تحل الذكرى الخامسة عشر لإحداث 11 سبتمبر، والعالم العربى فى أسوأ أحواله إن لم يكن أتعسها على مدار العقود الماضية، ففضلا عن اتهامه الدائم بأنه البيئة الحاضنة للإرهاب، إلا أنه يخوض حروبًا طائفية طاحنة لا يعلم إلا الله وحده كيف وإلى أين تنتهى؟! ومن هنا يقفز السؤال.. هل يشارك الشرق فى صنع صورته المشوهة بعد أحداث 11 سبتمبر هل تقع عليه مسئولية؟.
لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب أفادت بأنه مقصر فى تصدير ثقافته وفنونه، وأنه الشعوب الغربية لا ترى سوى الواجهة المتصدره من قبل الإعلام الغربى الذى سلط الضوء على الجماعات الإرهابية الناطقة بالعربية.
ومن جانبه علق النائب طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، على حلول الذكرى الخامسة عشر لأحداث 11 سبتمبر، قائلا إن حادث تفجير برج التجارة العالمى بأمريكا، تعد البداية الحقيقية لتصدير صورة العرب على أنهم رعاة الإرهاب بالعالم.
وأوضح رضوان لـ"برلمانى" أن الغرب تحامل على العرب بعد تلك الأحداث وفضّل النظر إليهم بصورة قاصرة متحاملة ومتجنية فى بعض الأحيان، مشيرًا إلى أن تلك النظرة لا تسقط مسئولية العرب فى تشويه صورته فى بعض الأحيان.
وأشار وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إلى أن هناك قصورا فى تصدير الثقافة العربية إلى الغرب لتحسين الصورة السيئة التى تم تصديرها من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، لافتًا إلى اختفاء دور الفنون المصرية والعربية التى كانت تذهب إلى أوروبا وآسيا فى الثمانينيات أثرت سلبيًا على صورتنا.
وبدوره قال الدكتور عماد جاد عضو لجنة شئون العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن العرب مشارك بشكل رئيسى، بعد دور الولايات المتحدة الأمريكية فى تصدير صورته، بأنه البيئة الحاضنة للإرهاب، مشيرًا إلى الاقتتال الطائفى بسوريا واليمين والعراق وإيران المرتبط بالثقافة الدينية المغلوطة.
وأوضح جاد لـ"برلمانى" أن ثقافة كراهية الآخر ومشاهد قطع الرقاب التى تنقلها وسائل الإعلام الغربية لم تؤثر على صورة العرب أمام أوروبا فحسب بل أثرت أيضا على صورة الشرق أمام دول العالم الثالث.
وأشار عضو لجنة شئون العلاقات الخارجية إلى أن الحل الوحيد لأزمة الشرق الأوسط هى محاكاة تجربة الإصلاح الدينى فى أوروبا، لافتًا إلى أن أوروبا كانت تعيش هى الأخرى فى عصور ظلام واستطاعت الفكاك منها بالإصلاح الثقافى والدينى.
وفى سياق متصل قالت النائبة أنيسة حسونة عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن العرب ليسوا مسئولين عن الجماعات المتطرفة ونقلهم صورة مغلوطة عن العرب طوال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن شعوب الدول العربية مسالمون ومحبون للسلام ويسعون دائمًا لإقراره.
وأوضحت أنيسة حسونة لـ"برلمانى" أن العرب ليسوا مطالبين بالذهاب إلى أقاصى الأرض للدفاع عن أنفسهم وإبراء ذمتهم من العمليات الإرهابية، مشيرة إلى أن الإسلام الحنيف الذى يعتنقه العرب يدعو إلى المحبة والعدالة الاجتماعية والسلام.
وأشارت عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إلى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصلاح الخطاب الدينى، لافتة إلى أنه لو تم تنفيذ كلام الرئيس ستحدث نقله فى البلاد.
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت فى إلصاق صورة الإرهاب بالعرب بعد أحداث 11 سبتمبر، كما استطاعت أن تبعد مسرح الأحداث إلى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه لم تقع أحداثا مماثلة لما جرى بعام 2001 إلا عمليات إرهابية محدودة.
وأوضح فهمى لـ"برلمانى" أن تعدد التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس، وإمارة القوقاز، إخوان الأردن، وحركة الشباب الصومالية وبوكو حرام وغيرها من تلك التنظيمات المنتشرة فى الشرق الأوسط روعت العالم بأعمالها الإرهابية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن نجاح الولايات المتحدة من خلال الميديا تسويق آرائها الاستخباراتية، فى مقابل ضعف إعلامى عربى لا يحدث إلا نفسه، بجانب انغماسه فى حروب طائفية طاحنة.
فيما قال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العرب أبرياء من تهم الإرهاب التى استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر إلصاقها بالعالم العربى، مشيرًا إلى أن أحداث برج التجارة العالمى صنيعة أمريكية وأيضا خلق تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
وأوضح اللاوندى لـ"برلمانى" أن التدخل الروسى فى قضايا الشرق الأوسط كشف زيف ادعاء الولايات المتحدة فى محاربة الإرهاب، بل كشف النقاب عن تدعيمها إلى تلك الكيانات الإرهابية بالسلاح داعيًا العرب بتغير سياستهم تجاه واشنطن الراعى الرسمى للإرهاب على حد قوله.
وأشار خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى رفض الولايات المتحدة ما طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى بعقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب، حتى لا يتم القضاء عليه بصورة نهائية.