حوار - أحمد إسماعيل - تصوير أحمد معروف
كشف محمد رشوان، المعروف إعلاميا بمحامى الأولتراس، عن تفاصيل مثيرة فى علاقة روابط الأولتراس بالحكومة والأحداث السياسية، وكواليس قضايا الأولتراس وعلاقة الإخوان وخيرت الشاطر بهذا الكيان الشبابى، ومصادر تمويلهم، وتفاصيل طلب جمال مبارك من شباب "أولتراس أهلاوى" رفع لافتات تأييد له قبل الثورة ورفضهم ذلك، وخشية الدولة والداخلية من تحولهم مستقبلا لكيان مثل جماعة الإخوان الإرهابية، وإلى نص الحوار...
ما الأسباب التى دفعتك أن تكون محاميا للأولتراس بصفة عامة؟
عندما قامت ثورة يناير وشهدت البلاد ظروفا سيئة، تعرض شباب الأولتراس لحملات تشويه قاسية جدا، وكنت مراقب الموقف عن قرب، فبدأت من منطلق رسالة المحاماه هى الدفاع عن الحق، عندما تحدث أى وقائع قبض على شباب الأولتراس أحضر معهم.
هل تعتبر قضية مجزرة استاد بورسعيد نقطة تحول فى علاقتك بالأولتراس؟
بالفعل اهتمامى الشديد بقضية مجزرة استاد بورسعيد جاء بسبب أن بعض الشهداء من جيرانى جعلنى أهتم بها من أول دقيقة ووضعت يدى على التحقيقات من أول يوم، وشاركت فى التحقيقات بالإسماعيلية، وتمكنت خلال الجلسات أن أجعل القضية تأخذ اتجاها مخالفا لما هو مفترض، بمعنى أنه ليس هناك مشاهد أو صور تؤكدا أن المجنى عليهم قتلوا عمدا، فلما جاء الطبيب الشرعى سألناه عن مفهوم القتل بالخوف والقتل بالامتناع فبدأت المحكمة تستجيب لنا، وبعد الحكم تلقيت رسائل تهنئة من أعضاء مجلس النادى الأهلى على دورى فى هذه القضية.
ما دور جمال مبارك فى تعظيم شأن الأولتراس واستغلالهم سياسيا؟
أولا، ظهور جمال مبارك مع الألتراس جاء بعد بزوغ نجمهم، بإضافة إلى رفض شباب ألتراس أهلاوى عرض جمال مباك برفع لافتات تحمل دعمه كرئيس قادم لمصر، فى إحدى المباريات المهمة، وهذه كانت بداية بذور شيطنة الألتراس.
هل ترى أن الحزب الوطنى المنحل حاول استقطاب شباب الأولتراس؟
فعلا بداية من 2009 ولما بدأ عصر مبارك يضمحل والأمور تتأزم وبدأت أعداد شباب الألتراس تتزايد إلى 100 ألف و150 ألف، وبدأ الساسة فى مصر والحزب الوطنى وأقطابه ينظرون للمجموعات دى، وكان دائما قبل كل مباريات مهمة عقد لقاء تنسيقى بين قادة هؤلاء الشباب ومدير أمن القاهرة علشان يطلع الشكل لائق، وبعد كده تم عبر هذه القيادات محاولات لعقد لقاءات بين الألتراس ومسؤولين ومنهم جمال مبارك وطلب منهم أن يرفعوا لافتات باسمه فى مباراة الأهلى والزمالك لدعمه كرئيس قادم فرفضوا طلبه من شباب معروفين بالألتراس ومحددين، وعندما عرف الموضوع فى الإعلام التابع للحزب الوطنى فبدأوا يشيطنوا شباب الألتراس ويطلقوا عليهم شائعات بتعاطى المخدرات ومروجى دعارة ومسجلى خطر إلى أن قامت الثورة.
وبم تفسر سبب الرابط بين الإخوان والألتراس؟
سبب الربط ربما يرجع إلى كون سيد مشاغب ميال قلبا وقالبا إلى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ومتأثر به، وفى أحد المباريات بعد الثورة مباشرة قام سيد مشاغب فى ملعب نادى الزمالك برفع لافتة دعم لحازم صلاح أبوإسماعيل، وهو ده الخطأ الوحيد الذى تم تخزينه للألتراس.
هل استغل الشاطر بعض قيادات الألتراس لنشر الفوضى خلال حكم الإخوان؟
قبل 30 يونيو بفترة بسيطة عندما كان شباب الألتراس يقطعون خطوط المترو، ويثيرون الفوضى فى البلد أثناء جولات حوار بين رئيس الجمهورية وقيادات الإخوان فترة حكم مرسى خرجت إشاعة إن خيرت الشاطر يدعم الأتراس وبينفق عليهم وهذا شائعات لم تثبت بالدليل.
وما علاقة الألتراس بـ«6 إبريل»؟
6 إبريل من ضمن المجموعات اللى خلقت بين الألتراس والدولة شرر من النيران، من خلال وقائع منها عندما قام الألتراس بعمل وقفة أمام وزارة الدفاع، للمطالبة بسرعة القصاص لشهداء مجزرة بورسعيد فى الوقت ده كان شىء متعارف عليه ولم يكن هناك عداء بين الألتراس والمجلس العسكرى، وفى هذا اليوم تم الدفع بمجموعات من 6 إبريل وهتفوا بسقوط حكم العسكر، فتحول المشهد فقام عدد من شباب الألتراس بالتصدى لهم.
الدولة تعتبر الألتراس كيانا إرهابيا وهناك حكم صادر ضدهم؟
الدولة على رأسها رئيس الجمهورية لم تعتبر الألتراس كيانا إرهابيا قولا واحد ورئيس الجمهورية عمره ما ناشد بالحوار مع الإرهابيين، رئيس الجمهورية ناشد أكثر من مرة بالحوار مع شباب الألتراس، وفى مقابلة مع اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزيرالداخلية لحقوق الإنسان، حينذاك، بحضور الدكتور إيهاب مدحت من مجلس الوزراء المكلف بهذا الملف وقتها، فعرضت عليه فكرة الشباب تأمين الشرطة للمدرجات من الخارج وتقوم شركة خاصة بالتأمين من الداخل، فرد عليا مساعد وزير الداخلية قائلا: «إحنا أحرص عليهم وهناك إرهاب ونخشى حدوث تفجيرات داخل مدرجات الجماهير»، ثم سألنى هما شباب الألتراس عاوزين ايه وتبع أى تيار سياسى؟.. وقال لى: «إحنا لن ننتظر لكى تتكون جماعة الإخوان مرة أخرى بعد 20 سنة».
ما مصادر تمويل الألتراس؟
تمويل الألتراس يتم من خلال جمع التبرعات من الأعضاء والقيام ببعض الأنشطة الخيرية وبيع منتجات رياضية، وليس هناك دليل على حصولهم على تبرعات من رجال أعمال أو مسؤولى مجالس أندية أو أندية.
وهناك مفاجأة أخرى.. أغلب قيادات الألتراس أبناء لقيادات بارزة فى الدولة ومنهم ابن مساعد وزير داخلية.
