ملاحظات حول اجتماع الرئيس
هذا الخبر تاه وسط التفاصيل الكثيرة المربكة التى دارت على مدى اليومين الماضيين، فقد انشغلت مصر بمتابعة تفجيرات بروكسل القاتلة وأنباء التعديل الوزارى المرتقب ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بالمثقفين وارتفاع سعر الدولار مرة أخرى، وما إلى ذلك من أحداث تشتبك بقوة مع اللحظة الحالية، لكن وسط هذا كان هناك اجتماع آخر للرئيس مع عدد من الوزراء تحت عنوان واسع هو «تعزيز صورة مصر على الساحة الدولية» وقد شمل الاجتماع كلا من السيد شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزراء التضامن الاجتماعى، والخارجية، والداخلية، بالإضافة إلى السيد رئيس المخابرات العامة، والسيدة مستشارة السيد الرئيس لشؤون الأمن القومى، والسيد رئيس هيئة الرقابة الإدارية.
تفاصيل هذا الاجتماع، كما صرح بها البيان الرسمى للرئاسة، هى أن المجتمعين تناقشوا حول عدة قضايا من بينها جهود تعزيز صورة مصر على الساحة الدولية، وتعظيم الاستفادة من عناصر القوة الناعمة التى تتمتع بها من خلال الأنشطة الثقافية أو العلمية أو التاريخية التى يُمكن أن تنظمها المؤسسات المصرية المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع المصريين فى الخارج للاستفادة مما يتوافر لديهم من أفكار ومقترحات تسهم فى توضيح حقيقة التطورات فى مصر وما تواجهه من تحديات.
وقد أكد السيد الرئيس فى هذا الشأن أهمية تكثيف التنسيق بين مختلف أجهزة الدولة بما يسهم فى تفعيل جهود تعزيز صورة مصر دولياً أمام الرأى العام العالمى، مع التركيز على إبراز الصورة الحضارية لمصر.
تطرق الاجتماع إلى تفاصيل أخرى ذكرها االبيان لكن ما يهمنى هنا هو التفات الرئاسة المصرية إلى أهمية إنقاذ صورة مصر التى تدهورت فى الآونة الأخيرة بشكل درامى مؤلم، كما يهمنى أيضا أن أشير إلى «توفيق» السيد الرئيس فى الاعتماد على الثقافة فى تحسين صورة مصر، ولعل هذا ما يطرح السؤال: لماذا غاب وزيرا الثقافة والإعلام عن هذا الاجتماع، ولماذا لم يتحرك الرئيس مبكرا لإنقاذ صورة مصر من هذا التدهور الذى ألمّ بها فى الآونة الأخيرة خاصة بعد وفاة الباحث الإيطالى جوليو ريجينى؟
نعم صورة مصر فى الخارج «فى النازل» والسبب هو التعامل «الغبى» من بعض مؤسسات الدولة تجاه القضايا الحساسة، هذا هو «نصف الكوب الفارغ»، أما نصف الكوب الملآن فهو أن الرئاسة تدرك أن الثقافة هى أحد أهم عوامل تحسين صورة مصر، ولهذا فإنى أطالب الرئيس بعقد لقاءات دورية مع وزارات «المجموعة الثقافية» التى تضم كلا من وزارة «الثقافة والإعلام والسياحة والتعليم والشباب والرياضة والأوقاف» بالإضافة إلى الهيئة العامة للاستعلامات، وذلك على غرار لقاءاته بالمجموعة الاقتصادية، لكى يتم تذليل العقبات التى تحول دون وصول صورة مصر المستنيرة إلى الخارج، كما تجدر الإشارة إلى أن معظم أنشطة مصر الثقافية الدولية متوقفة، وأهمها بينالى القاهرة ومهرجان المسرح التجريبى ومهرجان الرقص المعاصر، وغيرها من أنشطة كانت فى السابق تجعل صورة مصر الحضارية فى الصدارة، ولا يفوتنى هنا أن أشير إلى أنه من العبث أن نتحدث عن «صورة مصر الثقافية»، بينما الباحث «إسلام البحيرى» والروائى «أحمد ناجى» يمكثان الآن فى السجن.