المنيا – حسن عبد الغفار
شهدت قرية كوم اللوفى التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، على مدار 24 ساعة متواصلة، اشتباكات بين أهالى القرية بسبب بناء أحد مواطنى القرية عقارًا مخالفًا تنظيميًّا، وروجت شائعات بأنه سيتم تحويله إلى كنيسة، الأمر الذى أثار غضب أبناء القرية الذين توجهوا لقسم شرطة سمالوط، وحرروا محاضر جماعية ضد صاحب العقار المخالف.
على الفور توجهت قوات الأمن وحررت محضرا ضد صاحب العقار المخالف، مع إصدار قرار بالتنسيق مع رئيس مجلس المدينة جمال مبارك، بوقف أعمال البناء وإحالته للتحقيق، إضافة إلى توفير قوة أمنية فى القرية لمنع أى اشتباكات بين الأهالى.
بدأت تفاصيل الواقعة يوم الاثنين الماضى، عندما تجمع 15 من أبناء القرية وتوجهوا إلى قسم شرطة سمالوط للإبلاغ عن أحد أهالى القرية، والذى يقوم ببناء عقار مخالف وتردد شائعات بتحويله إلى كنيسة، وهو ما استجاب له الأمن وقرر وقف الأعمال وتطويق القرية بقوات أمنية، وفجر اليوم الخميس تطورت الأحداث داخل القرية، إذ تجمع قرابة 300 مواطن أمام المنزل المخالف وقام بعضهم بإشعال النيران به، الأمر الذى تطور سريعًا حتى انتقلت النيران لثلاثة منازل أخرى لأشقاء المواطن.
وكشفت الأجهزة الأمنية بالمنيا عن تفاصيل أحداث العنف التى شهدتها قرية كوم اللوفى، التابعة لمركز سمالوط، بورود إخطار إلى مديرية الأمن يوم 27 يونيو الجارى من مركز شرطة سمالوط، يفيد تلقيه بلاغًا من أهالى قرية كوم اللوفى بتجمع أهالى حوالى 15 شخصًا من مسلمى القرية أمام منزل تحت الإنشاء ملك شخص يدعى "أيوب. خ. ف"، 42 سنة، فلاح، مسيحى، إثر تردد بعض الشائعات حول اعتزامه تحويل المنزل إلى كنيسة، وبالانتقال تبين أن المنزل عبارة عن أعمدة تحت الإنشاء، ارتفاع الواجهة 5 أمتار، على أرض زراعية، وبسؤال صاحب المنزل قرر عدم اعتزامه تحويل المنزل إلى مبنى كنى، وتم إيقاف الأعمال ومخاطبة الإدارة الهندسية لمعاينة المنزل.
وقال بيان مديرية الأمن، الصادر اليوم، إنه بتاريخ اليوم أُبلغ مركز سمالوط من الخدمات المعينة تجمع حوالى 300 من مسلمى القرية والتوجه للمبنى، وأشعل بعضهم النيران بالشدة الخشبية المستخدمة لصب سقف المنزل، والتى امتدت لـ4 غرف مجاورة ملحقة بالمنزل سالف الذكر ملك شقيقه "إبراهيم"، وتساقط بعض الطوب المستخدم فى بناء المنزل، ما أسفر عن احتراق الشدة الخشبية وبعض مستلزمات المعيشة بالغرف.
وأضاف البيان، أن قوة من المركز انتقلت على الفور إلى مكان البلاغ، وبوصولهم تبادل الأهالى قذف القوات بالطوب والحجارة، الأمر الذى أسفر عن كسر الزجاج الأمامى لسيارتى شرطة تابعتين للمركز، كما انتقلت قيادات المديرية والأمن العام والوطنى والحماية المدنية، وحال وصولهم تمّت السيطرة على الحريق وإخماده والسيطرة على الموقف.
من جانبه، أكد اللواء جمال قناوى، رئيس مجلس مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، أن قوات الأمن ألقت القبض على 4 من المتهمين فى أحداث العنف بقرية كوم اللوفى، التى وقعت بين عائلتين بالقرية مسلمة وأخرى مسيحية.
وأضاف "قناوى"، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الأجواء الأمنية فى قرية كوم اللوفى هادئة تماماً، بعد سيطرة الأمن على الأوضاع، مشيرا إلى أن معاينة المنزل الذى كان يرغب الأهالى فى بنائه كنيسة كشفت أنه مخالف تنظيميا وبدون رخصة.
وأكد رئيس مدينة سمالوط أن هناك من يحاول إفساد فرحة المصريين باحتفالات ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الحل سهل مستنكراً أعمال العنف التى وقعت، مشيرا إلى أن هناك من يحرض على الفتنة ويريد انشغال المصريين وإفساد فرحتهم.
ولفت "قناوى" إلى أن المنزل ملك لشخص يدعى "أيوب خلف" وشقيقه، وأن المبنى خارج الحيز العمرانى وتحت الإنشاء والمنزلين مفتوحين على بعضهما، وبجوارهما منزلان تابعان لشقيقيهما إبراهيم وأمير وهذه أيضا منازل متواضعة ومسقوفة بالخشب. ومن جانبها تتولى نيابة سمالوط التحقيق فى احداث العنف بالاضافة الى انتقال فريق منها لمعاينة القرية وسماع اقوال سكانها حول الوقائع.