الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:56 م
زكى القاضى

زكى القاضى

سورة الكهف فى جبل الجلالة

4/17/2016 2:20:33 PM
كيف فعلها، وكيف تركنا ليقرأها، وكيف ترك كل مشاغل الدولة ليفتح هاتفه عليها، كيف قرأ: "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا"، وهو يسمع من ورائه يتجادلون هل هى "جزر مصرية" أم "سعودية"، وآخرون يتابعون وجهات نظر متعارضة على قضية، يجب الارتكان فيها للقانون قبل كل شىء.

كيف نسى حرارة الجو، والشمس الحارقة، ليتابع القراءة، بعين راضية، وحوله يضحكون على طول الرحلة، سمع أحدهم يتحدث عن سوء التوقيت فى إعلان اتفاقية ترسيم الحدود وتداعيات ذلك فى الشارع، فنظر فى هاتفه مكملًا قراءته: "كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"، واستمر الجميع حوله يتحدث عن كل شىء، فى التاريخ والجغرافيا، فى التعليم والصحة والأمن القومى، واستكمل القراءة فى سورة الكهف، مثلما تعلم منذ صغره، أن من قرأ سورة الكهف من الجمعة إلى الجمعة، أضاء الله له نورًا فيما بين الجمعتين.

خرج من بين الحضور، شخصًا يتحدث بدون علم ومعلومة، فاستكمل قراءته قائلًا:" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"، واستمر فى التأمل فى آيات السورة، ولا يركز معهم، حتى كان القائل بأن هناك خطأ فى الاتفاقية، فرجع لآياته وقرأ: "قالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا".

قام ضابط الجيش، فى وسط الحضور، يحدثهم عن جدوى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، وكيف أن فائدتها الكبرى على الوطن، ستظهر قريبًا، وأن على الجميع التمهل لحين ظهور تلك المؤشرات، وفى مرور طفيف على موقف البرلمان، كان لسان حاله يقول: "أتمنى موافقتهم عليها، ورفضهم أيضًا مقبول لدى".

فى هضبة الجلالة تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، كما لم يتحدث من قبل، وتلقى أسئلة لم يتلاقها أيضًا من قبل، لم يكن سؤالًا واحدًا هو الأكثر نقدًا وهجومًا، بل كانت معظم الأسئلة تخرج من عقول نقية وبريئة، لتصل إلى مسامع المسؤول الأول فى مصر، ولم يتحرج فى الاعتراف بالقصور فى بعض النواحى، وتوضيح الأمور فى نواحى أخرى.

اليوم، الذى بدا طويلًا، والشمس فيه مؤثرة، كانت النتائج كبيرة، والمتوقع منها مبشرًا، فيما عرف بمشروع جبل الجلالة، والذى ينتظر منه الكثير والكثير، فى عدة مجالات، منها رفع قيمة الأرض المضافة، وزيادة الاستثمار السياحى، وتوظيف عدد كبير من الشباب المصرى، والمتخصصين.

تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، وحوله الشباب فقط، وجلس مساعدوه، خلف صفوف الشباب، التى مزجت بين شباب الإعلاميين والصحفيين، وبين شباب البرنامج الرئاسى، وكلهم تحدثوا بحرية مطلقة، فى أعلى نقطة من مشروع، من بين عشرات المشروعات، المنتظر افتتاحها قريبًا.

كانت علامات الترقب الممزوجة بالأمل، تحيط بالرئيس عبد الفتاح السيسى، فهو يتوسط عددًا كبيرًا من الشباب، منهم من يرى أن تعامل بصورة خاطئة فى أزمة جزيرتى تيران وصنافير الأخيرة، ومنهم من يرى أنهما مصريتين، وكان للجميع حق السؤال، وحينما نسى إجابة أحدها، ذكره مساعده بورقة صغيرة، لكى يرد على النقطة المثارة من أحد الحضور.



الأكثر قراءة



print