الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 03:10 ص

أرض الألم "لبنان" الحلقة 6.. أول صحيفة مصرية على حدود لبنان الجنوبية.. الملف السياسى والعسكرى على صفيح ساخن.. تعثر تأليف الحكومة وتوقف مفاوضات ترسيم الحدود.. ومصادر تحذر من عودة الاغتيالات وتوقعات بفت

أرض الألم "لبنان" الحلقة 6.. أول صحيفة مصرية على حدود لبنان الجنوبية.. الملف السياسى والعسكرى على صفيح ساخن.. تعثر تأليف الحكومة وتوقف مفاوضات ترسيم الحدود.. ومصادر تحذر من عودة الاغتيالات وتوقعات بفت
الأحد، 27 ديسمبر 2020 08:07 ص
مصادر: لا حكومة فى الأفق ولقاءات قصر بعبدا مسرحيات سياسية باهتة..السلطة اللبنانية الأخيرة تسعى إلى إخفاء المعلومات حول حادث انفجار مرفأ بيروت والإطاحة بأصحابها المتحدث الرسمى لقوات "يونيفيل" فى حوار لـ انفراد: لدينا توقعات إيجابية بشأن نتائج مفاوضات ترسيم الحدود المتحدث الرسمى لقوات "يونيفيل" فى حوار لـ "انفراد".. أندريه تيننتى: لدينا 450 نشاطا عملياتيا يوميا للتأكد من تأمين حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل.. نساعد على تهيئة الأجواء للانتقال من مرحلة لمرحلة وقف إطلاق النار المتحدث الرسمى لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام "يونيفيل" فى حوار لـ انفراد: لا يمكننا فرض السلام ولكننا نفتح نافذة لتهيئة الأجواء للانتقال من مرحلة وقف الأعمال العدائية إلى مرحلة وقف إطلاق النار أندريه تيننتى: نعقد اجتماعا شهريا ثلاثيا بين ضباط من الجيشين اللبنانى والإسرائيلى وممثلين من "اليونيفيل" تُناقش خلاله جميع الأمور العالقة ومنها ترسيم الحدود تيننتى: لا نتواصل بشكل مباشر مع حزب الله أو أى حزب سياسى.. بالتجديد الاخير لليونيفيل تم تخفيض عدد القوات المسموح بها من 15 ألف جندى إلى 13 ألف جندى حزب الله وانتظار الإدارة الامريكية الجديد أبرز أسباب عرقلة مشاورات تأليف حكومة الحريرى..أجواء بالاتجاه للتطبيع فى مرحلة لاحقة ما يعنى انتفاء مبرر وجود السلاح الحريرى يستعد لتقديم مسودة أسماء 18 وزيرا خلال ساعات للرئيس عون قابلة للنقاش السنيورة لـ انفراد: التيار الوطنى الحر يعطل تشكيل الحكومة.. و"حزب الله" يضع العراقيل أمام تأليفها للمماطلة انتظارا لتولى بايدن حكم أمريكا.. والعقوبات الأمريكية على باسيل تزيد الأمور تعقيدا..الحريرى لن يعتذر مهما كانت العقبات..و"لبنان" ليس على قائمة أولويات بايدن تأجيل الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود.. الرئاسة اللبنانية طالبت بتوسيع المساحة المتنازع عليها فى البحر إلى 2200 كيلومتر انفراد يرصد عمليات قوات اليونيفيل فى جولة على الحدود بمنطقة الناقورة على حدود مع فلسطين المحتلة عضو بتكتل الجمهورية القوية: الخلاف حول حقائب الطاقة والأشغال والداخلية والعدل بشكل خاص.. الثنائى الشيعى المعطل الأساسى لتأليف الحكومة الجديدة ارتفع منسوب الأزمة السياسية فى لبنان بعدم القدرة على تأليف حكومة جديدة رغم تدخل أطراف دولية، فيمر البلد بحالة أشبه بـ"التجمد" بجليد شتاء قارس، تعيشها بلاد الأرز، فهاهى مفاوضات ترسيم الحدود تأجلت لأجل غير مسمى، فى الوقت الذى ترددت أنباء عن زيارة مرتقبة لرئيس الوفد الأمريكى بالمفاوضات إلى لبنان للقاء مسئولين فيما يوشى بتأزم الموقف بين الجانبين اللبنانى والإسرائيلى، ومن جانبه شدد لبنان على لسان وزير خارجيته بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبه، على أن لبنان لن يتنازل عن حقوقه فى ملف ترسيم حدوده حتى لو تطلبت المفاوضات 10 أو 20 عاما، بينما وجه وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينيتز وجه رسالة إلى الرئيس اللبنانى ميشال عون دعاه فيها إلى لقاء مباشر فى دولة أوروبية للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وعلى الجانب الآخر لم تدم الأجواء الإيجابية التى شاعت مؤخرا بشأن قرب ولادة حكومة الحريرى، فرغم توقعات مصادر لبنانية مطلعة بحلحلة بعض الإشكاليات وتذليل عقبات على طريق التشكيل من بينها الاتفاق على أن يكون عدد الوزراء18وزيرا وعرض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى مسودة تشكيلة حكومية بأسماء الوزراء وحقائبهم على الرئيس اللبنانى ميشال عون، إلا أن لقاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى الـ14 مع الرئيس عون لم يحمل رؤى إيجايبة والنتيجة عدم تشكل الحكومة حتى الآن. وعلى الصعيد العسكرى تبخرت أيضا الأجواء الإيجابية التى رافقت انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشر لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل فى أكتوبر الماضى وتبددت الأحلام مع إعلان تأجيل الجولة الخامسة لأجل غير مسمى. السؤال المُلح الآن: لماذا تعثرت مشاورات تأليف حكومة الحريرى ولماذا تأجلت مفاوضات الترسيم؟ نتطرق فى هذا التحقيق إلى آخر تطورات الوضع العسكرى على الحدود اللبنانية الجنوبية، ومسار الترسيم، ونقل جولة حية من منطقة الناقورة وعمليات قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام "اليونيفيل"، كما نتطرق للملف السياسى ومسار تشكيل الحكومة. منذ أن استقالت حكومة حسان دياب والشعب اللبنانى يُعلق آماله على القادم الجديد، جاء مصطفى أديب ثم مالبث أن اعتذر لعدم قدرته على التشكيل، ثم أتى سعد الحريرى متعهدا بحكومة اختصاصيين، تؤدى مهمة الإنقاذ، وبعد أجواء زعمت الأوساط السياسية أنها تنبئ بحكومة جديدة خلال أيام، تعرقلت حتى الآن. اختلفت الأسباب باختلاف المراحل لكن النتيجة واحدة، "لبنان غير مستقر.. بلا حكومة"، وبالتالى الدعم الدولى الناجع متوقف، وعجلة الاقتصاد للوراء، واحتمالات الفوضى والمصير المجهول تزداد. مخاض متعسر للحكومة أعرب مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر عن ترحيبه بعودة الحريرى لرئاسة الحكومة شريطة تنفيذ الاصلاحات التى تحدث عنها، ولكن النتيجة أن المشهد السياسى فى لبنان باق كما هو إلى أجل مسمى من الخارج! فقد أكدت المصادر أن مازال الخلاف قائما بين الحريرى و"عون"حول تسمية الوزراء المسيحيين، كما أن سهام عدم اعتماد معيار موحد للتأليف مازالت تُطلق باتجاه الرئيس المكلف سعد الحريرى من قبل بعض الأطراف، وما زاد الأمر تعقيدا هو ما أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم القاسم عن ضرورة موافقة الكتل السياسية ليُعطى مزيدا من إشارات التأزم الحكومى لأنه يعنى ألا تسميات بدون مشاركة الكتل وموافقتها ما ينسف خطة الحريرى بتسمية أسماء بعيدة عن الأحزاب(تكنوقراط)! يقول فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق عضو تيار المستقبل، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن هناك عدة عوامل تسهم فى عرقلة تأليف الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريرى، فهناك حالة استعصاء من قبل الرئيس عون والتيار الوطنى الحر وحزب الله الذى يدفع التيار الوطنى للتشدد فى موقفه حيث يحاول المماطلة فى التأليف انتظارا لتولى جو بايدن الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية. يضيف السنيورة: "المؤكد أن لبنان ليس على قائمة أولويات بايدن فهناك ثلاثة أحداث مهمة قبلهم لن يكون لبنان أولوية أمريكية،هى انتخابات الرئاسة فى إيران 2021والعراق وسوريا، وأعتقد بأن موقف الإدارة الأمريكية تجاه إيران وبالتبعية حزب الله لن يتغير كما تعتقد طهران" فؤاد السنيورة ومراسلة انفراد وأشار السنيورة، إلى أن هذه الاستعصاءات هى نفسها التى واجهها الرئيس المكلف السابق مصطفى أديب، والحقيقة أن الشعب اللبنانى لن يقبل بتركيبة على شاكلة الحكومات السابقة، موضحاً أن سبب هذه الاستعصاءات الخلاف على تسمية وزراء بعض الحقائب منها "العدل" و"الداخلية" كما يصرون على المشاركة فى مشاورات التأليف ما يقود لإعادة إنتاج حكومة على شاكلة حكومة حسان دياب. أضاف السنيورة، فى تصريحاته، أن حكومة سعد الحريرى تأتى استنادا للمبادرة الفرنسية على أن تكون حكومة"مهمة"، ولكن العقوبات الأمريكية التى فُرضت على جبران باسيل زادت الأمور تعقيدا، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الحريرى لن يعتذر مهما كانت العقبات أمامه. ومن جانبه قال النائب جورج عقيص، عضو تكتل الجمهورية القوية، لـ "انفراد"، إن تأخر تأليف الحكومة يرجع للاختلاف حول عدد الوزراء والذي يُصر سعد الحريرى ألا يتجاوزوا الـ18وزيرا، كما أن الاختلاف حول طريقة التأليف وعدم وجود معايير موحدة لتلك العملية، على حد زعم بعض الأطراف السياسية، كما أن الرئيس عون يعتبر نفسه شريكا أساسيا فى تسمية الوزراء مع تلميحه المستمر بتسويات بين الحريرى والثنائى الشيعى لتسمية وزراء منهم، ويُعد الخلاف حول حقائب الطاقة والأشغال والداخلية والاتصالات بشكل خاص. أضاف عقيص، فى تصريحاته، أن الثنائى الشيعى المعطل الأساسى لتأليف الحكومة الجديدة، لأن إصرارهم على حقيبة المالية والصحة نسف مبدأ المداورة ، فحزب الله يريد حكومة على شاكلة الحكومات السابقة ومشاركة جميع الكتل النيابية فى المشاورات، كما أن الموقف الإيرانى ينتظر تولى جو بايدن آملا فى تغييرات بالسياسة الأمريكية قد تؤثر على مسار الأمور فى لبنان، فالإيرانيون لن يعطوا للطرف الفرنسى ما يمكنهم إعطاءه للطرف الامريكى، رغم أننى على يقين بأن سياسات أمريكا لن تتغير كما تتوقع طهران. أمّا عن إمكانيّة ولادة الحكومة قريباً، فقال المحلل والكاتب اللبناني ريكاردو شدياق ، "لا استشارات ولا اتّصالات جديّة قبل تولى إدارة بايدن فى 2021، ولن تولد إلاّ بفعل حصول تحوّل مفصلي بإشراف أمريكي"، مردفاً: "لا مساعدات للبنان، لا فرنسيّة ولا سواها، في ظلّ هذه السلطة التي تُشرف على صدور نتائج التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت في ضوء تحقيقات المكتب الفيدرالي الأميركي والتحقيقات الفرنسيّة". لماذا لم يسمى"القوات" الحريرى؟ وأوضح عقيص أسباب عدم تسمية حزب القوات اللبنانية للحريرى ، قائلا:" ليس لدينا مانع إذا نجح فى تشكيل الحكومة بعيدا عن السياسيين حتى لا نصل للنتيجة نفسها . تكمن نقطة الضعف فى مبادرة الحريرى أنه أدخل نفسه فى فخ السلطة بقيادة حزب الله الذى أصر على حقيبة"المالية"مقابل ألا يغلق فى وجهه أبواب التأليف فيكون أحرق ورقته وألحقه بدياب وأديب، خاصة أن مناورات التكليف والتأليف أو التفشيل تطول ولبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وانطلاقا من صعوبة أن يتمكن الحريرى من إقناع الثنائى الشيعى والرئيس عون بتركه يشكل حكومة اختصاصيين غير حزبيين تحظى برخصة عمل صلاحيتها 6 أشهر أو أن يقتنع هو بشروطهم، بدا الحديث عن أن الحريرى بقبول فرنسى ضمنى سيتيح للتيار الحر والثنائى تسمية وزراء يثقون بهم شريطة ألا يتبعون لهم سياسيا أو تشغيليا. عراقيل حزب الله وعن الوضع الأمني في لبنان قال العميد الركن المتقاعد بالجيش اللبناني رياض شيا، في تصريحات لـ "انفراد"، إن الأزمات التي أشرنا اليها وتردي الأحوال الاجتماعية عموماً والترهل والفساد الذي تعانيه الادارة العامة تزيد المخاوف حول الاستقرار الأمني إضافة لازدياد المخاوف بشأن الدور الذي يلعبه حزب الله ومن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها والتي تنذر بمواجهة مع إسرائيل شبيهة بتلك التي حدثت في يوليو ٢٠٠٦، التي ألحقت بلبنان دماراً كبيراً. فهذا الحزب لعب دوراً هاماً في مقاومة اسرائيل يوم كانت تحتل جنوب لبنان، ونال يومها تأييد ودعم معظم الشعب اللبناني إلاّ أنّه بعد انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان عام ٢٠٠٠، وانتشار الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية اليونيفيل هناك، لم يتخلَ الحزب عن سلاحه للدولة اللبنانية ولم يتحول الى العمل السياسي فقط كغيره من الأحزاب، بل تمسك بالسلاح وفرض وجوده على الساحة الداخلية بالقوة، وصادر سيادة الدولة اللبنانية وقراراتها وفرض انتخاب الرئيس الحالي الموالي له ، كما فرض التشكيل المناسب له في الوزارات وفي اختيار السياسات التي يريدها وشكّل دولة داخل دولة، والأكثر من ذلك راح ينفذ السياسة الإيرانية بالتدخل العسكري والأمني في الدول العربية من العراق الى البحرين الى سوريا واليمن وحتى في أمكنة أخرى من العالم من خلال خلاياه الأمنية. أضاف شيا ، إن هذه السيطرة التي فرضها حزب الله على لبنان قادت الى تفاقم الخلافات السياسية الداخلية بسبب اعتراض فئات كبيرة من الشعب اللبناني على سلوك وسياسة الحزب التي أدت الى تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية نتيجة توقف المساعدات العربية والدولية التي كان يحظى بها، لا بل الحصار المفروض عليه نتيجة ذلك. وعن دور حزب الله في وضع العراقيل ، قال الدكتور مصطفى علوش نائي رئيس تيار المستقبل، إن الحزب يماطل حتى يرى ما ستسفر عنه الإدارة الامريكية الجديدة بعد تسلم الرئيس جو بايدن الرئاسة في 20 يناير، موضحا أن الأوضاع فى لبنان قد لا تحتمل الانتظار فالبلاد على شفير الهاوية، ولا شك أن حزب الله لا يأبه بانهيار لبنان، بل ستكون فرصته لترتيب الدولة وفق أجندته، وكذلك الأمر بالنسبة لجبران باسيل، طالما أصبح مهمشاً بفعل العقوبات الأمريكية. وحول الضمانات التي منحها رئيس البرلمان نبيه بري للحريري في ما يتعلق بأسماء غير حزبية (خاصة حزب الله) في ظل المواقف العربية والدولية الرافضة للتعاون مع أي حكومة يتمثل فيها الحزب، أفاد بأن بري مدرك بدوره لجدية هذه المواقف، لذلك قدم لائحة بأسماء شخصيات غير حزبية. وحذر علوش من أنه ما لم تشكل الحكومة خلال أيام وليس أسابيع فلبنان مقبل على فوضى عارمة. وعن دور حزب الله قال اللواء أشرف ريفى وزير العدل الأسبق: حزب الله هو الحاكم الحقيقى للبنان والسلطات الموجودة صورية، حتى انه يوجد معسكر تدريب للحوثيين فى لبنان تحت حماية حزب الله وتليفزيونات الحوثيين مقرها لبنان أيضا، كما أنه صدر إرهابيين بجوازات سفر لبنانية مزورة، مؤكدا أن حزب الله يتحمل المسئولية عن الجرائم التى حدثت فى لبنان. يضيف ريكاردو شدياق الصحفى والمحلل السياسى اللبنانى، إن حزب الله لن يسمح بتشكيل حكومة تتمشى مع الشروط الأمريكية مع ضرورة الإشارة إلى أن دبلوماسيين وسياسيين غادروا لبنان مؤخرا، ما يثير مخاوف من الوضع الأمنى، خاصة ولبنان يطل على مرحلة مجهولة المعالم تجاه السياسة الأمريكيةبعد تولى جو بايدن مقاليد الحكم وكيف ستكون تجاه لبنان مع ضرورة انتظار قرار المحكمة العليا فى واشنطن. وأكد شدياق، لـ انفراد، أن جهات عدة أبرزها الحريرى وحزب الله منتظرين وهناك توقعات بفترة اغتيالات وفوضى فى لبنان وعام 2021سيكون عام التحول الكبير فى لبنان. وأشار إلى أن سياسة بايدن مرتبطة مع الشروط التى يضعها اللوبى اليهودى فى أمريكا،وهو أكثر تشددا مع إيران، الرياح لن تسير كما تشتهى سفن إيران فى منطقة الشرق الأوسط بسبب العقوبات الأمريكية القائمة على قانون قيصر بحق سوريا وكيانات النظام السورى فى لبنان، أيضا لأن التطبيع العربى بدأ والمناخ العام فى لبنان يتجه للتطبيع ، ووقتها وضع حزب الله سيتراجع تدريجيا. وتوقع شدياق أن تستمر أمريكا فى منحى تطبيق العقوبات الأمريكية وقوانين المحاسبة الأمريكية والتضييق على إيران. وفيما يتعلق بتحقيقات حادث المرفأ يلوّح الشدياق، فى تصريحاته لـ"انفراد"، بأنّ "إدعاء المحقق العدلي القاضي فادي صوان على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب و3 وزراء سابقين، هو بداية الموجة الجارفة التي ستضع رموز السلطة الفاسدة في سلّةٍ واحدة، خصوصاً أنّ الملف، قبل وقوع الإنفجار، كان قد عبَرَ على رئيس الجمهوريّة ميشال عون الذي قدّم حجّتين مُثيرتين للشكوك: الأولى عدم إدراكه لخطورة ما يحتوي مرفأ بيروت من مواد كيميائيّة، والثانية فقدانه الصلاحيّات التي تسمح له بالتصرّف". وفتحت هذه الإدّعاءات، وفق الشدياق، الباب على مصرعيه أمام إمكانيّة استجواب المحقّق العدليّ لرئيس الجمهوريّة خصوصاً أنّ القانون اللبنانيّ يسمح بهذه الخطوة، على أن تكون جلسة الإستجواب في القصر الجمهوريّ في بعبدا، مشدّداً على أنّ المطلوب من القاضي صوّان الإستمرار بالوتيرة التي يتبعها للإدّعاء على المغطّي والمتخاذل والمتآمر في تفجير المرفأ، بعد تعليقه التحقيق لـ١٠ أيّام، لأنّ الرأي العام والإعلام اللبنانيّ إلى جانبه، كما أنّ العين الدوليّة منصبّة على أدائه، وفي حال نجحت القوى السياسيّة والطائفيّة في"تكبيل" عمل صوّان، لن يكون أمام اللبنانيين سوى الضغط باتّجاه طلب تشكيل لجنة تحقيق جنائيّة دوليّة لتحرير الملف من قبضة السلطة اللبنانيّة، لأنّ الأخيرة تسعى بكل ما تملك من قدرات أمنيّة إلى إخفاء المعلومات والإطاحة بأصحابها بأساليب مختلفة تبعاً لمخطّط أمنيّ مُمَنهَج يعتمد على نمط جديد من التصفيات". و يلفت إلى وجود نقطة لم يبنِ عليها أحد حتى اليوم تكمن في احتمال تخزين أسلحة تابعة لـ"حزب الله" في المرفأ، فنكون عندها أمام سلاح خارج عن الشرعيّة تسبّب بإنفجار العصر في لبنان، وهو الأمر، إذا انطلقنا من الموقف الأخير للمنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش القائل بـ"ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وانتشار الجيش بشكل موسّع على الحدود مع سوريا، وتنافي سلاح "حزب الله" مع القرارات الدوليّة 1559 و1701 و1680"، الأمر الكفيل برسم ملامح العام الجديد في لبنان، سيّما أنّ شريحة كبيرة من اللبنانيين ستنتقل من مرحلة العضّ على جراح الأزمة السياديّة والإقتصاديّة والمعيشيّة إلى مرحلة المواجهة". توالى فتح ملفات الفساد ويتحدّث الشدياق في السياق نفسه عن أنّ "فضح ملفّات الفساد سيتوالى الواحد تلوَ الآخر، فأركان السلطة سيعمدون إلى كشف قضايا التورّط المالي بحقّ بعضهم على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي" بعدما وصلوا إلى نقطة اللاعودة من حياة هذه المنظومة"، مؤكدا أنّ "لا حكومة ولا لقاءات جدّيّة في قصر بعبدا رغم كلّ ما نراه، بل هى مسرحيّات سياسيّة باهتة، وتحديداً بعد تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بداعي إصابته بـ"كورونا"، ما يعني أنّنا دخلنا مرحلة التأزّم الأقصى الذي سيقودنا إلى خيارٍ حكومي مفصليّ مُغاير لحكومات ما بعد اتفاق "الطائف"، وأتى تصريح وزير الخارجيّة الفرنسيّة جان إيف لودريان حول "انهيار لبنان وغرق سفينة التايتانيك" ليجزم ذلك"، مردفاً: "النداء التاريخيّ المُلحّ الذي توجّه به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القوى السياسيّة هو بمثابة الكلمة العربيّة الأخيرة التي ستسمعها السلطة اللبنانيّة، وهو يحمل تحذيراً مصيريّاً عميقاً من قبل دولة صديقة وصلت اليوم إلى حافّة انعدام الثقة بها كاملاً". وأضاف شدياق ، "طبقة مُتّهمة بالإجرام بحق عاصمة لا تؤلّف حكومة، بل تمثل أمام المحكمة". و يجزم شدياق، في حديثه لـ"انفراد"، بأنّ "القوى السياسيّة في لبنان تعيش حالة ضياع فعليّة، فهي تنتظر صدور قرار المحكمة العليا وولادة الإدارة الجديدة والسياسة التي ستتبعها حيال الشرق الأوسط ولبنان، لتبني على الشيء مقتضاه، علماً أنّ الأمور تسير في منحى مختلف تماماً داخل الإدارة الأمريكيّة، وكان لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دليل على ذلك. وجزم الشدياق أن يناير بمثابة شهر مفصلي في واشنطن، لأنّ الكونجرس سيجتمع لاختيار المندوبين الذين سيتولّون انتخاب رئيسه، كما أنّ المعركة في مجلس الشيوخ لم تُحسَم بعد، فنحن أمام انتخابات لأعضاء في المجلس في 5 كانون الثاني 2021". أمّا بالنسبة إلى لبنان، فيُذكّر بأنّ "السياسة الخارجيّة الأمريكيّة مُتّفق عليها سلفاً بين "الجمهوري" و"الديمقراطي" وهي تقوم على الحزم في مسألة تطبيق العقوبات بحقّ الجهات المرتبطة بـ"حزب الله" في الداخل اللبناني، ومحاسبة المتورّطين بالفساد تبعاً لقانون "ماجنتسكي"، من دون أن ننسى مسار تطبيق "قانون قيصر" الذي سيمتدّ لسنوات على مستوى سوريا ولبنان". وكشف شدياق أنّه "سيتبع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سلسلة من أسماء الصفّ الأوّل، واللافت أنها ستشمل شخصيات بارزة ممّا كان يُعرَف سابقاً بقوى 14 آذار"، مركّزاً على أنّه "لم يعد مُهمّاً إن كانت ستتألّف الحكومة أو لا، أو إن كان سينجح سعد الحريري أو سيفشل، فما ترفض القوى السياسيّة في السلطة قوله في العَلَن إنّ المرحلة المقبلة ليست مرحلة حلول، والجميع يعلم خلف الكواليس أنّ الأساس اليوم لا يبدأ بتشكيل حكومة، أيّاً كان شكلها وأيّاً كان رئيسها وأيّاً كانت قدراتها، فلبنان يُفاوض الإسرائيليين حول حدوده البحريّة بإدارة أميركيّة، ويُطلّ، انطلاقاً من ذلك، استراتيجياً على تغيّرات جذريّة ستحكم مستقبله، وهو الأمر الذي بدأت القوى السياسيّة بالاستعداد له مبطّناً، وفي مقدّمتهم "حزب الله". تعقيدات المحاصصة الطائفية يقول الدكتور سامي كليب الإعلامي اللبنانى، أستاذ الإعلام والعلاقات الدولية، أن تعقيدات المحاصصة الطائفية التي دمّرت الدولة وافقرت الشعب منذ الاستقلال، فرضت نفسها مجددا وبصورة أخطر من السابق وذلك بسبب تشابكها مع انعكاسات صراع المحاور الإقليمية والدولية على لبنان. لنكن واضحين أكثر، فالانقسام في لبنان حول سلاح ودور حزب الله يتغذى بانقسام الطبقة السياسية اللبنانية بين محور تؤيده واشنطن وأوروبا وبعض دول الخليج يدعو الى ابعاد حزب الله عن التأثير المباشر على السلطة والاستمرار بإضعافه، ومحور ثانٍ تؤيده وتدعمه إيران يعتبر انه ربح الحرب السورية ونجح في مواجهة الامريكيين في العراق، وانه لن يخسر في السياسة ما ربحه بالمعارك. اعتقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ان باستطاعته احداث اختراق، عبر التفاهم مع كل الطبقة السياسية والتحاور مع حزب الله بدلا من استبعاده بغية تليين موقفه، وتجاوب الحزب إلى حد ما مع هذا السعي، حتى اعتقد مع حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن طائفتهم الشيعية مُستهدفة وان مركز الثقل السُني الممثل برئيس الوزراء السابق سعد الحريري ومعه رؤساء الحكومة السابقون، يستندون الى العقوبات والضغوطات الأمريكية لتحويل المبادرة الفرنسية الى صالحهم، بينما رأى الجانب السُني ان تمسُّكَ ما يُسمى بالثنائي الشيعي بوزارة المالية هو الذي عطّل المسعى الفرنسي. الواقع المؤسف ان معظم الطبقة السياسية اللبنانية كانت وما زالت تتصرف من منطلق المشاريع الإقليمية والدولية التي تدور في فلكها، وان لبنان يدفع حاليا ثمة الاشتباك الإيراني الأمريكي، والتركي الأوروبي، وطبعا ثمن الاطماع الإسرائيلية المستمرة. مصطفى أديب أدرك عقم الأوضاع واستحالة احداث اختراق ولعله شعر بالقلق ايضا على نفسه، فاختار الانسحاب والعودة الى منصبه كسفير لبنان في الخارج. المبادرة الفرنسية هل انتهت؟ وأضاف أن الدور الفرنسي بالأساس ضعيف قياسا الى الدورين الأمريكي والروسي في المنطقة حاليا. لكن ماكرون اعتقد كما كان يعتقد الرئيس الراحل شارل دجول انه يمكن ان يأتي " الى الشرق المُعقّد بأفكار بسيطة". سرعان ما اصطدم بأمرين، أولهما الانقسام اللبناني الحاد، والمحاصصة والطائفية، وثانيهما الضغوط الأمريكية عليه لمنعه من الانفتاح اكثر على حزب الله، ولاحظ ان امريكا فرضت عقوبات مرتين في فترة زمنية قصيرة في خلال المبادرة الفرنسية على من تحاورهم فرنسا، ما اعتُبر إشارة الى حدود المبادرة. وأوضح أن لفرنسا في لبنان مصالح كبيرة، فهي راغبة في التنقيب عن الغاز عبر شركة توتال، وراغبة في إعادة الاعمار في لبنان وبعض المشاريع الأخرى، ولعلها تُمهد للمشاركة عبر لبنان بإعادة الاعمار في سوريا بعد حين، ناهيك عن مشاركتها الدائمة في قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، إضافة الى رغبتها باستخدام لبنان في سياق الصراع الحاد مع تركيا، ثم ان التعاطف الفرنسي التاريخي مع لبنان، والحرص على مسيحييه، دفع ماكرون لمحاولة لعب دور الاطفائي للحرائق الكبيرة في لحظة التعاطف الدولي والعربي مع لبنان بعد التفجير الغامض لمرفأ بيروت. أضاف كليب، قائلا : لكل ذلك لم تتوقف المبادرة الفرنسية، لكن شروط نجاحها صارت أصعب، ذلك ان الثنائي الشيعي سيتشدد اكثر في المرحلة المقبلة، كما ان التفاوض اللبناني مع إسرائيل لترسيم الحدود بوساطة أمريكية، يجعل الاهتمام اللبناني يذهب اكثر صوب امريكا على أساس انها تستطيع لو " رضيت" عن الطبقة السياسية ان تُسهل الحصول على مساعدات صندوق النقد الدولي والمساعدات الدولية الأخرى. ويعتقد كليب أن دور فرنسا مهم في حال حصلت على دعم أمريكي حقيقي في المرحلة المقبلة، وفي حال تقدمت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود، وفي حال حصلت ايضا على دعم عربي. ويرجح كليب أن أمريكا أرادت لفرنسا أن تدير الازمة فقط حتى ترتاح اميركا خاصة مرورها بفترة انتخابات لان اميركا توسع دورها في لبنان وتوسع سفارتها بعد انسحابها من العراق واحتمال الانسحاب من سوريا، ولا اعتقد انها تريد دورا آخر. وأشار كليب إلى الدور الكبير الذى يمكن أن تلعبه مصر فى لبنان وإنجاح المبادرة الفرنسية خاصة أن مصر تشترك مع فرنسا في الهم اللبناني وفي مواجهة أطماع رجب طيب اردوغان، ولمصر سفير ناشط ونشيط في بيروت ومحبوب من معظم الطبقة السياسية ، لا بل ان مصر تستطيع ان تقترح مبادرة عربية دولية للمساهمة في الإنقاذ ، خصوصا ان التعاطف الكبير الذي ابدته بعد تفجير المرفأ والمساعدات التي قدمتها للبنان، جعلت صورة مصر اكثر بهاء في قلوب اللبنانيين، و يستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعب دور محور في حل الازمة اللبنانية حاليا، ذلك ان علاقاته الممتازة مع معظم دول العالم غربا وشرقا ومع العمق العربي تعجله قادرا على تحريك المياه اللبناني الراكدة منذ سنوات. هل يعود شبح الاغتيالات؟ هل يعود مسلسل الاغتيالات السياسية فى لبنان، خاصة أن مصادر مطلعة أكدت لـ "انفراد"، مغادرة عدد من سفراء الدول والشخصيات الدبلوماسية لبنان مؤخرا إضافة لبعض السياسيين، إضافة لتحركات الاستخبارات اللبنانية فيما يوحى بمخاوف متوقعة فى الفترة القادمة، يؤكد هذا وزير الداخلية الأسبق العميد مروان شربل موضحا بالفعل قد تحدث اغتيالات سياسية تستهدف سياسيين مثل رؤساء الأحزاب، خاصة أن لبنان يمر بفترة شديدة الحساسية ، مشيرا إلى أن هناك نوعان من الاغتيالات السياسية قد تؤدى إلى فتنة أو فوضى مؤقتة لأيام ورد الفعل ، لذا فقوة الشخصية السياسية تحدد مدى التأثير المترتب على الجريمة. ترسيم الحدود وعلى صعيد الملف العسكرى هناك حالة "تجمد" فبعد أن لبنان تَبلغ بشكل رسمى بتأجيل الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود بعد سجالات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، حيث كانت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قد انطلقت في 14 أكتوبر، بوساطة أمريكية ورعاية من الأمم المتحدة، في محاولة لحل نزاع بشأن حدودهما البحرية والذي أعاق التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة التي يحتمل أن تكون غنية بالغاز. لكن جولة جديدة من المفاوضات كانت مقررة في 2 ديسمبر الجاري تم تأجيلها حتى إشعار آخر. وفى توضيح لهذا يقول العميد المتقاعد بالجيش اللبناني رياض شايا، إن فى الأيام الماضية كان هناك تباين كبير فى وجهات النظر بين الجانبين إضافة لانتظار اتضاح الصورة إقليميا ودوليا فى ظل عملية انتقال السلطة بين الإدارتين الأمريكيتين الأولى والثانية حيث إن وسيط المفاوضات هو أمريكا، فخلال السنوات الماضية كانت هناك مساعى أمريكية للتسوية حول مساحة متنازع عليها تبلغ850كيلومترامربعا داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة بلبنان وتزعم إسرائيل أن لها حقوق فيها اعتمادا على ترسيم الحدود الإسرائيلية القبرصية عام2010، وكانت هناك محاولات لوضع اتفاق إطار لبدء هذه المفاوضات المباشرة والتى انطلقت بالفعل فى منتصف أكتوبر. أضاف العميد أن المفاجأة كانت بأن الطرف اللبنانى طالب باعتبار نقطة خط الوسط هى الأساس لاحتساب المساحة البحرية، دون الأخذ فى الاعتبار بما تقوله إسرائيل بأنه جزيزة"دخيل" بل ارتكز لبنان على قانون البحار الدولى وقال بأن الجزيرة التى تتحدث عنها إسرائيل هى مجرد صخرة مغمورة بالمياه وبالتالى لا يمكن اعتبارها جزيرة، ولم يأخذها بالحسبان ووسع المساحة التى يطالب بها إلى نحو 1400كيلومتر مربع داخل المنطقة الاقتصادية لفلسطين التاريخية وبالتالى حينما بدأ الوفد اللبنانى جولات المفاوضات فأبلغ أن المساحة التى يتفاوض عليها هى 2200كيلومتر مربع، وهى تصل لحقل كارش النفطى والتى تقول إسرائيل إنها منطقتها الاقتصادية الخالصة، من هنا بدا التباين كبيرا بين الطرفين، ووجه وزير الطاقة الإسرائيلى اتهامات لبيروت. ويراهن لبنان على أن يكون هناك متغير على مستوى الإدارة الأمريكية الراعية لتلك المفاوضات وبالتالى يحدث تغير فى التصور الأمريكى للحل. مسار المفاوضات جاء اتفاق الإطار لترسيم الحدود الذى تم الإعلان عن التوصل إليه في الأول من أكتوبر الماضى ليرسم الطريق أمام المفاوض اللبناني و يرعى عملية التفاوض التى تتم بشكل تقنى أى من خلال تقنيين وعناصر الجيش اللبنانى فى منطقة الناقورة (المنطقة الحدودية جنوبى لبنان حيث مقر قوات اليونيفيل) ـ بنهاية مسار مدته 12 عاما من المفاوضات قاده نبيه برى رئيس مجلس النواب ، حيث بدأ عام2008 برعاية الولايات المتحدة من خلال حركة ممثليها لمحاولة التوصل إلى صيغة تسوية لما يوصف برسم الخط الابيض المائى بمعنى ترسيم الحدود البحرية نظرا للأهمية الكبيرة لتلك المنطقة البحرية الواقعة بين لبنان واسرائيل خاصة بعد اكتشاف حقول كبيرة من الغاز والنفط، فكانت هناك مساحة تقدر بـ865 كيلومترا مربعا وهى مساحة المنطقة المتنازع عليها بين الطرفين فى البحر، لبنان يقول ان هذه المساحة تقع ضمن حدودها واسرائيل كانت تطالب ببضع الكيلومترات فى المياه الاقليمية اللبنانية وهناك كان مثار الخلاف الكبير بين الطرفين خاصة مع بدء اسرائيل عمليات الحفر للتنقيب واستخراج المواد النفطية من أعماق البحر . ملف ترسيم الحدود تناوب عليه 4 وسطاء أمريكيون أخرهم ديفيد جنكر، هذا الاتفاق الذى تحرك بعد زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الأخيرة للبنان وقاعدته" تفاهم نيسان "عام 1996والقرار 1701. الحدود البحرية يوضح العميد شيا إن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل هو من القضايا الأخرى الخلافية القائمة بين الدولتين. يقوم الخلاف على تنازع ملكية منطقة بحرية هي عبارة عن مثلث مائي تبلغ مساحته حوالي ٨٦٠ كلم مربع تعتبره إسرائيل ضمن حدود منطقتها الاقتصادية الخالصة. والمشكلة تعود للعام ٢٠٠٧ عندما قام لبنان وقبرص بترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما، وقد ارتكب اللبنانيون يومها خطأً في رسم الخط الذي يفصل بين لبنان واسرائيل انطلاقاً من جنوب الناقورة على الحدود البرية بين لبنان واسرائيل. وزاد في تعقيد المشكلة وقوع واحد من أكبر حقول الغاز الإسرائيلية على مقربة من المنطقة المتنازع عليها ، وهو حقل كاريش الذي بدأت إسرائيل التنقيب فيه منذ عدة سنوات، والذي يشكل خطراً على الثروة اللبنانية من الغاز والنفط. ويضيف إن الولايات المتحدة تقوم بالوساطة بين لبنان وإسرائيل للوصول الى حل يرضي الفريقين. ففي العام 2012 قدم الموفد الأمريكي فريدريك هوف اقتراحاً يقضي بأن ينال لبنان 500 كلم مربع من المنطقة المتنازع عليها وتنال إسرائيل الباقي أي 360 كلم مربع، لكنّ الطرفين تمسكا بموقفهما. وفي واقع الأمر أنّ هذه المسألة الخلافية لا تنفصل عن المسائل الأخرى وحتى عن الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الصراع الأمريكي - الإيراني. من هنا يعتبر البعض أنّ المشكلة لن تجد طريقها الى الحل قبل التوصل الى حل لقضية سلاح حزب الله، إلاّ أن وزير خارجية الولايات المتحدة قال من فترة قريبة انّ التوصل الى حل للخلاف بين لبنان واسرائيل أصبح قريباً، وهذا ما أكد عليه ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط المكلف بهذا الملف، وكذلك كان رأي نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني المشرف على ملف النزاع مع إسرائيل. وفي مطلق الأحوال، تبقى المخاطر قائمة كون هذا الملف مرتبط بالملفات المشتعلة الأخرى في الشرق الأوسط ولا سيما ملف سلاح حزب الله المرتبط مباشرة بالنزاع بين الولايات المتحدة وإيران. أضاف شيا أن الترسيم أصبح بحريا فقط رغم أنه فى البداية أصر لبنان على تلازم الترسيم للحدود البرية والبحرية معا، فكانت هذه نقطة خلافية حيث كانت إسرائيل مصرة على فك المسارين وترسيم الحدود البحرية فقط ، وفور التوصل للصيغة النهائية لهذا الاتفاق فسوف يتم وضع نسخة منه لدى الأمم المتحدة لإتمام التفاصيل المرتبطة تقنيا من الناحية الأممية والدولية بما يتوصل إليه الجانبان اللبنانى والاسرائيلى . يرى مراقبون أن المجتمع الدولى وعلى رأسه واشنطن ولندن وباريس لن تكتفى بترسيم الحدود المائية وتتركها نازفة شرقا وغربا وجنوبا، فانقاذ لبنان بات يقوم على خطة من 4 أعمدة هى ترسيم الحدود البحرية و البرية جنوبا وضبط منطقة 1701بشقيها السطحى والباطنى وترسيم الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا وخطة اصلاحية متكاملة. إعلان اتفاق الإطار يقول العميد المتقاعد بالجيش اللبناني جورج رياض إن هذا الاتفاق جاء في لحظة حاجة لبنان الماسة للمساعدات المالية الدولية و الانهيار المالي والاقتصادي و القلق الأمني، وتوسيع العقوبات الأمريكية، وانبعاث شبح تنظيمات إرهابية تواجهت مؤخرا مع الجيش اللبناني، وجاءت كذلك متزامنة مع التطبيع العربي الخليجي مع إسرائيل. إن توقيت موافقة لبنان على إطار المفاوضات مع إسرائيل، يسمح بحلحلة الموقف الأمريكي سياسيا وماليا، ويحرك الجمود الاقتصادي من خلال مجيء شركات عالمية للتنقيب عن الغاز، ويساهم في تخفيف القلق من انفجار أمنى كبير بين لبنان وإسرائيل، ذلك ان الطرفين يحتاجان تماما كالشركات الدولية الى تهدئة الوضع الأمني والى ضمانات امنية عند الحدود. من الممكن ان يصل الامر الى حدود مُشجعة في حال صدقت النوايا الإسرائيلية، وهي كما نعلم قلّما تصدق، وفي حال مارست اميركا دور الوسيط النزيه بين الجانبين، وهي كما نعلم غالبا ما تعطي الأولوية لإسرائيل. الوضع الراهن على الحدود مع فلسطين المحتلة وسوريا بالنسبة للوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فكما أشرت الى أنّ إسرائيل انسحبت من الجنوب اللبناني الذي احتلته تدريجاً بدءاً من العام 1978 وفي العام 1982 يوم كانت موجودة هناك المقاومة الفلسطينية، فالانسحاب الذي نفذته إسرائيل جرى بفعل المقاومة اللبنانية وتطبيقاً للقرارين 425 و 426 الصادرين عن مجلس الأمن عام 1978 اللذين يدينان العدوان الإسرائيلي ويطلبان انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية. وفي الأساس الوضع على الحدود كان محكوماً ببنود اتفاقية الهدنة اللبنانية -الإسرائيلية الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949، واستمر الوضع على الحدود هادئاً حتى يونيو العام 1967 حين انفجرت الحرب بين العرب واسرائيل، فتمركزت وحدات من المقاومة الفلسطينية وباشرت عملياتها على اسرائيل ما أدى الى احتلال هذه الأخيرة للجنوب وطرد المقاومة الفلسطينية نهائياً من لبنان عام 1982. ورغم ذلك استمر التوتر الأمني بسبب الاحتلال مع نشاط المقاومة الوطنية اللبنانية ومن ثمّ مع دخول حزب الله الى معترك المقاومة. وفي يوليو2006 حصلت مواجهة كبيرة بين إسرائيل وحزب الله كما أشرنا أعلاه وصدر على إثرها قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي نصّ على تعزيز وانتشار وحدات اليونيفل والجيش اللبناني في منطقة الحدود وصولاً الى شمال مدينة صور. لكن على الرغم من هذا الانتشار للقوات الدولية وللجيش اللبناني لا يزال حزب الله يمتلك وجوداً عسكرياً وسلاحاً بصورة غير ظاهرة بين السكان المدنيين، وقد ظهر هذا الأمر للعيان بانفجار أحد مخازن أسلحته منذ ثلاثة أيام في إحدى قرى الجنوب. أما بالنسبة للوضع الراهن على الحدود اللبنانية - السورية، فإنّه يختلف عما هو عليه في الجنوب. فهذه الحدود الممتدة في شمال وشرق لبنان بالكامل مأهولة من الجانبين وفيها كثير من المعابر، بعضها شرعي ورسمي وبعضها الآخر غير شرعي يستعمل للتهريب بين البلدين. وبعد انفجار الحرب الأهلية في سوريا أصبحت الحدود عرضة لعبور اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب هناك، ولعبور مقاتلي حزب الله لمساعدة قوات النظام السوري، كما لعبور معاكس لقوى تابعة لتنظيمات سورية كداعش والنصرة التي مارست عدداً من الاعتداءات على السكان وعلى القوى الأمنية اللبنانية. بالمقابل، أجرى الجيش اللبناني انتشاراً على هذه الحدود حيث جرت مواجهات عديدة مع تنظيمي داعش والنصرة السوريين في منطقة عرسال الحدودية وجرت عدة مواجهات تمكن فيها الجيش من طردهم خارج الحدود اللبنانية، لكن هذه الحدود بقيت مفتوحة لعبور حزب الله ومقاتليه وأسلحته بالاتجاهين، وكذلك مفتوحة للتهريب. الوضع في الجنوب اللبناني و"شبعا" سبق وتحدثنا عن الوضع في الجنوب اللبناني عموماً، أما بالنسبة الى مزارع شبعا فلها قصة مختلفة، ولكنها تتفرع عن الوضع الحدودي لجنوب لبنان . بدايةً، لا بد من الإشارة الى أنّ الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، تاريخياً، قد جرى ترسيمها وجرى وضع العلامات الفاصلة من قبل الانتدابين الفرنسي والبريطاني عبر لجنة تمثلهما عام ١٩٢٢ سميت بِ "لجنة بوليه-نيوكومب". ورُفعت نتيجة أعمال اللجنة والخرائط المنجزة الى عصبة الأمم في ذلك الوقت والتي وافقت بدورها عليها ولتصبح معها الحدود التي رُسمت حدوداً دولية بين الدولتين معترفاً بها دولياً. وقد تكرس الاعتراف بهذه الحدود في اتفاقية الهدنة اللبنانية-الإسرائيلية التي وُقعت في العام ١٩٤٩ غداة الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى عام ١٩٤٨ مراسلة انفراد وخلفها السور الذى يفصل لبنان جنوبا عن الاراضى المحتلة. أما مزارع شبعا فلم تدخل في ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين لأنّها واقعة على الحدود بين لبنان وسوريا بمحاذاة منطقة الجولان السورية، وقد أصبحت موضوعاً للنقاش غداة الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، الذي أشرنا اليه أعلاه، وادعاء حزب الله أنّه متمسك بسلاحه لغاية تحرير هذه المزارع وبعض النقاط الأخرى التي لا تزال تحتلها إسرائيل. ولمقاربة موضوع احتلال مزارع شبعا تاريخياً، نذكر أنّ ذلك تمّ خلال احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية في العام 1967 وشمل معه مزارع شبعا غير المسكونة حيث لم يكن هناك وجود عسكري لبناني في تلك المزارع. ويوم بدأت مطالبة الأمم المتحدة بإلزام إسرائيل الانسحاب من المزارع أسوة بانسحابها من الجنوب، طالبت الأمم المتحدة تزويدها بوثيقة سورية تثبت ملكية لبنان لها نظراً لتضارب الخرائط. رفضت سوريا إعطاء الوثيقة المطلوبة وربطتها بالانسحاب الاسرائيلي من الجولان المحتل. فخلاصة الموضوع، أنّ ورقة مزارع شبعا أصبحت كمسمار جحا من قبل سوريا وحزب الله بحيث تستخدمها سوريا للضغط على إسرائيل وعلى لبنان، وحزب الله لاستمرار امتلاكه للسلاح ولاستخدامه كما يشاء من جهة، ومن قبل إسرائيل التي تضمن استمرار احتلالها من جهة ثانية. أما الخاسر فهو لبنان لجهة بقاء جزء من أرضه محتلاً. سلاح حزب الله الحزب يفصل سلاحه عن مسألة الترسيم، ولذلك نلاحظ ان الاتجاه الرسمي اللبناني هو للتفاوض العسكري بين لبنان واسرائيل عبر الجيش اللبناني، ذلك ان أي تفاوض سياسي يعني تطبيع، يعني انتهاء النزاع وانتفاء مبرر وجود السلاح، والحزب يقول مثلا ان الانتقام لاحد مقاتليه الذي قتلته إسرائيل قرب مطار دمشق مستمر وانه سيأتي في اللحظة المناسبة. ثم ان امين عام الحزب، لا يربط هذا السلاح بالداخل اللبناني فقط، وانما هو قال أكثر من مرة وعلانية في خطاباته، ان حزب الله هو جزء من محور إقليمي ضد المحور المدعوم من اميركا. هذا يعني ان المفاوضات لن تكون سهلة، وان إسرائيل ستحاول فرض شروط عسكرية تتعلق بصواريخ حزب الله الاستراتيجية وبإبعاده عن الحدود. نحن في مرحلة حساسة ومعقدة، ولا شك ان المفاوضات ستتعثر ثم تستأنف لمرحلة طويلة الا اذا كانت اميركا وإسرائيل راغبتان في الانتهاء سريعا من هذا الامر بسبب ضغوط الشركات النفطية للحصول على ضمانات امنية. اما في الداخل اللبناني فمن الصعب، لا بل من المستحيل ان يستطيع أي طرف فرض تسليم حزب الله سلاحه، ذلك ان الحزب هو الطرف الوحيد المدجج بالسلاح . وهذا ما يقود البعض الى عدم استبعاد حرب مع إسرائيل عاجلا ام آجلا. اعتقد ان الأمور ستتوضح اكثر بعد الانتخابات الأميركية، لنعرف مدى صدقية وجدية اميركا في دفع الطرفين الى اتفاق فعلي. خلفية تاريخية يوضح الباحث القانونى العميد المتقاعد بالجيش اللبنانى رياض شيا، أنه تم توقيع اتفاق الهدنة بين لبنان والكيان الاسرائيلي عام 1949 باشراف رئيس الامم المتحدة آنذاك كذلك تم ترسيم الخط الازرق على الحدود البرية او قسم منها برعاية اليونيفل وانطلاقا من تفاهم نيسان 1996 ، واثر التأكد من وجود غاز ونفط في الحدود البحرية ، انطلقت منذ عام 2010 اي منذ عقد من الزمن تماما بمطالبة الامم المتحدة وامينها العام بان كي مون لترسيم الحدود البحرية ورسم خط أبيض في البحر المتوسط الازرق. وحين يتم التوافق على الترسيم في نهاية المطاف، سيتم إيداع اتفاق ترسيم الحدود البحرية لدى الامم المتحدة عملاً بالقانون الدولي والمعاهدات والممارسات الدولية ذات الصلة. وعند التوصل إلى إتفاقيات في المناقشات بشأن الحدود البرية والبحرية، سيتم تنفيذ هذه الإتفاقيات على الحدود البرية فيما يتعلق بالخط الأزرق بعد التوقيع من قبل لبنان، وإسرائيل، واليونيفيل، و على الحدود البحرية إمتداداً إلى الحد البحري للمناطق الإقتصادية الخاصة للأطراف المعنية سوف يتم مخرجات المناقشات النهائية للمحادثات المتفق عليها للبنان واسرائيل لتوقيعها وتنفيذها. ويتوقع أن تستغرق مفاوضات ترسيم الحدود أشهراً عدة قد تتعدى الستة، لا سيما وأن إسرائيل لا تعترف سوى بـ 860 كم مربعا من المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان. نبيه بري أكد انه اذا نجح الترسيم فهناك مجال كبير انه فعلاً في البلوك رقم 8 رقم والبلوك رقم 9 كل الاستكشافات وكل الاشياء التي حصلت تثبت انهما يزخران بالمواد اللازمة ويساعدان في سداد ديون لبنان. وحول ما اذا كان لبنان قد تأخر في اعمال التلزيم والتنقيب في بلوك رقم 9 وما اذا كان لبنان سيطالب بوقف اعمال التنقيب على الجانب الاسرائيلي واهمية انجاز الترسيم البري للحدود الشرقية مع سوريا أكد نبيه برى رئيس مجلس النواب ان لبنا قد تأخر حتى بعد التلزيم لأن التلزيم قد حصل وكان من المفروض ان نبدأ العام الماضي و عدم الوصول الى اطار تفاوض كان سببا للتأخير، وهناك وعود بأن تبدأ توتال التي هي شركة رئيسية في الكونسورتيوم وهذا التفاهم سيساعد على البدء بالتنقيب لانها تبعد الآن 25 كيلومتر عن الخط المتنازع عليه مع الكيان الاسرائيلي. قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برا من نقطة رأس الناقورة استنادا إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة. جنوب لبنان ـ المنطقة الحدودية كيف يمكن للبنا الخروج من دائرة الصراع الإقليمى؟ يقول العقيد رياض شيا إن التعقيدات التي تربك الساحة اللبنانية والأزمات المتعددة الناتجة عنها والتي أصبحت تهدد وجود الكيان اللبناني تفرض التوصل الى حل سريع يمنع انهيار هذا البلد. و السبب الرئيسي لهذه الأزمات هو ربط لبنان بالصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنّ منطقة الشرق الأوسط لم تعرف الاستقرار في عصرها الحديث منذ ما قبل خمسينات القرن الماضي، وتحديداً منذ قيام دولة إسرائيل، إلاّ أنّ السياسة التي كانت تنتهجها الحكومات اللبنانية المتعاقبة في علاقاتها الخارجية تقوم على التضامن مع الأشقاء العرب، دعم القضية الفلسطينية التي تشكل محور النزاع في الشرق الأوسط، والحياد تجاه الخلافات بين الدول العربية. أحد عناصر قوات اليونيفيل وهذه السياسة الحكيمة سمحت للبنان بتجاوز الكثير من المشاكل والصراعات التي طالما ملأت الساحة العربية، إلاّ أنّ استخدام القضية الفلسطينية ورقة لتحقيق أهداف خاصة وإقليمية من بعض الدول العربية أو الدول الإقليمية وجدت في الساحة اللبنانية أرضاً خصبة لتنفيذ مآربها . من هنا، لا يبدو أنّ هنالك حلاً للخروج من دائرة الصراعات الإقليمية سوى بانتهاج سياسة الحياد الإيجابي، بحيث يبقى أميناً على علاقاته الوثيقة مع الدول العربية الشقيقة ومع الدول الأجنبية الصديقة متجنباً الانحياز الى دولة عربية ضد أخرى. منطقة عمليات اليونيفيل ونحن في جولتنا على الخط الأزرق الوهمى خط الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان، رسمته اليونيفيل عام2000على امتداد الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل ومحدد ببراميل لتصبح علامات توضح الخط ولكن هناك نقاط على الخط لم توضح بعلامات ظاهرة، وتحاول قوات اليونيفيل بالتعاون مع الجانبين اللبنانى والإسرائيلى وضع علامات ظاهرة على جميع أجزاء هذا الخط حتى لا يخترق أحد الحدود بموجب القرار 1701. وبالتوازى مع الخط الوهمى هناك سلك شائك وضعه الجانب الإسرائيلى بدون تنسيق مع الأمم المتحدة وهو غير معترف به. وعلى الجانب المواجه لهذا الخط وفوق قمة الجبل يوجد أحد مراكز قوات اليونيفيل وهو للكتيبة الهندية، والتى يتم من خلالها مراقبة الخط الأزرق، ومنطقة عمليات اليونيفيل تبدأ جنوب نهر الليطانى حتى رأس الناقورة لمسافة1000كيلومتر وقوات اليونيفيل قوامها10500جندى من 45دولة. حول النشاط العملياتى لقوات اليونيفيل فى منطقة مزارع شبعا قال الضابط ديباك كوور ممثل الكتيبة الهندية إحدى الكتائب المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إن اليونيفيل لديها 450نشاط عملياتى بتلك المنطقة ما بين الطلعات الجوية و الدوريات بعضها مشترك مع الجيش اللبنانى وبعضها راجلة بالأسواق فى مدينة شبعا، ويجرى تواصل بين السكان وقوات اليونيفيل، إضافة للقوات البحرية التى تراقب الحدود البحرية منتشرة على طول الشاطئ اللبنانى وحتى وقت الانفجار كانت هناك بارجة قرب المرفأ وأصيب 20جنيا من القوات. دوريات قوات اليونيفيل بالجنوب أضاف ديباك أن البونيفيل لها مساهمات مجتمعية وإنسانية ورعاية صحية لسكان المنطقة أيضا ، ويقدمون مساعدات طبية لمواجهة جائحة كورونا. هل دور قوات اليونيفل مسيس؟ قوات الطوارئ الدولية (UNIFIL) أُنشئت بموجب قرار مجلس الأمن الرقم426 عام 1978 بعد احتلال اسرائيل لجزء من الجنوب كما أشرنا سابقاً، وكُلفت هذه القوات الانتشار على الحدود بعيد الانسحاب الإسرائيلي. لكن إسرائيل عرقلت الانتشار الذي لم يصبح كاملاً إلاّ بعد تعزيز القوات وانتشار الجيش اللبناني الى جانبها وفقاً للقرار 1701 في العام2006 والذي أشرنا اليه أعلاه. إنّ هذا القرار يعتبر بالغ الأهمية بالنسبة الى لبنان، وقد وافق عليه طرفا النزاع في حرب يوليو2006، أي إسرائيل وحزب الله. بالإضافة الى انتشار وحدات اليونيفل والجيش اللبناني في جنوب لبنان، نصّ القرار على بنود عديدة تحفظ سيادة واستقلال لبنان، وينص على تطبيق بنود اتفاقية الهدنة لعام 1949 التي تعترف بدورها بالحدود الدولية اللبنانية-الاسرائيلية وتمنع إسرائيل من التعدي عليها. كما ينص القرار 1701 على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي ينص بدوره على حفظ سيادة لبنان ونزع سلاح الأحزاب والميليشيات ومن ضمنها سلاح حزب الله. أما لجهة تسييس اليونيفل، فهذا أمر يجافي الحقيقة، لأنّ هذه القوات قد أنشئت، كما أشرنا، من أجل حفظ الأمن والسلام على الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، وهو في النهاية لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية. وأثناء التمديد لليونيفل الذي كان يحصل سنوياً، كانت إسرائيل تشكو دائماً من عدم تطبيق القرار ١٧٠١ لجهة عدم تواجد المسلحين في منطقة انتشار قوات اليونيفل. وفي التمديد الأخير، الذي جرى في شهر أغسطس الماضي، جرى خفض عديد القوات قليلاً وطُلب التشدد في عمل دوريات اليونيفل لجهة مراقبة الأسلحة والمسلحين في منطقة عملها، والمقصود بهذا التدبير التشدد بمراقبة تغلغل حزب الله في تلك المنطقة. من هذه الناحية يدّعي البعض بتسييس عمل اليونيفل، لكنّ هذه الاجراءات تخدم لبنان بالنهاية وتمنع وجود ذرائع لإسرائيل تسمح لها بشن حرب جديدة على لبنان. ومن جهة حزب الله، فهو يمعن كما أشرنا سابقاً، للتواجد في المناطق السكنية في القرى الجنوبية ، مما يفتح المجال للاحتكاك بإسرائيل، في الوقت الذي يراقب فيه الطيران الإسرائيلي المنطقة باستمرار. من هنا تبدو مهمة قوات اليونيفل دقيقة، لأنّ التشدد في تطبيق مهماتها يقود حكماً لمواجهة مع حزب الله ستنعكس حكماً على الأوضاع الحساسة داخل لبنان. يبقى السؤال : هل تلتزم إسرائيل والمحور الإيراني أم من الصعب ان تقبل إسرائيل بتوجه لبنان الى انتعاش مالي وفيه سلاح خطير عليها عند حزب الله، إضافة إلى صعوبة قبول الحزب بإضافة شروط على المفاوضات لاحقا لإبعاده كثيرا عن الحدود؟ ..الأمور لا تزال معقدة و لكن الأمل موجود. يمر لبنان بظروف سياسية متغيرة فهل أثرت تلك الظروف على دور ومهام "يونيفيل" ؟..إجابة هذا السؤال حاولنا التعرف عليه من خلال لقائنا مع الناطق الرسمى لقوات "يونيفيل"أندريا تيننتى في مقر القوات بمنطقة رأس الناقورة الحدودية في جنوب لبنان والذى كشف مزيد من تفاصيل عمل قوات حفظ السلام"يونيفيل"ودورها في ظل التطورات التي شهدها الجنوب.. وإلى نص الحوار.. *بداية طلعنا على آليات عمل يونيفيل؟ نود أن نوضح أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لا يمكنها فرض السلام ولكنها تفتح نافذة أمل وفرصة لتهيئة الاجواء لننتقل من مرحلة وقف الأعمال العدائية لمرحلة وقف إطلاق النار، ولكن بالتأكيد هذه الخطوة يلزمها حوارا سياسيا يعقبها اتفاق مكتوب وهذه ليست مهمة اليونيفيل الموكلة إليها من مجلس الأمن والتى تتركز على وقف الأعمال العدائية أو الاشتباك بين الطرفين وهذه القوات موجودة بالجنوب اللبنانى منذ عام1978، قوامها 1500عسكرى من 45دولة، ومهام البعثة تغيرت بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام2006وخرج القرار 1701،وتتلخص مهامها فى تأمين المنطقة ومنع دخول أى سلاح أو ميلشيات بالمنطقة، وتأمين الخط الأزرق، وقد شهد الجنوب الللبنانى على مدى الـ14عاما استقرارا إلى حد ما. ولدينا آلية فريدة من نوعها للتعاون والتنسيق بين الطرفين اللبنانى والإسرائيلى من خلال عقد اجتماع ثلاثى بين ضباط من الجيشين اللبنانى والإسرائيلى وممثلين من قوات اليونيفيل يُعقد شهريا تُناقش خلاله جميع الأمور العالقة و المشتركة ومنها ترسيم الحدود، ويعد من أفضل طرق بناء الثقة بين الطرفين، حتى الآن عقدنا تقريبا140اجتماعا خلال ال14عاما، وقد شدد مجلس الأمن على أهمية تلك الاجتماعات، وطلب العمل على تطويره. *ماذا عن الخط الأزرق وهل هناك تفاوض لترسيمه بشكل مرئى واضح بجميع النقاط ؟ حتى الآن لا يوجد حدود واضحة بين الدولتين بل الخط الأزرق الذى وضع عام1949 ـ خط الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان ـ الذى رسمته يونيفيل وهو خط وهمى، استطعنا وضع علامات واضحة عليه ببعض المطارح، لكن هناك13نقطة الجانب اللبنانى متحفظ بشأنها ومازلنا نحاول التفاوض لعمل ترسيم مرئى له لتخفيف أى انتهاك للحدود ، وقد طلب مجلس الأمن عمل لجنة فرعية منبثقة عن الاجتماع الثلاثى تعقد اجتماعات فرعية لمناقشة أمور مثل ترسيم الخط الأزرق. * ماذا عن توقعاتك بشأن مصير مفاوضات ترسيم الحدود رغم تعثرها؟ رغم أى معوقات مازال لدينا توقعات إيجابية بشأن نتائج مفاوضات ترسيم الحدود . *ما مدى التزام الأطراف بالقرارات الأممية واحترامهم لمهام اليونيفيل؟ نشهد التزاما من كافة الأطراف باحترام مهامنا على الأرض، وأى حادث يقع على الحدود يتم التواصل من قبلنا مع الطرفين اللبنانى والإسرائيلى، وكلاهما ملتزمون بضبط النفس، وهنا أذكر باجتماع مجلس الامن فى سبتمبر الماضى الذى وافق بالإجماع على التجديد لليونيفيل حتى31أغسطس 2021 وهذا يؤكد التزام المجتمع الدولى أيضاً بمهمة اليونيفيل. *برأيك هل يمكن تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية مثلما دعا البطريرك ماربشارة الراعى فى وثيقته التى طرحها ؟ مهمة اليونيفيل واضحة وهى وقف الأعمال العدائية كما وضحت لك، وتقديم المساعدة للجيش اللبنانى ولا يمكننا التعليق على أى أطروحات سياسية. *ما الذى تقوم به اليونيفيل حال وقوع إطلاق نار أو تحركات مريبة على الحدود؟ عمليات إطلاق النار تحدث بفترات متباعدة، وقد صار تبادل إطلاق نار فى نهاية يوليو الماضى، حينما أطلق الإسرائيلون أطلقوا النار بزعم وجود محاولة حزب الله التسلل وهذا الامر التحقيق مازال جاريا بشأنه، وأيضا وقع إطلاق نار فة سبتمبر الماضى، ووقتها نلجأ للطرق الدبلوماسية ويتواصل رئيس البعثة فورا مع الأطراف ويطلب منهم ضبط النفس، ونحن لا نتواصل بشكل مباشر مع حزب الله أو أى حزب سياسى، والاجتماع الثلاثى يسهم فى تخفيف التوتر وضبط الوضع. *قد تستغل الحدود فى عمليات تهريب، ما تعليقك؟ أحدثكم عن الحقائق وليس الشائعات، فالحقيقة أن لدينا 450نشاط عملياتى يوميا بين دوريات برية مقللة ودوريات راجلة وطلعات هليكوبتر ودوريات بحرية وتعمل وحدة الدوريات يومياً في جميع أنحاء منطقة مرجعيون وسائر منطقة عمليات اليونيفيل التي تبلغ مساحتها 78 كيلومتراً مربعاً وعلى طول الخط الأزرق لضمان الاستقرار في المنطقة، والتأكد من استتباب الامن على طول الخط الأزرق، نحن نفوم بتلك العمليات نهارا وليلا ولم نلحظ اى انشطة مثيرة للشك على الحدود، وهناك14عاما مضوا من الاستقرار بالجنوب، منذ تطبيق القرار 1701فى عام2006. *تجديد مدة مهام لليونيفيل من قبل مجلس الأمن والذى صار فى سبتمبر الماضى ، هل حمل تغييرا فى مهام البعثة؟ ولاية اليونيفيل تخضع للقرار1701، ولكن التجديد شمل بعض المتغيرات من تخفيض سقف عدد القوات المسموح بها من 15 إلى 13ألف جندى، وطلب من السلطات اللبنانية السماح لليونيفيل بمتابعة التحقيقات المتعلقة بقضية الأنفاق والسماح للقوات بالوصول لأى مكان له علاقة بتلك القضية وليس تلك القضية فقط بل أيضا لحوادث التى وقعت مؤخرا على الحدود ودعم اليونيفيل بالمعلومات، ومن جانب آخر سمح مجلس الأمن لقوات اليونيفيل بمساعدة السلطات اللبنانية فى رفع الأنقاض بالمرفأ والناجمة عن انفجار4أغسطس وإعادة الإعمار، وهذه المساعدة تتم بناء على طلب من السلطات اللبنانية. كما طلب مجلس الأمن من البعثة سرعة الإبلاغ عن أى نشاط مشكوك فيه على الحدود، أيضا طلب مجلس الامن من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم خطة عملية للإجراءات التى يمكن من خلالها لزيادة فاعلية عمل البعثة بلبنان. *تُرى أن القرار الجديد بالسماح لليونيفيل بالتوسع فى تحقيقات الأنفاق سيكون له نتائج إيجابية فى هذه القضية؟ القرار مازال حديثا ، ونحن نتعاون على الارض مع الجيش اللبنانى وسنرى الفترة المقبلة ما الذى سيسفر عنه هذا القرار، والتحقيقات ستسمر لمعرفة فيما تستخدم تلك الأنفاق ، ولقد أعلنت اليونيفيل من قبل التوصل لوجود3 أنفاق تخترق الخط الازرق وحتى الآن لم تتمكن القوات من الدخول على تلك الأنفاق من الجهة اللبنانية، لذلك طلب مجلس الأمن السماح لليونيفيل بالوصول لتلك الأنفاق لاستكمال التحقيقات لكن أود التأكيد على أن أى خرق للحدود من أى نوع يجرى فورا فتح التحقيق فيه ولابد من الوصول من الوصول لنتائج، وعلى الدولتين احترام قرارات مجلس الأمن ، وعدم خرق هذه القرارات سواء من خلال الأنفاق أو الخروقات الدوية التى تحدث أو أى أحداث أمنية أخرى. *ما الدور الذى قامت به قوات اليونيفيل إزاء حادث المرفأ؟ بدأنا مؤخرا المساهمة فى رفع الأنقاض، ومنذ اليوم الأول عرضنا المساعدة على السلطات اللبنانية ، ونحن لدينا تواجد عملياتى بالمرفأ فريد من نوعه لحفظ السلام من خلال القوات البحرية كانت وقت الانفجار ممثلة فى بارجة كانت موجودة بمياه المرفأ وأصيب 23 جندى من قوات حفظ السلام، وقد ساعدت قوات اليونيفيل بالفعل بعدة إجراءات منها التبرع بالدم للمصابين. *هل لكم مساهمة فى التحقيقات الخاصة بالحادث؟ لا يمكننا المشاركة بالتحقيقات إلا بناء على طلب من السلطات اللبنانية وهى لم تتقدم للأمم المتحدة بطلب المساعدة فى هذا الشأن. *لديكم أكثر من 10000جندى ..كيف تعاطت بعثة اليونيفيل مع جائحة كورورنا؟ إجمالى الحالات المكتشفة بين قواتنا22حالة وتم عزلهم فور اكتشافهم وفحص المخالطين، وعملنا على اتباع الإجراءات الصحية التى وضعتها منظمة الصحة العالمية والدولة اللبنانية للحد من انتشار الجائحة بين جنود القوات ، من بين تلك الإجراءات أوقفنا تبديل عناصر قواتنا وحينما استئنفنا ذلك كان هناك تشديدات بأن أى عناصر وافدة أن يكونوا أمضوا فترة الحجر الصحى ببلداهم، وأيضا يقضون فترة مماثلة بمركز اليونيفيل أى حجر مدة14يوما، وبداخل مقر القوات طبقنا إجراءات مشددة مثل تخفيض أعداد الموظفين بالمكاتب ولجأنا للعمل عن بعد، إضافة للإجراءات الصحية المعروف من استخدام الكمامات والمطهرات وغيرها . ومن جهة أخرى ساعدنا المجتمع المحلى بأننا قدمنا للسلطات المحلية تبرعات ومساعدات طبية مثل وسائل التعقيم ومعدات للمستفيات لإعانتها على مواجهة هذه الجائحة. وواصل حفظة السلام التابعون لليونيفيل اليوم تقديم الهبات التي تضم مختلف أدوات الحماية الشخصية والمعدات الطبية إلى المجتمعات المضيفة في جنوب لبنان، وذلك في اطار الجهود الجماعية لاحتواء انتشار فيروس كورونا.، وفي هذا الصدد، قام جنود حفظ السلام الفرنسيون والغانيون في بعثة حفظ السلام، وكذلك جنود حفظ السلام في القطاع الشرقي لليونيفيل، بتسليم هذه المواد الخاصة بالاستعمال الوقائي كلّ في نطاق منطقة مسؤولياته. قدّم جنود حفظ السلام الغانيون التابعون للبعثة أدوية للأطفال ومعقمات لليدين ومطهرات ومعدات حماية شخصية لمركز عيتا الشعب للتنمية الاجتماعية ومستوصف بيت ليف في جنوب غربي لبنان. ويندرج الدعم الغاني في سياق دعم هذه المجتمعات في تدابيرها الوقائية ضد فيروس كورونا وكذلك توفير الأدوية الأساسية للأطفال خلال هذه الأوقات الصعبة. ويأتي الدعم المستمر الذي تقدمه اليونيفيل للمجتمعات المحلية بالموازاة مع التدابير الوقائية الصارمة التي تتبعها البعثة منذ بداية تفشي فيروس كورونا من أجل منع انتشار الوباء. *قوات اليونيفيل توجه اهتماما كبيرا للمرأة وتوسع من دورها ..اشرح لنا بالتفصيل؟ إن المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة مسألة حيوية ومهمة بالنسية لمنظمة الأمم المتحدة بشكل عام واليونيفيل تحديدا قامت بمشروعات عددية لتحسين وضع المرأة، ومكتب الشئون المدنية باليونيفيل لديه فرق لتساعد فى دعم وتمكين المرأة بالمجتماعت المحلية بمنطقة عمل اليونيفيل ودعمنا التعاونيات المحلية التى يديرها نساء. وعلى الصعيد الداخلى بقوات اليونيفيل عززنا وجود المرأة بكثير من الوظائفالمدنية، وازداد تمثيلهن من20%إلى40% بين الموظفين المدنيين، وبالنسبة لوجودهن بين العسكر مازال العدد منخفضا لكنه ارتفع من2% إلى6% وهى نسبة تعتبر مرتفعة بين بعثات حفظ السلام، وزيادة نسبة تمثيل المرأة بين العسكر لا تعتمد علىإدارة اليونيفيل فقط بل وعلى الدول الأعضاء أن يعتادوا إرسال عناصر نسائية ضمن قوات حفظ السلام. *كيف ترى مستقبل الوضع فى الجنوب فى ظل تكرار حوادث إلاق النار ومنها الحادث الكبير الذى وقع فى سبتمر2019؟ الذى وقع العام الماضى وغيره من حوادث تدخل فورا قائد قوات اليونيفيل مع الطرفين من خلال آليات الارتباط والتنسيق وطلب منهم ضبط النفس والتوصل لحلول سريعة .


































































print