مواجهة محتملة تنتظر كلاً من حركة طالبان وفلول تنظيم داعش الإرهابي المتواجدين داخل الأراضي الأفغانية وعلى حدودها، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، وهو ما يخالف توقعات كثيرين منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول في قبضة طالبان، حيث يري البعض أن أفغانستان ستصبح بلداً قاطباً للتنظيمات الإرهابية المختلفة.
وبحسب تقرير الإندبندنت فإن القوتين ـ داعش وطالبان ـ هما في الواقع عدوان، فقد قاتلوا بشدة منذ عام 2015 عندما شكلت داعش ولاية في أفغانستان في وقت كانت تسعى فيه لأول مرة لتوسيع نطاقها الجغرافي إلى ما وراء العراق وسوريا، وهو ما يعني أن ميراث الدم بين داعش وطالبان ينبئ عن معارك طاحنة ربما يدفع الأفغان ودول الجوار ثمنها.
برزت حركة طالبان لأول مرة في عام 1994 خلال الحرب الأهلية الأفغانية، وتتألف صفوفها بشكل كبير من الطلاب وكان قائدها في ذلك الوقت هو الملا محمد عمر واحتلت أولاً مقاطعة هرات ثم البلاد بأكملها بحلول سبتمبر 1996، وأسقطت نظام برهان الدين ربانى.
ويصنف حكم طالبان بالاستبدادي حيث دائما ما كانت تقيم مذابح للمعارضين وتضطهد النساء كما منعت وصول الامدادات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة من الوصول لمستحقيها، وتم القضاء على فترة حكمها بشكل مفاجئ من قبل القوات الامريكية في ديسمبر 2001 انتقاما من أسامة بن لادن بعد هجوم إرهابي شنته القاعدة على مركز التجارة العالمي في نيويورك والذي تسبب في وفاة ما يقرب من 3 الاف شخص واصابة 25 الف اخرين.
ومنذ ذلك الحين ، أعاد مقاتلو طالبان تنظيم صفوفهم كتمرد واستمروا في القتال لاستعادة أفغانستان من قوات حفظ السلام الأمريكية. وفي هذه الأثناء، تم تشكيل داعش لأول مرة من قبل الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي في عام 1999 قبل أن تصل الى عناوين الصحف العالمية عندما أخرجت القوات العراقية من المدن الرئيسية في غرب البلاد في عام 2014 ثم غزت لاحقًا مساحات من شرق سوريا قبل استسلام الموصل والرقة في نهاية المطاف في عام 2017 عندما تدخلت القوات الدولية.
وأنشأ داعش ولاية خراسان في مقاطعة ننجرهار شرق أفغانستان في يناير 2015 ، حيث قامت بتجنيد منشقين من طالبان ، لا سيما أولئك الذين كانوا مستائين من عدم نجاح قيادتهم في ساحة المعركة.
وبحسب تقرير لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ، فقد ساهم الخلاف بين قادة طالبان فى انشقاق بعضهم عن الحركة وإعلان ولائهم لأبو بكر البغدادى، خاصة قادتهم الميدانيين الذين أغرتهم النجاحات التى حققتها داعش في سوريا والعراق وتوقعوا أن تستكمل في أفغانستان، خاصة بعدما استطاعت استقطاب عدد كبير من المقاتلين والمدنيين، فى حين أن طالبان فى تراجع مادى ونقص عددى.
وبدأت المزيد من المعارك في أبريل 2017 عندما احتجز داعش ثلاثة تجار مخدرات يبيعون الأفيون لجمع الأموال لصالح حركة طالبان ومرة أخرى في مايو 2017 عندما قتل 22 مسلحًا في اشتباكات بين الجانبين على طول الحدود الإيرانية. وشنت طالبان هجومًا لطرد داعش من احد المقاطعات في الصيف التالي ، مع انضمام الحركة لأوزبكستان حيث نزح ما يصل إلى 7000 شخص من منازلهم.
وتحصل طالبان على أموالها من عدة مصادر، بعض الأموال تأتى من تجارة الأفيون والمخدرات الأخرى وأنشطة التهريب، كما تفرض الحركة ضرائب على المزارع والأعمال الأخرى، وفى بعض الأحيان يشارك المسلحون فى اختطاف وطلب فدية.