قطاع المنسوجات من أكبر القطاعات ومصر لها دور ريادى فى التصدير والربط مع الأسواق الدولية.. والقطن المصرى يدخل فى صناعة البراندات العالمية
محافظات الصعيد تلقى اهتماما كبيرا من قبل المنظمة كما نعمل على خلق فرص عمل مستدامة لأبنائها
تعد منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» هى إحدى أهم وكالات الأمم المتحدة، التى تعمل على دعم الصناعات فى إطار التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة فى مصر، والمكتب الإقليمى للمنظمة بالقاهرة يقوم بالعمل على 8 دول أخرى فى الإقليم.
«انفراد»، أجرت حوارا مع أحمد رزق، النائب الإقليمى للمنظمة، الذى انضم للعمل بالمنظمة فى عام 2018 كمسؤول البرنامج الوطنى بالمركز الإقليمى للمنظمة فى مصر ثم نائب للمكتب الإقليمى، عمل سابقا فى مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية ثم خبير تنمية أعمال فى مركز تحديث الصناعة، ومديرا لوحدة دعم السياسات الوطنية بمركز تحديث الصناعة، ثم شغل منصب نائب الرئيس التنفيذى للسياسات والتعاون الدولى فى هيئة تنمية الصادرات، حصل على ماجستير فى الدراسات الأوروبية المتوسطية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، بجانب شهادة متقدمة فى التجارة الدولية من معهد التصدير البريطانى.. وإلى نص الحوار:
ما هو دور مكتب اليونيدو فى مصر؟
مكتب منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» فى مصر هو مكتب إقليمى، يعمل على خدمة مصر ومجموعة من الدول العربية والأفريقية فى المنطقة، وبالتركيز على مصر تعمل المنظمة فى مساعدة عملية التنمية المستدامة والشاملة لتحقيق النمو الاجتماعى والاقتصادى، من خلال تعزيز النمو الصناعى لتوليد فرص العمل والاستدامة البيئية.
ما هى أهم المشروعات القائمة التى تعمل عليها اليونيدو لدعم الحكومة المصرية؟
الدور الأساسى لمنظمة اليونيدو فى مصر هو الدعم الفنى والتقنى والتركيز على التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة فى ظل تقدم القطاع الصناعى فى مصر، ننفذ مجموعة من المشروعات من خلال 3 مجالات رئيسية، وهى البعد الاقتصادى التنافسى والبعد الاجتماعى، كذلك البعد البيئى للصناعة، وتشمل هذه المجالات والأبعاد المشروعات الخاصة بتطوير سلاسل القيمة والتجمعات الصناعية، فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والغذائية، ومنها العمل على سلسلة القيمة الخاصة بالقطن المصرى والتجمعات الحرفية والتراثية والصناعات الهندسية والصناعات الكيماوية من أول المدخل وصولا إلى الأسواق، سواء محلية أو عالمية، ونعمل على 3 مستويات، المستوى الخاص بالسياسيات والاستراتيجيات، وتطوير المؤسسات، شاملة الجهات العامة والخاصة، ورفع كفاءتها لخدمة القطاع الصناعى.
إلى أى مدى وصل التعاون بين المنظمة والوزارات المصرية لدعم التنمية الصناعية فى مصر؟
ملف الصناعة هو ملف متعدد الشركاء، ويحتاج تضافر كل الجهود، نعمل بالشراكة مع الحكومة فى كل المجالات الصناعية، منها الصناعات الهندسية والمنسوجات والصناعات الزراعية، بداية من دعم المزارع فى كل الخطوات لرفع سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية، وكذلك جميع العمليات وصولا إلى تسويق المنتجات، ودعمها للوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية.
الحكومة المصرية شريك أساسى فى كل عمل اليونيدو، ليست وزارات فقط، حيث نعمل مع قطاعات مختلفة، منها جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومركز تحديث الصناعة والجمعيات والهيئة العامة للاستثمار، كل هذا بجانب إعداد برنامج الشراكة مع مصر بقيمة 172 مليون يورو، الذى يندرج تحتها حزمة من المشروعات فى 6 مجالات رئيسية، وهى السياسيات الصناعية والاستثمار وسلاسل القيمة والثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيات الحديثة والاقتصاد الأخضر والمدن الذكية والمناطق الصناعية المستدامة.
ماذا عن المساهمة المصرية فى سلامة الغذاء وحماية البيئة وفقا للاتفاقات الدولية كبروتوكول مونتريال؟
منظمة اليونيدو تعمل مع الجهات الحكومية فى الجانب الفنى والتأهيلى لعمليات جودة المنتجات من الصناعات الغذائية، وكذلك المواد المستخدمة فى صناعتها، وعن المساهمة المصرية فى سلامة الأغذية، نجحت مصر فى إنهاء ممارسة استخدام مواد كيميائية ضارة بالبيئة، وكذلك ضمان سلامة المنتجات وتلبيتها للاشتراطات الدولية الخاصة بالصحة لدخول الأسواق الدولية، فضلا عن ذلك استطاعت مصر الحد من استخدام العديد من المواد، التى كان لها تأثير سلبى على طبقه الأوزون، حيث إن مصر من الدول الملتزمة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية، خاصة فى إطار الحفاظ على البيئة وملف التغير المناخى.
ماذا عن الصناعة الخضراء ودعم الاستثمارات فى مصر ودورها فى التنمية المستدامة؟
الصناعات الخضراء مفهوم تنامى بشكل كبير وارتبط بكل الصناعات، سواء صناعات كبرى أو مشروعات صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى فرص عمل خضراء، وهى عبارة عن مجموعة من المقاييس بأن هذه الصناعات تقوم بتطبيق تكنولوجيات إنتاج غير ضارة للبيئة وكفاءة استخدام الموارد، وأن يتم إدارة الموارد المستخدمة فى الإنتاج بشكل كفء وأيضا الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة، وكل هذا له انعكاسات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعد الصناعة الخضراء من أحد المكونات الأساسية لعمل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية«اليونيدو» مع مصر.
ما هو دور اليونيدو فى دعم الصناعات اليدوية والتراثية؟
المنظمة تولى اهتماما كبيرا للتجمعات الصناعية والحرفية، هذا القطاع الأكثر تضررا من جائحة كورونا، ويواجه كثيرا من التحديات للوصول إلى الأسواق بشكل كاف، وفتح أسواق جديدة محليا وعالميا، والقائم على هذا العمل الحرفى مطالب بأن يواجه مسؤوليات أكبر من أى قطاع إنتاج آخر، حيث إنه المسؤول عن إدارة العملية الإنتاجية بالكامل بجميع مدخلاتها بداية من التصميم والإنتاج وكذلك التسويق.
ماذا عن الإنجازات المصرية فى القطاع الصناعى خلال الفترة الماضية وما أهم أوجه هذه الإنجازات؟
مصر تشهد إنجازات كبيرة فى القطاع الصناعى، خلال الفترة الماضية، والمساهم الرئيسى فى هذه الإنجازات ما تم تطويره من منظومة الخدمات الرئيسية والبنية التحتية والطرق والكبارى، بالإضافة إلى ما تم تطويره فى قطاع الكهرباء، حيث إنه من أساسيات القطاع الصناعى، فالمناطق الصناعية تتأثر بشكل كبير بمدى جودة العمل فى قطاع الكهرباء، فهناك صناعات فى وقت سابق توقفت وخرجت من الإنتاج بشكل كبير بسبب ضعف قطاع الكهرباء فى السابق.
ومن أهم ما تم إنجازه فى الفترة الماضية، حيال قطاع الصناعة، حزمة التشريعات المتعلقة بقطاع الصناعة والاستثمار، بالإضافة إلى التطوير فى مصانع قطاع الأعمال.
ماذا عن الصناعات الغذائية المصرية التقليدية؟
من أهم الصناعات التى لمصر دور ريادى بها، الصناعات الغذائية التقليدية والصناعات الهندسية، حيث لا يمكن إغفال الصناعات الغذائية التقليدية والمحلية الموجودة فى مصر منذ أكثر من 500 عام.
وجاءت نقطة البداية لعمل منظمة الأمم المتحدة «اليونيدو»، فى هذا الملف، وهى عمل مسح شامل للإرث المصرى من هذه الصناعات التقليدية والمحلية، ومن خلال هذا المسح تم تحديد أكثر من 400 منتج من بينها منتجات معروفة مثل التمور، وأنواع مختلفة من الجبن «الدمياطى - القريش»، وحفظ اللحوم والأسماك والعسل الأبيض والأسود، بالإضافة إلى الفواكه المجففة وغيرها كثيرا من المنتجات.
ونولى لهذا القطاع الكثير من الاهتمام، وفى هذا الصدد بدأنا فى التجهيز لتنظيم مسابقة دولية تركز على تشجيع التنافس، وإظهار كل القدرات المصرية فى مجال الصناعات الغذائية التقليدية، وعلى هامش هذه المسابقة، سيتم تنظيم معرض يتم من خلاله دعوة كبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال التجارة، بالإضافة إلى كبرى الشركات السياحية والفنادق العالمية للعمل على فتح أسواق وتعاقدات استثمارية لدعم هذه الصناعات ذات الجودة العالية.
وماذا عن صناعة المنسوجات خلال السنوات الماضية؟
قطاع المنسوجات من أكبر القطاعات، ومصر لها دور ريادى كبير فى التصدير والربط مع الأسواق الدولية، فيما تقوم منظمة اليونيدو بحزم من الدعم الفنى لزيادة العملية التنافسية، ويعد ذلك نوعا من التكاملية بين الحكومة المصرية والمنظمة الدولية.
حدثنا عن مشروع القطن المصرى؟
القطن المصرى يعتبر من أقدم سلاسل القيمة، التى نفخر ونعتز كمنظمة دولية بالعمل عليها، حيث تتميز مصر بزراعة القطن طويل التيلة وفائق الطول، وبالشراكة مع التعاون الإيطالى والحكومة المصرية، وبالتنسيق مع الشركات العالمية لصناعة الملابس والمهتمة بالسوق المصرى، ولديها عقود وتعاقدات طويلة الأجل مع المصنعين المصريين، تعمل اليونيدو على كل خطوات سلسلة القيمة، بداية من التنسيق مع المزارعين على تطبيق أفضل المعايير الدولية الخاصة بعملية الزراعة المستدامة، على أن تكون خطوات الزراعة صديقة للبيئة، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية الخاصة بعدم وجود عمالة للأطفال، مما يضمن نفاذ هذا المنتج للأسواق العالمية.
كما تم إدارج مصر فى المبادرة العالمية «القطن الأفضل»، حيث إن المبادرة بدأت فى النمو بشكل كبير، وبالتعاون مع الشركاء من الحكومة المصرية والقطاع الخاص، نجحنا فى إدراج مصر فى هذه المبادرة، وذلك على خلفية تطبيق الشركات المصرية للمعايير الدولية التى تخضع لها المبادرة.
ما هو دور اليونيدو فى دعم الاستثمار الزراعى المستدام؟
نعمل بشكل كبير فى الاستثمار الزراعى على إضافة قيمة من خلال تحسين عملية الزراعة، وكفاءة استخدام الموارد المتاحة وتقليل الهدر، وندعم المزارعين والعاملين بالاستثمار الزراعى للوصول إلى الأسواق العالمية، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار الزراعى فى مصر، حيث تضم مصر فى كل المحافظات أجود أنواع الأراضى، وعلى سبيل المثال، مصر من أكبر الدول فى إنتاج الطماطم، لذا نعمل على تطوير سلسلة القيمة لمنتجات هذه الزراعة.
ما هى المحافظات المستهدفة فى خطة عمل اليونيدو؟
هناك اهتمام كبير بتنمية محافظات الصعيد، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو، حيث عملت على مشروعات كثيرة منها ما تم ومنها مازال قائما، مثل مشروع حياة والهدف منه التنمية المحلية، الذى بدأت مرحلته الأولى فى محافظة المنيا، والمرحلة الثانية فى سوهاج، ومشروع النمو الأخضر الشامل بالتركيز على محافظتى قنا والأقصر، وهذه المشروعات تعمل على دعم أهداف التنمية المستدامة فى صعيد مصر، وكذلك خلق فرص عمل مستدامة لأبناء الصعيد.
ما دور اليونيدو فى ربط القطاع الخاص بالحكومى لتنمية الصناعة والاستثمار فى مصر؟
نهتم بشكل كبير بإعداد برنامج العمل لليونيدو وفكرة الربط والشراكة بين القطاع الخاص والحكومى، خاصة فيما يتعلق بالسياسات والإجراءات والتدخلات اللازمة للتنمية الصناعية، حيث إن أغلب القطاع الصناعى فى مصر من القطاع الخاص، بدءا من المزارعين مرورا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الكبرى، لذا لا بد أن تكون صياغة السياسات تتماشى مع احتياجاتهم لجذب المزيد من الاستثمار، والوصول إلى الأسواق العالمية، وذلك فيما يتعلق بالضرائب والجمارك، وتوافر الأراضى، ونعمل بشكل كبير على دعم منصات الحوار بين هذه القطاعات.
ما هو دور المنظمة فى دعم المرأة بقطاع الصناعة؟
تعمل اليونيدو على تعزيز دور المرأة فى كل برامجها، وهناك برنامج بميزانية إقليمية تصل إلى 2 مليون يورو لدعم المرأة العربية فى ريادة الأعمال، وتعزيز دورها كقوى دافعة للحد من الفقر والنمو الاقتصادى، وتسخير الإمكانات الكاملة للمرأة كقائدة فاعلة فى الاقتصاد المصرى، ونقوم حاليا بتنفيذ مشروع التمكين الاقتصادى للمرأة من أجل النمو الشامل والمستدام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بهدف تعزيز مشاركتها فى القطاعات ذات النمو المرتفع فى مجالات التصنيع الزراعى والصناعات الإبداعية وتكنولوجيا المعلومات، وزيادة الإنتاجية فى القطاعات المستهدفة، وبناء قدرات رائدات الأعمال، وزيادة العمالة النسائية وزيادة قابلية توظيفهن فى القطاعات المستهدفة، وتبلغ الموازنة للمنظمة فى مصر لهذا المشروع 2.6 مليون دولار ممولة من الحكومة الكندية.
كيف ترى مبادرة حياة كريمة وهل هناك مشاركة من المنظمة فى المبادرة؟
مبادرة «حياة كريمة»، لتحسين المعيشة فى الريف المصرى من أعظم المبادرات التى تم رصدها، ليس فقط على المستوى المحلى ولكن على المستوى العالمى أيضا. المبادرة لها دور كبير فى تحسين الظروف المعيشية فى مجتمعاتنا الريفية والبسيطة، ذلك من خلال تحسين الخدمات الخاصة بالتعليم والصحة والمرافق والبنية التحتية والطاقة والكهرباء والماء وغيرها من الخدمات الرئيسية.