حمدى الكنيسى شاهدا على النصر وتألق الإذاعة المصرية.. زلزل صدور الأعداء فى حرب أكتوبر بـ"صوت المعركة ويوميات مراسل حربى".. حصل على أول عضوية بنقابة الإعلاميين بعد تحقيق حلمه.. وهذه أبرز المناصب التي تق
الإعلامى حمدى الكنيسى
الإثنين، 23 أغسطس 2021 04:16 م
عرف بكونه أحد أشهر مراسلى مصر الحربيين للإذاعة أثناء حرب أكتوبر، الذين لعبوا دورا بارزا فى رفع الروح المعنوية للجنود خلال الحرب وسطروا بحروف من نور البطولات التى قام بها الجنود على الجبهة، إنه الإعلامى حمدى الكنيسى رئيس الإذاعة الأسبق، الذى ولد فى 19 مارس 1941م بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، بدأ حياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي، حتى التحق بالإذاعة المصرية وعين مذيعا "قارئ نشرة" بالبرنامج العام عام 1963.
تولى الإعلامى حمدى الكنيسى منصب رئيس قطاع الإذاعة فى الفترة من 1 أكتوبر 1997 وحتى 18 مارس 2001 حتى بلوغه سن التقاعد، وكان من أشهر البرامج التى عرف بها برنامج صوت المعركة وبرنامج يوميات مراسل حربى وذلك خلال الحرب، عمل خبيراً دولياً لدى اليونسكو من 1975 وحتى 1978 وتم اختياره مستشارا إعلاميا لمصر فى لندن ونيودلهى 1980 – 1985، وأمين عام مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون الذى تغير اسمه فيما بعد إلى مهرجان القاهرة للإعلام العربى 1997 – 2001، وأمين مهرجان الأغنية العربية السادس وعضو اللجنة العليا للمهرجان الدولى للأغنية، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان 1998 – 2001.
يعد حمدى الكنيسى المذيع الوحيد الذى كان له برنامجين خلال فترة حرب أكتوبر وهما "صوت المعركة ويوميات مراسل حربى"، الذى كان يبث فيهما ما كان يسجله من لقاءات مع الجنود على الجبهة، و بعد أيام من حرب أكتوبر، شكلت إسرائيل لجنة لبحث أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى، وكانت منبثقة منها لجنة أخرى لبحث أسباب انتشار برنامج "صوت المعركة"، بين الإسرائيليين المتحدثين بالعربية والفلسطينيين، وعلم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بهذه اللجنة، وهو ما أكده الإعلامى حمدى الكنيسى فى حواراته الصحفية قائلا:" اتصل السادات بوزير الإعلام وقتها الدكتور جمال العطيفى، وقال له حرفياً، "عايز أعرف حمدى الكنيسى بيكرم ولا لأ.. دا قالب دماغ إسرائيل"، وهنا طلبنى وزير الإعلام وعند لقائه قالى لى إنه سيكرمنى ليس لطلب الرئيس، ولكن لأنك كادر سياسى هائل، وأنا هرقيك ترقيتين، ولكنى رفضت الترقية قائلا، "لا تخدش العلاقة بينى وبين هذا الدور الوطنى"، وطلبت أن يتم إنشاء نقابة للإعلاميين ووعدنى ببحث الأمر لكنه خرج فى تعديل وزارى ونسينا الموضوع".
وظل حلم إنشاء نقابة للإعلاميين يراود الإعلامى حمدى الكنيسى حتى تحقق هذا الحلم عام 2016 و صدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة التأسيسية برئاسته، و صار الكنيسى رئيسا للجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين و حصل على أول عضوية بالنقابة.
ومن جانبه، قال أيمن عدلى عضو مجلس نقابة الإعلاميين، إن اسم الإعلامى حمدى الكنيسى يظل خالداً بتاريخه الزاخر بالكثير من الإبداع الوطنى الذى صنع اسماً إذاعياً ضخماً دائم العطاء متعدد الإبداع متجدد الفكر، مضيفا :"فلم يتولى مهمة إلا وكان النجاح حليفه بفضل إصراره وموهبته الفطرية، سواء كمذيع قدم عدد من أهم البرامج الاذاعية التى لا ينساها المستمعون مثل قصاقيص وتليفون وميكروفون و 200 مليون، والمجلة الثقافية، أو مراسلاً حربيا كان يقدم عبر الإذاعة لوحة مسموعة حول معركة الكرامة التى أرخ لها عبر برنامجه الخالد "صوت المعركة"، أو رئيسا لشبكة صوت العرب ساهم فى تغيير مفهومها ورسالتها بما يتوائم مع ظروف المرحلة والأحداث وقتها، أو رئيسا للإذاعة حفلت فترته بالعديد من خطط التطوير والبرامج المتنوعة".
وأضاف عدلى فى تصريحات له، أن الكنيسى من القلائل الذين تقلدوا كل المناصب القيادية فى الإذاعة تقريباً، بسبب كفاءته الإدارية ورؤيته وافكاره المتجددة، ولم يكن إبداعه قاصراً على عمله الإذاعى بل كان شخصية عامة متعدد القدرات يحظى باحترام الجميع، سياسيون ووزراء ومفكرون ورياضيون، متابعا:" منذ أن كان الكنيسى شاباً اذاعياً كان يعتبر النقابة حقاً لكل إعلامى لا يمكن التنازل عنه، لدرجة جعلته يرفض تكريم وزير الإعلام جمال العطيفى له عام 1976 كواحد من أحد أشهر مراسلى مصر الحربيين للإذاعة أثناء حرب أكتوبر 1973، مناشدا إياه بتحويل التكريم لنقابة إعلاميين وللأسف ترك العطيفىً الوزارة قبل أن يفى بوعده".
وتابع: "لأن الكنيسى كما عرفته مقاتل لا يستسلم فقد أصر على أن يواصل جهوده من أجل الحلم حتى تحقق له عام 2016 بقرار مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة التأسيسية برئاسته، سيبقى حمدى الكنيسى كبيراً اسما وقيمة ومكانة، وستبقى إبداعاته الإذاعية متفردة وملهمة للكثيرين من تلاميذه وسيبقى هو المعلم الذى يعرف قيمة جبر خواطر الناس فدائماً يقول لى تركت المناصب ولم يتبق لى إلا حب ودعوات الناس الذين أتمنى منهم ان يدعوا لأستاذنا بأن يعود الينا كما عهدناه شعلة نشاط لا تنطفئ أبداً، أطال الله فى عمره".