تفاصيل مثيرة كشفها موقع ياهو نيوز في تقرير نقلته عدة وسائل إعلام أمريكية، زعم خلاله أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فكرت في مناسبات عدة في اغتيال مؤسس موقع التسريبات الشهير ويكيليكس، جوليان أسانج في عام 2017، وهي المزاعم التي نفاها ترامب نفسه.
وذكر تقرير ياهو أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" فكرتا في اختطاف مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج في عام 2017 ، بل وأثار احتمال اغتياله وسط مخاوف من أنه قد يخطط لفراره بنفسه.
كان أسانج تحت رادار وكالات الاستخبارات الأمريكية لسنوات عدة، لكن الخطط ضده بدأت بسبب نشر موقع ويكيليكس الذي يترأسه لادوات اختراق لوكالة المخابرات الأمريكية والمعروفة باسم "فولت 7" ، التي تضمنت تسريب لأدوات القرصنة الخاصة بالوكالة ورسائل البريد الإلكتروني للديمقراطيين خلال السباق الرئاسي لعام 2016، والتي قدرت في النهاية بأكبر خسارة للبيانات في تاريخ الوكالة الأمريكية.
ويتواجد أسانج حالياً في أحد سجون لندن، حيث تتخذ المحاكم هناك قرارًا بشأن طلب أمريكي لتسليم مؤسس ويكيليكس بتهمة محاولة مساعدة المحلل السابق بالجيش الأمريكي تشيلسي مانينج في اقتحام شبكة كمبيوتر سرية ، والتآمر للحصول على وثائق سرية تنتهك ونشرها.
ودفع غضب وكالة المخابرات المركزية من موقع ويكيليكس مايك بومبيو رئيس الوكالة وقتها، والذي تولي فيما بعد وزارة الخارجية الأمريكية، إلى وصف المجموعة علنًا في عام 2017 بأنها جهاز استخبارات معادى من دول أخرى.
وكان التصنيف أكثر من مجرد نقطة نقاش استفزازية، حيثرفتح الباب أمام عملاء الوكالة لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية، ومعاملة المنظمة كما تفعل خدمات تجسس معادية، حسبما قال مسؤولون استخباراتيون سابقون لموقع ياهو نيوز.
وخلال أشهر، كان عملاء الولايات المتحدة يراقبون اتصالات وتحركات العديد من موظفي ويكيليكس، بما في ذلك المراقبة الصوتية والمرئية لأسانج نفسه.
ونقلا عن محادثات مع أكثر من 30 من مسؤولي المخابرات والأمن الأمريكيين السابقين، ذكر التقرير أنه تم طلب سيناريوهات لكيفية تنفيذ عملية اغتيال، وقال مسؤول سابق للموقع إن هذه المحادثات تجرى على أعلى المستويات.
وقال أحد المسؤولين: "كان هناك مستوى غير مناسب من الاهتمام بأسانج نظرًا للإحراج، وليس التهديد الذي يمثله في السياق"، وقال محذرا: "يجب ألا نتصرف أبدًا بدافع الرغبة في الانتقام".
وبحسب التقرير، كان سائداً أن مسؤولي المخابرات الأمريكية قد استفزتهم شائعات بأن أسانج كان يخطط لمحاولة هروب من السفارة الإكوادورية في لندن، حيث طلب اللجوء.
ومن المفترض أن المخابرات الروسية كانت موجودة حول السفارة للمساعدة في تسهيل الهروب، وأشار التقرير الذي نشر للمرة الاولي على موقع ياهوو إلى أن ويكيليكس ساعدت في المقابل في تسهيل هروب المخبر الأمريكي إدوارد سنودن إلى روسيا من هونج كونج،إذا تمكن المسؤولون الروس من اصطحاب أسانج على متن طائرة ، فقد أخبر أحد المسؤولين موقع ياهوو أن العملاء كانوا مستعدين لعرقلة الطائرة بسيارة على المدرج، أو إطلاق النار على الإطارات أو حتى الاصطدام بسيارة تقل أسانج، ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على الأمر.
وردًا على التقرير، نفى الرئيس السابق دونالد ترامب أنه قد فكر في أي وقت مضى في الأمر باغتيال أسانج، قائلاً: "هذا خطأ تمامًا ، لم يحدث أبدًا"، وأضاف: "في الواقع، أعتقد أنه عومل معاملة سيئة للغاية".
بعد تسريب رسائل البريد الإلكتروني للديمقراطيين خلال السباق الرئاسي لعام 2016 ، أعلن ترامب قائلا: "أنا أحب ويكيليكس"، وبحسب ما ورد عرض على أسانج عفوًا إذا قال إن روسيا لم تشارك في اختراق ملفات اللجنة الوطنية الديمقراطية لعام 2016.
وقال باري بولاك، محامي أسانج في الولايات المتحدة: "بصفتي مواطنًا أمريكيًا، أجد أنه من المشين للغاية أن تفكر حكومتنا في اختطاف أو اغتيال شخص ما دون أي إجراءات قضائية لمجرد أنه نشر معلومات حقيقية."
وأضاف بولاك: "آمل وأتوقع أن تنظر محاكم المملكة المتحدة حيث يواجه أسانج سلسلة محاكمات في هذه المعلومات وستزيد من تعزيز قرارها بعدم التسليم إلى الولايات المتحدة".
وفقا للتقرير، لم يكن هناك ما يشير إلى أن الإجراءات الأكثر تطرفاً التي تستهدف أسانج قد تمت الموافقة عليها ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اعتراضات محامي البيت الأبيض.
وقال مسؤول سابق: "بينما يعتقد الناس أن إدارة ترامب لا تؤمن بسيادة القانون وهو امر خاطئ ، كان لديهم محامون جيدون يهتمون بها".