كتب محمد محسوب
أكد الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، وممثل مصر بلجنة الاستخدام السلمى للفضاء بالأمم المتحدة، أن صور الأقمار الصناعية، وبالتحديد صور القمر الأمريكى لاندسات "Landsat 8" كشفت حتى أغسطس 2016 اكتمال المحور الأفقى لسد النهضة بطول 1800 متر، وأن البعد الرأسى للسد لم يكتمل بالشكل المقرر له فى التصميمات الهندسية، والتى تنفذها شركه سالينى أمبرجيليو الإيطالية.
وأضاف "النهرى" فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أنه مازال هناك جزءا من جسم السد بطول 107 أمتار، أى أنه لم يصل للارتفاع المقرر "145 مترا"، وبالتالى غمرته مياه الفيضان، وأصبح يشبه المجرى المائى، واتجهت المياه إلى النيل الأزرق ثم إلى السودان ومصر، مشيرا إلى أن هذا ما أكدته صورة القمر الصناعى Landsat 8 الملتقطة بتاريخ 23 يوليو الماضى، وهو أحد الشهور ذو الإيراد المائى العالى فى موسم ذروة الفيضان.
وتابع النهرى: "لعبت التغيرات المناخيه المضطربة بسبب الأنشطة الصناعية الكثيفة للدول الكبرى دورا فى زيادة درجات حرارة الأرض، والتى دائما أتحدث عنها بلجنة الاستخدامات السلمية للفضاء بالأمم المتحدة، موضحًا آثارها السلبية على مصر، لأن لها دورا أساسيا فى تذبذب كميات الأمطار التى تهطل على الهضبة الإثيوبية، ومن ثم إلى بحيرة تانا منبع النيل الأزرق، الذى يمد مصر بنسبه 85% من إيراد النيل المصرى، حيث فوجئنا الموسم الماضى 2015 بفيضان شحيح (21 مليار متر3 من المياه)، وفوجئنا الآن بموسم فيضان يمكن التنبؤ بأنه سيكون متوسطا إلى عال فى نهاية الموسم نوفمبر 2016 ".
وأكد النهرى أن اتساع عرض مجرى النهر بسبب الكتلة الخرسانية لجسم السد، أدى إلى حجز كميه قليلة من المياه بالنسبة إلى ما ورد لكل من مصر والسودان هذا العام، حيث قدرت تلك الكمية بـ325 مليون متر 3، وهى تعادل أقل من ثلث مليار متر3، موضحًا أن هذا طبيعى وأقل بكثير من المتوقع، حيث لم يصل السد إلى ارتفاعه المقرر بعد، وأن الجزء المتبقى من جسم السد لم يصل للارتفاع المقرر، ما أدى إلى مرور المياه المتدفقة من أعلاه.