريق الدائرى لترى كم القمامة ومخلفات البناء الملقاة على جانبى الطريق وسلالم المشاه، الوضع مزرِ لا توجد نظافة على الإطلاق، أصبحنا نرى القمامة أكثر من البشر فى هذا البلد».
رسالة أخرى من سيدة وصفت نفسها بالحائرة، حيث قالت لى: «بالفعل الكاتب ذكر الإهمال، وتدنى الخدمات فى إحدى المناطق الراقية، وأحب أن أضيف معلومة أن الإهمال فى كل الخدمات بمحافظة الجيزة ليس وليد اليوم، حيث إنى كنت واحدة من سكان هذه المحافظة المنكوبة من عام 1998 وحتى 2012 وقد عانيت طوال تلك السنوات من انقطاع يومى بلا سابق إنذار للمياه لساعات طويلة، انقطاع الكهرباء، عدم توافر أنابيب البوتاجاز (بالرغم من عدم وجود أزمات)، ناهيك عن الشوارع المكسرة وعدم وجود عسكرى مرور واحد، مما يجعل الذهاب للعمل أو المدارس وكأنك فى السيرك، إضافة لتحكم سواقين الميكروباصات المتهالكة التى أصابتنا بأمراض الصدر، والأجرة دون رقابة أو حساب، و هرم من المشاكل يتساوى فى ارتفاعه مع أهرامات الجيزة! وغدا نستكمل بقية مشاكل وإهمال المسؤولين فى محافظة الجيزة.