"سبت النور" فى زمن كورونا.. نور "المخلص" يخرج من قبره ليضيء شموع القدس الخالية من الحجاج.. السكون يغمر شوارع البلدة القديمة.. وحامل مفاتيح كنيسة القيامة يكشف أسرار تفتيش قبر المسيح.. فيديو
سبت النور في صورة أرشيفية
السبت، 18 أبريل 2020 02:26 م
احتفل ملايين المسيحيين اليوم السبت، بسبت الفرح المعروف باسم "سبت النور"، وهو اليوم الذى يسبق عيد القيامة المجيد، إذ دأب الآلاف على زيارة كنيسة القيامة في الأراضي الفلسطينية المقدسة، لحضور لحظة فتح قبر المسيح لينطلق منه نور يشع في الأجواء كلها تضاء منه شموع المصلين في الكنيسة، وفي الوقت الذى تسبب فيه وباء كورونا هذا العام في منع الحج المسيحي لم تتوقف ظاهرة "النور المقدس".
حكاية النور المقدس المنطلق من قبر المسيح
في يوم سبت النور يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم يرددون الترانيم والأناشيد. يطوفون ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس ثم يأتي بطريرك اورشليم أو رئيس أساقفة الأرثوذكس ويقوم بقراءة صلاة معينة ثم يبدأ بخلع ملابسه ويدخل قبر المسيح. ويتم فحص البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من إنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما يتم فحص القبر أيضًا. ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظرًا في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة المسيح .
في حين يردد المصلون المنتظرون خارج القبر (كيراليسون) و هي كلمه يونانية تعنى يا رب أرحم، بعد ذلك تضئ النار المقدسة 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها بواسطة البطريرك داخل القبر ثم يكشف البطريرك عن نفسه ويشعل شموعا أخرى ليتم توزيعها على المصليين في الكنيسة لتصبح الشعلة المضيئة بقوة القيامة وتشهد أن المسيح قام من بين الأموات وهزم الموت (بحسب المعتقد المسيحي).
مسلم يحمل مفاتيح كنيسة القيامة ويكشف تفاصيل تفتيش قبر المسيح
في حين تحمل عائلة "الحسيني" المسلمة مفاتيح كنيسة القيامة منذ عصر صلاح الدين الأيوبي الذى حرر القدس أي ما يزيد عن 850 عام وتسلمها من جيل إلى جيل، ويحمل أديب جودة الحسيني سليل هذه العائلة المفتاح هذا العام ويقول لـ "انفراد": لي وظيفتان فى كنيسة القيامة الأولى أمانة مفتاح الكنيسة المقدسة، والوظيفة الأخرى هى حمل ختم القبر المقدس.
يروي الحسيني تفاصيل تفتيش القبر المقدس يوم سبت النور فيقول: إنه قبيل الاحتفال بظهور النور المقدس، وظيفتى أن أدخل الى مقمورة القبر المقدس مع مطرانين وواحد من طائفة الروم الأرثوذوكس، والأخر من طائفة الأرمن، ونفتش مقمورة القبر للتأكد من أنها خالية من أى شعلة، وعند الخروج يتم إغلاق مقمورة القبر المقدس، و أضع ختمى الشخصى على الشمع المقدس والذى يغلق بوابة مقمورة القبر بإحكام.
ويستكمل: بعدها أذهب إلى مقر إقامة البطريرك وأرافقه حتى مقمورة القبر المقدس، وهنا يدخل البطريرك إلى مقمورة القبر المقدس برفقة أحد الكهنة الأرمن، ، ويغلق الباب ورائهما حتى يخرج مرة أخرى حاملا الشمع المضاء بنور المسيح.
ويشير الحسيني، إلى أن السنوات الفائتة كانت كنيسة القيامة تزدحم بالمصلين من كل أنحاء العالم إلا أن هذا العام تعيش مدينة القدس أجواء حزينة حيث خلت شوارع البلدة القديمة من الحجاج وعمت أجواء حزينة بعد منع الحج المسيحي هذا العام بسبب وباء كورونا.
وعن النور المقدس يوضح الحسيني، كانت الطائرات تنقل هذا النور لعدة دول أرثوذكسية في السنوات الماضية فيتم إحضار الشعلة المقدسة إلى بلدان أرثوذكسية معينة مثل روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا واليونان وقبرص وبلغاريا ورومانيا وصربيا ومقدونيا والجبل الأسود وسوريا والأردن ولبنان في رحلات جوية خاصة وسط احتفال مهيب بحضور المسئولين الدينين ورجال الحكم البارزين.
فيما يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم قداس عيد القيامة المجيد بدير الأنبا بيشوي لأول مرة دون حضور شعبي.