الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 04:20 م

عرق الجبين.. حكاية شقيقين يدرسان "الهندسة والأشعة" ويعملان فى تنظيف خزانات المياه بالعريش.. عبدالوهاب حول عجزه عن توفير نفقة مشاركته فى مؤتمر لفكرة مشروع.. وشاركه شقيقه وهدفهم إنشاء شركة خدمات متكاملة

عرق الجبين.. حكاية شقيقين يدرسان "الهندسة والأشعة" ويعملان فى تنظيف خزانات المياه بالعريش.. عبدالوهاب حول عجزه عن توفير نفقة مشاركته فى مؤتمر لفكرة مشروع.. وشاركه شقيقه وهدفهم إنشاء شركة خدمات متكاملة
الإثنين، 27 سبتمبر 2021 06:43 م
شقيقان من شمال سيناء، جمعا بين التفوق الدراسى وسوق العمل فى مجال تنظيف وغسيل خزانات المياه، الخاصة بالمنازل والمنشآت والتي تتواجد على سطح كل مبنى فى مدينة العريش، وهما عبد الوهاب الفارسى، طالب بكلية الهندسة قسم ميكانيكا بجامعة قناة السويس، وشقيقه طارق الطالب بالمعهد الفنى الصحى بالإسماعيلية . قال عبد الوهاب لـ"انفراد"، العمل ليس عيبا ونفتخر أننا متفوقان ونعمل بأيدينا، وسعادتنا تكون أكثر عند الانتهاء من تنظيف خزان والانتقال لآخر"، موضحا أن بداية فكرة العمل فى تنظيف الخزانات، بدأت معه وهو فى المدرسة، خلال الإجازة بين الصف الثانى والثالث الثانوى، عندما بحث عن أى دورة ومؤتمر لريادة الأعمال ليشارك ويتعلم، وكانت الفرصة فى "محافظة الإسكندرية"، ولكنه فوجئ أنه يحتاج مصاريف تزيد عن 2000 جنيه، ولا يريد أن يرهق والده بطلبها، وفى لحظة حزن صعد منزلهم ،وقام بتنظيف خزان المياه الخاص بهم، وبعد الانتهاء ولدت الفكرة، أن يقوم بتنظيف الخزانات ليكون مصدر دخل له، وبحث عن الموضوع على شبكة الانترنت وعرف تفاصيل إضافية تعينه على مهمته الجديدة . وتابع أنه قرر أن يبدأ بوضع إعلان على صفحته الشخصية، بأنه يقوم بتنظيف الخزانات وجاهز لأي طلب، وعلى الفور تواصل معه أحد الأشخاص المعروفين بشمال سيناء، والذى كلفه بتنظيف 3 خزانات فى منطقة حى الصفا جنوب مدينة العريش، واصطحب شقيقه "طارق" الذي كان وقتها فى المرحلة الإعدادية لمشاركته المهمة، وبعد الانتهاء فوجئ بصاحب الخزانات يشيد بأدائها فى منشور على فيس بوك، على صفحته الشخصية، ويحظى ماكتبه بمشاركات كثيرة، وتواصل معه عدة أشخاص يطلبون منه الخدمة. وقال : إن هذا فتح أمامه نافذة أمل جديدة ومؤشر على نجاح اختياره لهذا المشروع، وانتشر اسمهم فى العريش وأصبحوا يتنقلون بين البيوت لتنظيف الخزانات وسط ثقة من يصلون لهم وإشادتهم بعملهم والنتيجة . وأضاف أنه بعد انتقاله للدراسة فى الجامعة من شمال سيناء للإسماعيلية فى بداية الأمر هو ثم شقيقه، لم يتوقفوا عن المهمة ويقومون بتجميع الطلبات والانتقال لتنفيذها خلال وقت الإجازة . وقال :أعتبر العمل ليس عيبا وأفتخر وأنا أحكى لزملائي عن يوميات عملي فى هذا المجال، وأكون فى قمة فخرى وأنا أعمل وأكرم على تفوقى على كثير من منصات الدراسة والعمل المجتمعى الذى أشارك فيه . وتابع أن أول من شجعه على العمل والديه، رغم أنهما دائمى التخوف عليه وشقيقه من الوقوع أثناء العمل على الأسطح ولايطمئنان، إلا بعد عودتهم للمنزل، ولكن من صغرى وأنا أحب العمل حتى أنى وأنا طفل فررت من المنزل وذهبت لورشة لأعمل صبى ميكانيكى ،ولكنى لم أستحمل، ولاأنسى انه فى يوم وأنا داخل خزان لم أستطع الخروج منه واتصلت بشقيقى الذى جاء إليا مسرعا حتى تمكنت من الخروج من هذا المأزق . وقال شقيقه طارق : أنه طالب فى المعهد الفنى الصحى بالإسماعيلية، وهو يفتخر بهذا العمل ولايخفيه عن أصدقائه ويقول لهم :"بكل فخر بنظف خزانات" ورغم أنه يواجه تنمر البعض منهم، إلا أنه لا يعنيه هذا ويواصل عمله. وأضاف، أنه يفتخر أنه وشقيقه يقدمان خدمة لأول مرة تصل لشمال سيناء بشكل منظم و يطورون من أنفسهم بتلبية طلب من يتواصل معهم والعودة لتنظيف كل خزان كل مدة 3 شهور، وعملهم يقوم على التخلص من كل مافى داخل كل خزان من حشرات وطحالب وتراكمات، ثم التطهير بمواد التطهير والتعقيم وإعادته لحالته الأولى من حيث النظافة . وأجمع الشابان أنهما ليسوا أسيرا العمل فقط ويضعان برنامج محدد ليومهم مقسم ما بين العمل والدراسة والواجبات الاجتماعية وممارسة هواياتهم المختلفة، ويعتمدان فى العمل على "أيديهم" يدويا، ولايزال ينقصهم كثير من معدات العمل بينها مضخات مياه وايضا خلطات جديدة للمنظفات، إضافة لوسيلة تنقل لأنهم يخسرون 20% من العائد على المواصلات، ويؤكدان أن كل اعتمادهم على أنفسهم فى توفير مصروفهم ومصروف الجامعة والمعهد واستئجار شقة لهما أثناء الدراسة فى الإسماعيلية ويعتبران أن عرقهم هذا من أجل أن يوفرا نفقات علمهم فى هذا الوقت، ولكن لديهم أمل وخطة مستقبلية خلال المرحلة القادمة أن يكون عملهم من خلال شركة خدمات متكاملة يطلقانها ومنها يقدمان خدمات التنظيف للخزانات وأعمال السباكة وقص الأشجار وغيرها جانب عملهم بعد التخرج فى مجال الهندسة بالنسبة لعبد الوهاب ومجال العمل بمعامل الأشعة بالنسبة لطارق . وقالا :انهما يتمنيان أن يتم وصولهم لكل خزان فى شمال سيناء ليس فقط من أجل العمل ولكن لما يجدونه من أشياء داخل كل خزان تؤثر على صحة من يستخدمونه ونصيحتهم لكل صاحب خزان مياه أن يحرص دائما على نظافته.
















الأكثر قراءة



print