الشرطة اليوم فى عيد.. عروض قتالية تبرز مهارات العيون الساهرة فى مكافحة الإرهاب والجريمة.. "المفرقعات" تظهر التدريب الراقى فى التعامل المتفجرات.. و"الموسيقى العسكرية" تعزف سيمفونية وطنية
عروض الشرطة أثناء الاحتفال بعيد الشرطة
الثلاثاء، 28 يناير 2020 12:07 م
شهدت أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، اليوم الثلاثاء، فعاليات معرض معدات ومركبات الشرطة بأرض العروض، وذلك تزامناً مع احتفالات عيد الشرطة رقم 68؛ وعلى أنغام الأغاني الوطنية تفاعل الحضور مع العروض التي قدمتها قطاعات وزارة الداخلية المختلفة، والتي تظهر التطور الكبير في كافة القطاعات سواء الخدمية أو باقي قطاعات الوزارة المختلفة.
وعزفت الموسيقى العسكرية مقطوعات تفاعل معها الحضور، الذين حملوا الأعلام ولوحوا بها تزامناً مع إذاعة الأغاني الوطنية التي ترصد بطولات وتضحيات رجال الشرطة.
وفي مشاهد مبهجة، قدمت قطاعات الداخلية المختلفة عروضاً عديدة، أبرزها عروض الحماية المدنية التي قدمت عرضاً للكلاب البوليسية في التعامل مع المتفجرات والقنابل، والقدرة الفائقة لرجال المفرقعات في التعامل بدقة وعناية مع المواد المتفجرة وتفكيكها في سباق مع الزمن، فضلاً عن تعامل قوات الإطفاء مع الحرائق، وضباط الحماية المدنية في إنقاذ المواطنين من أسفل العقارات المنهارة.
وحرصت الإدارة العامة للمرور على تقديم عرض يظهر السيارات الجديدة والمتطورة التي تستخدمها المرور في ملاحقة المخالفين ورصد كافة المخالفات وتسيير حركة الطرق بسهولة ويسر، وعملية التطوير التي لحقت بوحدات التراخيص مؤخراً.
وقابل الحضور عروض طلاب كلية الشرطة بالانبهار، في ظل الكفاءة القتالية التي اكتسبها الطلاب أثناء الدراسة، وقدرتهم على تخطي الحواجز واقتحام أوكار الجريمة والإرهاب والتعامل مع الخارجين عن القانون باحترافية شديدة.
وتفاعل الحضور مع عروض الخيالية التي أظهرت كفاءة رجال الشرطة في رصد الأهداف والتعامل معها بدقة شديدة، ودور الخيالة في جهاز الشرطة.
منتجات قطاع السجون حجزت مكان بالمعرض، حيث عرضت الداخلية جزء من منتجات النزلاء، شملت بعض الأثاث والأقمشة والملابس المطرزة والشغل اليدوي للسجناء، فضلاً عن الانتاج الزراعي من الفاكهة والخضروات.
وشهد المعرض وجود منتجات لمنظومة "أمان" التابعة لوزارة الداخلية، والتي توفر الأغذية بأسعار مخفضة للمواطنين بكافة ربوع الجمهورية.
وتعود احتفالات عيد الشرطة لصباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، عندما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة، إلا أن رفضت الإنذار البريطانى، وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
كانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل أكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب، هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952، وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا، حيث انطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.