السبت، 23 نوفمبر 2024 09:40 ص
عبد الفتاح عبد المنعم

عبد الفتاح عبد المنعم

«الربيع العربى» كان شؤماً على جماعة الإخوان

5/9/2016 2:39:28 PM
منذ مظاهرات الغضب وكراهية الشعوب العربية للجماعة فى تزايد
لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير للفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق ورئيس مصر الحالى فى إجهاض سيناريو خطف مصر من جانب قوى الظلام الإخوانية وكل من يؤيدها، خاصة بعد أن خطفت ما حدث فى 25 يناير 2011 ونجحت فى تنفيذ مخطط أسود بدأته فى 28 يناير 2011، وهو ما عرف بجمعة الغضب، حيث أستطيع التأكيد على أن جماعة الإخوان خطفت مصر منذ جمعة الغضب، حيث هى التى نجحت فى تحطيم جهاز الشرطة، واقتحام السجون كما حدث فى وادى النطرون، وظلت الجماعة جاثمة على الصدور حتى 30 يونيو 2013 عندما قرر السيسى ومن معه الإطاحة بحكم الرئيس الفاشل والفاشى محمد مرسى، ولهذا فإن هذه الهوجات العربية فيما عرف الربيع العربى أو العبرى فى بلد مثل مصر إلى حالة صراع داخلى بين جماعة الإخوان وكثير من القوى السياسية، بل وعملية التحول الناتج عن ثورة 30 يونيو 2013 التى أدت إلى الإطاحة بحكم الإخوان.

وهو ما يقوله الدكتور مصطفى علوى فى بحثه الرائع، حيث يرى أنه قبل ذلك وأثناء عام حكم الإخوان كانت قد قامت علاقات تعاون فيما بينهم وبين قائد القاعدة أيمن الظواهرى، عن طريق شقيق الأخير محمد الظواهرى. ونتج عن التفاعلات الصعبة والمعقدة فى الحياة السياسية المصرية خارطة مستقبل رفضها الإخوان فى مصر بدعم من القاعدة.

وترتب على ذلك احتدام المواجهة بين جماعة الإخوان وبين الدولة المصرية، وهو ما قاد الأخيرة إلى تصنيف الأولى كجماعة إرهابية، وتلا ذلك اتباع نفس التصنيف من جانب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهكذا حتى فى حالة مصر التى قامت ثورتها فى يناير 2011، وتعززت فى يونيو 2013 بتجمع ملايين المصريين فى شوارع مصر، فإنه لم تستمر معادلة الثورة السلمية، وإنما حاول البعض تحويلها إلى عنف سياسى إرهابى فظيع، فأصبح يعانى منه المواطن المصرى أمنيا واقتصاديًا وسياسيًا.
وبالطبع تعمل الجماعات الإرهابية على استغلال ذلك الوضع المضطرب لصب مزيد من الإرهاب والعنف على الحياة السياسية المصرية، والحقيقة أننى أعتبر أن الربيع العربى كان شؤما على جماعة الإخوان، لأنه قوض التنظيم فى أغلب البلاد العربية والإسلامية.

أما فى حالة سوريا فقد تحولت الثورة التى بدأت سلمية، إلى أزمة معقدة وحادة، تحولت إلى حرب أهلية دخلت، الآن، عامها الرابع، وأصبحت سوريا حالة خاصة دخلت إليها، وفيها تنظيمات وجماعات العنف والإرهاب السياسى، مثل جبهة النصرة وداعش وغيرهما.

وقد أعلن الظواهرى قائد القاعدة أن جبهة النصرة التى كانت تصنف من قبل كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين، وليس داعش، هى امتداد للقاعدة. وربما تكون جبهة النصرة هى من أقوى جماعات المعارضة التى تخوض صراعا عسكريًا ضد النظام السورى.

ولكنها ليست قوة المعارضة الوحيدة بل تتعدد هذه الأخيرة، وهو أمر يصب فى صالح النظام، لأن الصراع العسكرى يدور، أيضًا بين قوى المعارضة وبعضها بعضًا. ويعنى ذلك أن جماعات الإرهاب ليست قريبة من النصر فى سوريا، وهو ما يخص من، ولا يضيف إلى، قوة هذه الجماعات.

وفى كل الأحوال، فإن الأزمة الممتدة فى سوريا قد تمتد طبقا لرئيس الأركان الأمريكى، إلى عشر سنوات من الآن، وهو ما يعنى صعوبة قراءة الحالة السورية، الأمر الذى يمثل تحديا كبيرا لكل أطراف تلك الأزمة، بما فى ذلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية. وفى حالة الأزمة الليبية استخدمت القوة العسكرية ضد النظام السابق، نظام القذافى، بقرار من مجلس الأمن الدولى، وبتأييد من جامعة الدول العربية.

وقد ساعدت أوضاع ليبيا الجيوسياسية والسكانية على حسم الأزمة الليبية فى أقل من عام على عكس الحالة السورية. وكان استخدام القوة من جانب حلف شمال الأطلنطى «الناتو».

ونتيجة لحالة اللادولة، أو الدولة الفاشلة، فى ليبيا أصبح ممكنًا شراء أو السيطرة، على قوة سلاح ليبيا القذافى، ووصلت الملايين من الأسلحة إلى أيادى الجميع فى ليبيا، وبالذات ميليشيات التنظيمات الإرهابية «الإسلاموية». ووصلت تلك الأسلحة، ومنها ثقيلة ومتطورة إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، بل وإلى العديد من الأفراد والحركات فى مصر.


print