قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية: أن البنتاجون يكثف دفاعاته ضد صواريخ كروز بعد تنامى التهديدات القادمة من إيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة توسع شبكة من أقمار التجسس الصناعية من أجل تحديد ورصد أفضل لصواريخ كروز والطائرات المسيرة والأسلحة الأسرع من الصوت.
وفى الوقت الذى تستثمر فيه روسيا والصين فى صواريخ كروز طويلة المدى لصراعات مستقبلية محتملة، جعلت وزارة الدفاع الأمريكية تحسين قدرة الجيش على رصد وتحديد هذه الأنواع من الأسلحة أولوية قصوى. لكن المشكلة أصبحت أكثر إلحاحا جديدا فى ظل تصاعد التوتر مع إيران، والتى تعمل بهدوء على بناء قدراتها الصاروخية الخاصة منذ أكثر من عقد.
ويقول القادة العسكريون: إن العنصر الأساسى فى حل هذه المشكلة هو تعزيز شبكة الأقمار الصناعية التجسسية التابعة للبنتاجون لاكتشاف وتتبع صواريخ كروز والطائرات بدون طيار والتهديد الناشئ للأسلحة التى تفوق سرعتها سرعة الصوت، الصواريخ التى تحلق بأكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت. وقال الجنرال جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة فى عام 2019: "لا يمكنك الدفاع ضد شىء لا يمكنك رؤيته".
ولتحقيق هذه الغاية، تهدف وكالة تطوير الفضاء المنشأة حديثا، والتى ستصبح فى النهاية جزءا من قوة الفضاء الجديدة، إلى إطلاق عشرات الأقمار الصناعية الصغيرة منخفضة التكلفة فى المدار حتى عام 2022، وعشرات أخرى كل عامين بعد هذا. وستقوم طبقة "التعقب" فى الأقمار الصناعية بتعقب هذا التهديد، بينما تقوم طبقة النقل ببث تلك البيانات التعقبية إلى شبكة اتصالات الدفاع الصاروخى التقليدية، بحسب ما قال ديريك تورنير، مدير الوكالة فى البنتاجون. وأشار إلى أن الهدف هو تغطية عالمية كاملة بحلول العام المالى 2026.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه منذ الحرب الباردة، بنى الجيش الأمريكى شبكة واسعة من أجهزة التشغيل ولأسلحة وأجهزة الاستشعار المكرسة للدفاع الصاروخى. والجزء الأول من هزيمة أى تهديد صاروخى قادم هو رصده وتتبعه. ويتم هذا على أفضل شكل من الفضاء، حيث يمكن للأقمار الصناعية أن تغطى مناطق أوسع بكثير من الأصول التى تحلق على مستوى منخفض مثل الطائرات المسيرة وطائرات المراقبة. والجزء الأخير هى تدمير التهديد، والذى يتحقق من خلال صاروخ اعتراضى يطلق من نطام دفاعى صاروخى.
إلا أن مواجهة صواريخ كروز والمركبات الجوية الصغيرة غير المأهولة أصعب من هزيمة الصواريخ الباليستية. وهذه الأسلحة تحلق على مستوى منخفض قريب للأرض بسرعة عالية، ولديها نظم طيران لا يمكن التنبؤ به، والذى يتحدى الدفاعات الصاروخية الحديثة.
وأكدت المجلة الأمريكية أن البنتاجون فى المراحل الأولى لبناء شبكة من أجهزة التشغيل والمنصات غير كل مجالات الحرب، من قمر صناعى إلى مدمرة تابعة للبحرية، والتى يمكن أن تستقبل وترسل بشكل ذاتى بيانات من المعركة وقت حدوثها. فقد طور الجيش والقوات الجوية مفاهيم منفصلة للقيام بذلك، حيث يتنافس كل فرع ليكون الموقع الرئيسى لما يطلق عليه البنتاجون عمليات متعددة المجالات.