كتب حسن مجدى
نتقدم فى البداية باعتذار واجب عن بعض الصور التى يمكن أن تشاهدوها فى هذا التقرير، ففى الأصل يرفض "برلمانى" نشر هذا النوع من الصور التى تنتشر عبر "فيس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعى للعمليات الإرهابية، والأحداث الدموية التى تقع فى العالم بشكل يومى، ولكن القرار الذى اتخذته إدارة فيس بوك بالأمس، بحذف الصور التى نشرتها الصفحة الرسمية للمتحدث العسكرى، لمقتل زعيم تنظيم بيت المقدس فى مصر، رغم عدم احتواء تلك الصور على مشاهد دموية أو عنف همجى مثل ما تقدم عليه داعش وتسمح الشبكة الاجتماعية الأشهر عالميًا بنشره، يجعل لزامًا علينا أن نضع أمامكم جانبًا ولو صغير مما تمتلئ به صفحات فيس بوك، وتروج له الشبكة الاجتماعية بشكل يومى عبر صفحاتنا جميعًا.
جانب من العمليات الإرهابية التى تنتشر عبر صفحات فيس بوك
حذف "فيس بوك" للصور المهمة التى قدمها المتحدث العسكرى المصرى لتوثيق ضربة عنيفة للجماعات الإرهابية فى مصر وفى المنطقة العربية بأكملها، والذى يمتد تأثيره نحو العالم بكل تأكيد، يطرح المئات من علامات الاستفهام، حول الصور التى تحاول "فيس بوك" تقديمها للعالم والترويج لها وما ترفض تقديمه أو الترويج له، فكل مرتادى شبكة مارك زوكربيرج الشهيرة، تقابلهم يوميًا عشرات الصور للعمليات الإرهابية والأحداث الدموية فى سوريا والعراق ومختلف أنحاء العالم.
صور بشعة تنشرها "فيس بوك" التى رفضت نشر صور مقتل زعيم بيت المقدس
"فيس بوك" لم تسمح بظهور الحدث الذى وثقت له أسوشيتدبرس الأمريكية، بأنه انتكاسة كبرى للمسلحين فى شبه جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن الصور التى قدمها الجيش المصرى تؤكد مقتل أبو دعاء الأنصارى، و45 من أهم الأعضاء فى جماعته الإرهابية، كما وثقت له "ديلى ميل" البريطانية، و"فوكس نيوز"، و"دويتش فيله" الألمانى، ومعظم المواقع العالمية.
إحدى العمليات الإرهابية
اتهام "فيس بوك" بالترويج للإرهاب تحدثت عنها القيادات الغربية عشرات المرات، فمن ينسى تصريحات وزير الداخلية الإسبانى خورخى فيرنانيث دياث فى ديسمبر 2015، بمجلس النواب الإسبانى، التى أكد خلالها أن 80% من عمليات التجنيد فى صفوف داعش تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعى، بينما 20% فقط تتم داخل السجون أو المساجد، وتصريحات زوكربيرج فى المؤتمر العالمى للهواتف المحمولة فى برشلونة، والتى أكد فيها أن الشبكة لا يمكنها مراقبة كل ما ينشر وحذف المحتوى الإرهابى بالكامل، حينما واجهه الشباب بتحركات الجماعات الإرهابية على موقعه، ولكن حذف منشورات الجيش المصرى الأخيرة عقب دقائق من نشرها تؤكد أن الشاب الأمريكى الثلاثينى ورجاله يمكنهم بآليات دقيقة متابعة ما يحدث على شبكتهم ومعرفة ما يجب أن ينشر وما يجب أن يحذف عقب دقائق من النشر.
صور لهجمات بالقنابل الحارقة ينشرها "فيس بوك"
الشبكة الاجتماعية الأشهر عالميًا لم تعط توضيحًا عن أسباب حذف صور الأمس، كما لم تعط توضيحًا لماذا ترفع نسب الوصول أو "الريتش" الخاص بالمحتوى الإرهابى الذى يظهر على صفحاتنا يوميًا، والتى باتت المنبر الإعلامى الأول للتنظيمات الإرهابية، والمصدر الوحيد الذى يمكن أن تبث من خلاله شبكات الإرهاب أفكارها وتقدم نفسها من خلاله، وكما لن تقدم يوم سببًا واضحًا لكونها الوسيلة الأولى لاستقطاب الشباب والعقول نحو تلك التنظيمات، ستظل خيوط اللعبة غامضة فى يد القائمين على هذا العالم الافتراضى.