مشهد يوم الجمعة الماضى أمام نقابة الصحفيين مشهد كاشف وليس منشئًا، فنفس الوجوه التى هبطت علينا منذ 25 يناير 2011 ودشنوا لمصطلحات إسقاط البلاد من عينة «يسقط يسقط حكم العسكر»، عادوا يمارسون نفس الدور بعد حالة من الخمول والابتعاد عن المشهد، نتيجة تكشف حقيقة مواقفهم الرامية للتخريب والتدمير أمام الشعب المصرى فى القرى والكفور والنجوع بالمحافظات المختلفة، مستغلين اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وتوظيفها تآمرًا وتخريبًا.
«المخربون الأوائل» بدءًا من أسماء محفوظ، وريم ماجد، وخالد على، وخالد داود، وليليان داود «اللبنانية» التى تركت بلادها دون رئيس ولا حكومة ولا جيش وجاءت لتناضل فى مصر، بجانب النشطاء الذين يحملون كل الكراهية لمصر ومؤسساتها، جاءوا خصيصًا أمام نقابة الصحفيين لتوظيف اتفاقية تعيين الحدود، وإعادة «تيران» و«صنافير» للسعودية، لتنفيذ مخططاتهم القديمة والمستمرة بإسقاط البلاد فى بحور الفوضى، ووضعها على المسار السورى والليبى واليمنى، مثلما فعلت بالضبط زميلتهم توكل كرمان التى دمرت بلادها ثم تركتها لتعيش فى تركيا، والغلابة فى اليمن يموتون جوعًا وقتلًا! قولًا واحدًا، هؤلاء جاءوا لتنفيذ مخطط تسليم البلاد لـ«داعش» لإسقاطها وتحويلها إلى سوريا وليبيا والعراق، خاصة أن تجربتهم السابقة بتسليم مصر «تسليم مفتاح» لجماعة الإخوان الإرهابية لإسقاطها فشلت بعد خروج المصريين عن بكرة أبيهم يوم 30 يونيو 2013، فأزاحوا الإخوان، وطردوا النشطاء من الساحة، وأدركوا أن هؤلاء هدفهم التخريب والتدمير.
قرار عودة المخربين الأوائل على الساحة من جديد كاشف لمواقفهم، وتعريتهم أكثر، وعودة مصطلح الشباب الطاهر النقى نقاء الثوب الأبيض من الدنس، وإضافة مصطلح «وطنى مخلص» كونهم يدافعون عن أرض وعرض وشرف هذا الوطن، احتجاجًا على التخلى عن جزيرتى «تيران» و«صنافير»، كاذبة وحقيرة، وثبت زيف الشعارات التى رددها هؤلاء فى وقفتهم الاحتجاجية، بداية من «يسقط يسقط حكم العسكر»، مرورًا بشعار «ارحل»، نهاية برفع صورة الشاب الإيطالى «ريجينى»، ونسأل الجهابذة المبرراتية لمواقف هؤلاء المتآمرين: ما علاقة «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«ارحل» ورفع صورة الشاب الإيطالى بقضية الاعتراض، ورفض تعيين الحدود، وإعادة «تيران» و«صنافير» للسعودية؟ نقولها وبكل ضمير وطنى مجرد من أى هوى، إن ظهور صباحى، والبرادعى، وليليان داود، ووائل غنيم، وأسماء محفوظ، وباسم يوسف، وخالد على، وخالد أبوالنجا، وعمرو واكد، ومحمد عطية ليس اعتباطًا، فتاريخهم ومواقفهم المسجلة صوتًا وصورة، والوقائع والتجارب السابقة واللاحقة تؤكد أنهم لا يتحركون إلا بميزانيات مرصودة، وتعليمات محددة، وتحقيق هدف بعينه، وهو تسليم البلاد للمتآمرين والتنظيمات الإرهابية والفوضوية، وإغراقها فى بحور الفوضى.
يقول أحد الحكماء: «ابتعد عمن يُسفهون آمالك وأحلامك، فهؤلاء صغار الناس، أما العظماء هم الذين يُشعرونك بأنك قادر أيضًا على أن تكون عظيمًا»، هذه المقولة تنطبق تمامًا على ما حدث يوم الجمعة الماضى، حيث كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبصحبته عدد كبير من الشباب، يتفقدون مشروع «قهر» جبال «الجلالة»، وتحويلها إلى طرق وأراض ممهدة تقام عليها مشروعات حقيقية، وتؤكد أن هناك رجالًا يعملون تحت لهيب الشمس لتحقيق الإنجازات، ووضع البلاد فى مصاف الكبار، فى الوقت نفسه الذى عاد فيه المخربون الأوائل، أسماء محفوظ، وريم ماجد، وليليان داود، وخالد على، وخالد داود، وباقى فرقة «سوكا طرب» يهتفون بإسقاط الجيش، ويرفعون صورة «ريجينى»، وتحويله إلى «خالد سعيد» آخر، ويهلل الأراجوز الـ«باسم» على «تويتر»، ليدفعوا المصريين إلى الوراء، بالتسفيه من آمالهم وأحلامهم ومشروعات بلادهم التى تحولت إلى صداع للأعداء، ومفخرة للكبار والعظماء فى الداخل.
نعم، ونكررها من جديد، لكى يعى القاصى والدانى من المصريين الشرفاء أن يوم الجمعة الماضى تدثر بمشهدين فاصلين، شارحين، راسمين لخريطة الوضع فى البلاد بكل تفاصيله، الأول وجود «السيسى» والشباب الحقيقى بين الرجال الذين يقهرون ويشقون الجبال، والثانى وجود المخربين الأوائل وهم يدعون للتخريب والقتل والدمار، وإثارة الفوضى.
هذان المشهدان يضعان عقلاء هذا الوطن وشرفاءه للوقوف أمامهما كثيرًا بالتحليل والتدقيق، ليعرفوا الفارق بين من يعمّر ومن يخرّب.. ولك الله يا مصر!