فى 17 أغسطس الماضى أعلنت دار الافتاء المصرية، إنشاء حساب جديد لها لأول مرة على منصة تطبيق الفيديوهات "تيك توك"، حيث أوضحت الدار أن سبب إنشائها هذا الحساب من أجل مزيد من الوعى، ومن أجل المزيد من التواصل الفعّال، مؤكدة ان الحساب يهدف لنشر الفتاوى الصحيحة بالفيديو .
وبعد فترة وجيزة تم توثيق حساب الدار لتصبح أول مؤسسة دينية فى العالم يتم توثيق حسابها على هذا التطبيق، حيث سبق وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: "إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت ضرورة ملحة فى وقتنا الحاضر لعدة اعتبارات، أولًا: لتحصين الشباب الذى لا يكاد يفارق هذه المواقع، ومن ناحية أخرى أن الجماعات الإرهابية وجدت فى هذا الفضاء الإلكترونى فرصة سانحة وأكيدة لتجنيد الشباب والتأثير عليهم".
وأشار إلى أن تنظيم داعش فى إحصاء من الإحصاءات نشر 90 ألف تويتة على موقع تويتر بـ12 لغة، وهذا معناه أننا أمام تنظيم منظم يستخدم أدوات معينة للتأثير على الشباب، وأهم أدواته هى شبكات التواصل الاجتماعى، ومن ثم فالمسؤولية كبيرة علينا نحن المؤسسات الإفتائية لمواجهة غزو الفضاء الإلكترونى، والتعامل معه بذكاء وأن نكون مؤثرين، وهذا التعامل بلا شك يحتاج لدراسات وأبحاث وقد جلسنا مع متخصصين لنصل إلى كيفية دراسة نفسية هذا الإنسان المتطرف الذى نتعامل مع أفكاره.
وقال: "إننا دائمًا نسعى إلى إيجاد موضع قدم لنا على جميع وسائل التواصل الاجتماعى، ومؤخرًا أنشأنا حسابًا على موقع "تيك توك" بعدما لاحظنا وجود عدد من الفتاوى الصوتية والأفكار الشاذة التى تنشر عبر هذا التطبيق".
ولفت إلى قيام دار الإفتاء بدراسة التعليقات التى ترد على منشورات صفحة دار الإفتاء المصرية، ويقوم فريق متخصص بتصنيفها، وكثيرًا ما يتم استهداف الدار من خلال كتائب إلكترونية، خصوصًا عندما يتم نشر أى شىء يخص دعم الدولة الوطنية لتكوين رأى عام مضاد، مضيفًا: "نحن نقف طويلًا عند أى آراء بناءة نصحح من خلالها المسار وفكرة النقد البناء هامة وفكرة الوعى هامة أيضًا".
وفى إطار تحليل كواليس الإرهاب الديموغرافى وكيفية استغلال التنظيمات الإرهابية للفرص التكنولوجية فى نشر أفكارها المتطرفة، نوه المؤشر العالمى للفتوى التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إلى أنه رغم تعدد المنصات الرقمية والتطبيقات التى لجأت إليها التنظيمات الإرهابية لتجنيد الشباب إلا أن تطبيق " التيك توك" يعد الأخطر من حيث تأثيره وسرعة انتشاره، فقد وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من 800 مليون مستخدم نشط من جميع أنحاء العالم. واستغل تنظيم داعش منذ عام 2019 التطبيق الذى يلقى رواجًا بشكل ملحوظ لتجنيد المزيد من الشباب، وإقناعهم بأفكاره وشعارات ما تسمى بـ "الجهاد العالمي"، فيقدِّم من خلال التطبيق رسائل دعائية قصيرة وموجزة يتم اختيارها بدقة وعناية.
ولفت المؤشر إلى أنه فى بداية انتشار التطبيق ظهرت العديد من الحسابات التى تضع أعلام تنظيم داعش الإرهابى بشكل واضح وصريح وتروج للكراهية وتبرز لقيادتهم وطرق مبايعتهم، إلا أنه بعد التضييق على تلك الحسابات وفرض المزيد من الرقابة على التطبيق وحذف أكثر من 20 حسابا لهم تنشر عمليات دموية تشتمل على قطع الرؤوس والتفجير وتتباهى بعمليات القتل تحت مسمى "إقامة الخلافة"، بدأت التنظيمات فى التخفى عبر التطبيق ونشر مقاطع تحت عناوين متخفية وأسماء مستعارة تدعو إلى الجهاد ضد كل من يعارض أفكار التنظيم ومقاطع تبرز كيفية إدارة التنظيم للمناطق التى يسيطر عليها ومقاطع أخرى تشتمل على مشاهد القتل والخطف؛ بغية تجنيد الشباب من جهة ونشر الرعب والترهيب من جهة أخرى.
وشدد المؤشر على ضرورة متابعة القائمين على المواقع والتطبيقات والمنصات الرقمية الجديدة كل ما يستجد من حسابات تنشر محتوى يدعو إلى العنف والكراهية والتطرف والتعامل الفورى والسريع معها بالحجب والإزالة لتحجيم استغلال تلك التنظيمات للوسائل التكنولوجية والتأثير على عقول الشباب ونشر افكارها الهدامة.
وكان الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم- قد صرح أن الجماعات الإرهابية تستغل الفضاء الإلكترونى لتجنيد الشباب، مضيفا نواجه ذلك باقتحام مواقع التواصل الاجتماعى وأنشأنا حسابًا على «تيك توك» بعد أن لاحظنا وجود فتاوى صوتية وأفكارًا شاذة تنشر عبر هذا التطبيق.
يذكر أن تطبيق "تيك توك" تم إطلاقه فى عام 2016، فى الصين باسم " A.me". ثم تم تغيير الاسم إلى "Douyin" بعد وقت قصير من إصداره. قامت شركة "ByteDance" بإعادة تسمية العلامة التجارية للمرة الثالثة لتصبح "تيك توك"؛ وذلك بهدف جذب السوق الدولية عندما تم تقديم التطبيق إلى بلدان أخرى فى سبتمبر 2017.