الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 06:20 م

ماذا تعرف عن خط "بارليف" الإسرائيلى؟.. ومن صاحب فكرة تدمير الساتر الترابى؟

ماذا تعرف عن خط "بارليف" الإسرائيلى؟.. ومن صاحب فكرة تدمير الساتر الترابى؟ خط "بارليف" الإسرائيلى
الثلاثاء، 04 أكتوبر 2016 06:14 ص
كتب أحمد براء
عكفت إسرائيل منذ احتلالها سيناء بعد حرب 67؛ على بناء سلسلة من التحصينات الدفاعية على طول الساحل الشرقى لقناة السويس، لتأمين الضفة الشرقية للقناة ومنع عبور أى قوات مصرية إليها.

وعُرِفَت تلك السلسلة الدفاعية باسم خط "بارليف" نسبة إلى "حاييم بارليف" القائد العسكرى الإسرائيلى الذى تولى قيادة سلاح المدرعات أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وتكلف بناء الخط الدفاعى حوالى 500 مليون دولار.

خط بارليف عبارة عن ساتر ترابى يصل ارتفاعه من 20 إلى 22 مترًا، وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، ويتميز بـ20 نقطة حصينة (دُشَم) على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كيلومتر، وفى كل نقطة حوالى 15 جندى كل مهمتهم الموكلة لهم الإبلاغ عن أى محاولة لعبور القناة، وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التى تحاول الاقتحام والعبور، بالإضافة إلى وجود مصاطب ثابتة للدبابات جاهزة للقصف حال استدعائها فى حالات الطوارئ.

وفى قاعدة الساتر الترابى؛ توجد أنابيب تصب الـ"نابالم" –وهى مادة قابلة للاشتعال– فى قناة السويس لإشعال سطح القناة، ولكن نجحت الضفادع البشرية المصرية فى واحدة من أعظم العمليات، فى سد فتحات المواسير بمواد خاصة يوم 5 أكتوبر 1973، لمنع استخدمها عند عبور القوات المصرية للقناة فى اليوم التالى وأُسِرَ مهندس مواسير النابلم الإسرائيلى نفسه فى موجة العبور الأولى، عندما كان يحاول إصلاحها.

روجت إسرائيل طويلاً لهذا الخط على أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصرى إذا ما حاول عبور قناة السويس، ولكن حطم المهندس "باقى زكى يوسف" تلك الأسطورة، فهو صاحب فكرة استخدام المياه فى فتح الساتر الترابى تمهيدًا لعبور القوات المصرية إلى سيناء، ورغم بساطة الفكرة إلا أنها أنقذت 20 ألف جندى مصرى على الأقل من الموت المحقق.

وبدأ الهجوم بالضربة الجوية، واستغل الجيش المصرى عنصرى المفاجأة والتمويه اللذين سبقا ساعة الصفر، بالإضافة إلى استغلال عناصر أخرى مثل المد، والجزر، واتجاه أشعة الشمس، لاختراق الساتر الترابى فى 81 موقعًا مختلفًا، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، اشترتها وزارة الزراعة للتمويه السياسى، ومن ثم الاستيلاء على أغلب نقاط خط بارليف الحصينة بخسائر محدودة، وقُتِلَ 126 عسكرى إسرائيلى وأُسِرَ 161 آخرين من أصل الـ441 المنتشرين على طول الخط، ولم تصمد إلا نقطة واحدة هى نقطة "بودابست" فى أقصى الشمال فى مواجهة بورسعيد.


الأكثر قراءة



print