لم تمض أكثر من 24 ساعة على اختيار محمد سعفان وزيرًا للقوى العاملة فى التعديل الوزارى الأخير، إلا وخرج البعض وأعاد نشر صورة قديمة لتهنئة فى مجلة العمل التابعة لوزارة القوى العاملة نصها: "فى ذكرى 6 أكتوبر نبعث بتحية خالصة للرئيس محمد مرسى، قائد أكتوبر العظيم، وتحية خالصة إلى أبطال جيشنا الباسل، الذى رفع رأس كل مصرى... إلى نهاية التهنئة".
وللتاريخ كان فى ذلك الوقت يرأس وزارة القوى العاملة خالد الأزهرى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، وكان لزامًا على كافة النقابات والاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن ينشروا تهانى للرئيس سواء كان فى الحكم مبارك أو محمد مرسى أو عدلى منصور فى مناسبات 6 أكتوبر وعيد رمضان وعيد الأضحى وعيد تحرير سيناء.
الأمر الآخر الذى يعلمه القليل من المهتمين بالشأن العمالى والنقابى أن سعفان الذى كان يرأس نقابة البترول فى بداية عام 2013، وقف وجهًا لوجه ضد الأزهرى عندما أرادت الجماعة وضع أحبابها والموالين لها فى مجالس إدارات النقابات العامة واللجان النقابية، وتطور الأمر آنذاك للانسحاب من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر والإعلان عن تأسيس اتحاد مستقل للبترول إلى أن نجح فى استعادة النقابة قبل قيام ثورة 30 يونيو بأيام قليلة.
ولكن سعفان الذى ينتمى للطبقة العاملة عليه مسؤوليات وتحديات كبيرة للحفاظ على حقوق الطبقة العاملة وقوانين ربما تشعل نيران الاحتجاجات مرة أخرى مثل قانون النقابات العمالية ومصير النقابات المستقلة فى مصر، بالإضافة لقانون العمل الذى يمس قرابة 20 مليون عامل وهل سينهى مسلسل الفصل التعسفى وكابوس استمارة 6.
سيادة الوزير هل تعلم أن هناك فى الوزارة صندوق يسمى إعانة الطوارئ ومخصص لمجلس إدارة الصندوق مبالغ مالية تصل لـ 2.5 مليون جنيه سنويًا، وفقًا للائحة الصندوق، فنحن نأمل أن تكون أكثر جرأة من الوزراء السابقين وتطلب من تعديل لائحة ذلك الصندوق وبقية الصناديق الأخرى مثل العمالة غير المنتظمة لتقليل حجم المكافآت وتوجهيها لخدمة العمال.