يستعد كبار قادة البنتاجون لمواجهة أسئلة صعبة فى الكونجرس تتركز بشكل أساسى على الانسحاب الفوضوى من أفغانستان واستيلاء طالبان السريع على البلاد، وذلك فى أول شهادة علنية منذ إتمام الانسحاب الأمريكى.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الجمهوريين على نحو خاص، شددوا هجماتهم على قرار الرئيس بايدن لسحب كل القوات فى 30 أغسطس، وقالوا إنه ترك الولايات المتحدة أكثر عرضة للإرهاب، ويطالبون بمزيد من التفاصيل عن الهجوم الانتحارى فى كابول الذى قتل 13 جنديا أمريكيا فى الأيام الأخيرة من الانسحاب.
ومن المقرر أن يدلى كل من وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك ميلى رئيس الأركان بشهادتهما أمام لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، ثم أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأربعاء، وسيدلى بشهادته أيضا الجنرال فرانك ماكينزى الذى أشرف على الانسحاب بحكم منصبه كقائد للقيادة المركزية.
من جانبها، قالت شبكة سى إن إن القادة الثلاثة، أوستن وميلى وماكنزى، سيواجهون بلا شك أسئلة عن الطبيعى الفوضية للانسحاب، وسيواجهون ضغوطا لتفسير خطة إدارة بايدن لإجراء مهام مكافحة الإرهاب فى البلاد، وسيضطرون لتقديم إجابة على الفشل الذى أدى إلى ضربة جوية أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين أفغان بينهم سبعة أطفال فى كابول فى الأيام الأخيرة للانسحاب.
وكان السيناتور جيمس إنهوف، أرفع جمهورى بلجنة مجلس الشيوخ، قد واجه البنتاجون بقائمة مطولة من الأسئلة عن الجوانب العديدة للانسحاب، بما فى ذلك التفجير الانتحارى الذى وقع فى 26 أغسطس فى مطار كابول الدولى، وأدى إلى مقتل 169 أفغانى بالإضافة إلى الجنود الأمريكيين. ويطالبون أيضا بمعلومات عن اتخاذ القرار خلال الصيف بعدما أصبح واضحا أن طالبان تتفوق على القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.
وكتب إنهوف الأسبوع الماضى يقول: إننا بحاجة إلى حساب كامل لكل عامل وقرار أدى إلى حيث أصبنا اليوم، وخطة حقيقية للدفاع عن مضى أمريكا قدما. ويسعى إنهوف إلى إجابات بشأن الهجوم على مطار كابول، ثم الضربات الجوية الأمريكية وجهود إجلاء المدنيين من أفغانستان، وكذلك أيضا العتاد والمواد العسكرية الأمريكية التى تم تركها، ومستقبل خطط الإدارة لمكافحة الإرهاب. وفى حين يظل أمام البنتاجون حتى يوم الثامن من أكتوبر للرد على الأسئلة، فإن خطاب إنهوف يقدم نافذة على نوعية الأسئلة التى ربما سيوجهها هو وغيرة من المشرعين اليوم لقادة البنتاجون.
وفى سياق آخر، سيواجه الجنرال ميلى أسئلة خاصة، بعدما اتهمه البعض فى الكونجرس بعدم الولاء بسبب ما ورد فى كتاب "خطر" لبوب وودوارد وروبرت كوستا، بأنه قدم تطمينات لجنرال صينى بأن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لمهاجمة الصين وذلك فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأنه لو حدث، فإن ميلى سيحذره مسبقا.
وأدت تصرفات ميلى إلى انتقادات حادة من الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه، ودعوات له بالاستقالة ومحاكمته بتهمة الخيانة.
من ناحية أخرى، قالت سى إن إن إن الجمهوريين ربما يتطرقون إلى احتمالات التعاون العسكرى مع روسيا فى عمليات مكافحة الإرهاب فى أفغانستان، وذلك بعدما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ميلى ثار القضية خلال لقاء مع نظيره الروسى.
وقالت مصادر للشبكة أن ميلى، وبطلب من مجلس الامن القومى، طلب من نظيره الروسى توضيح تعليق سابق للرئيس فلاديمير بوتين والذى اشار إلى إمكانية التنسيق بين واشنطن وموسكو فى هذا المجال مستقبلا. وأوضحت المصادر أن هذه كانت محاولة لفهم ما قده بوتين عندما أثار احتمالية السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى منشآت عسكرية إقليمية فى دول آسيا الوسطى خلال اجتماعه مع بايدن فى وقت سابق هذا الصيف، لأنه لم يكن واضحا فى ذلك الوقت إذا كان جادا.