السبت، 23 نوفمبر 2024 03:53 ص

لوحة من السحر والجمال على أرض الفيوم.. السويسرية إيفيلين تحول قرية تونس إلى قبلة السياحة.. وماركوس ومريم أسسا أول مدرسة للطبخ.. وعويس تحول من فلاح لأشهر صانع بيتزا.. ومتحف عبلة للكاريكاتير كنز داخل ال

لوحة من السحر والجمال على أرض الفيوم.. السويسرية إيفيلين تحول قرية تونس إلى قبلة السياحة.. وماركوس ومريم أسسا أول مدرسة للطبخ.. وعويس تحول من فلاح لأشهر صانع بيتزا.. ومتحف عبلة للكاريكاتير كنز داخل ال "تونس" لوحة من السحر والجمال على أرض الفيوم
الجمعة، 01 أكتوبر 2021 08:24 ص
قرية ريفية تبعد حوالي 45 كيلو متر عن محافظة الفيوم تحولت الي قبلة السياحة بالمحافظة وأصبح لها طابع خاص وومميز وتحول أبناءها الي أنامل ذهبية لصناعة الخزف والفخار ساهمت طبيعتها الهادئة ووجودها علي بحيرة قارون في أن تكون لوحة إبداعية من صنع الله حيث تجد لون الزرع الأخضر والمياه الزرقاء والصحراء الرملية البديعة، وهذا المشهد الجمالي والطبيعة الساحرة ساهمت في أن يترك العديد من المثقفين حياة المدينة وينتقلوا للإقامة بتونس وكان من بينهم الفنان الشهير محمد عبلة الذي قام المتحف الوحيد للكاريكاتير بالشرق الأوسط بالقرية وجمع فيه لوحات فريدة كما شهدت القرية قدوم عدد كبير من الأجانب واقامته بها وعمل مشروعاتهم التي حلموا بها طوال حياتهم. مدرسة إيفيلين بداية الحدوته بقرية تونس تبدأ القصة بقرية تونس من مدرسة السويسرية إيفيلين بوريه لتعليم صناعة الخزف والفخار حيث جاءت إيفيلين للقرية منذ أكثر من ٥٠ عاما عندما كانت في زيارة لها مع زوجها المصري سيد حجاب وبعدها انفصلت عن زوجها وسافرت الي سويسرا ولكن ظل عالقا في ذهنها مشهد قرية تونس وسحر الطبيعة بها خاصة انها كانت من المولعين بصناعة الخزف والفخار فعادت تونس مرة أخري الي القرية وقررت الإقامة بها وعاشت فيها عمرها تتحدث اللهجة الريفية وتعيش حياة الارياف وأسست منزل من الطبيعة خالي من المواد الأسمنتية وعاشت علي اللمبة التي تشتعل بالكيروسين لسنوات وكانت إيفيلين ترفض استحداث اي وسائل للمعيشة وتحب البساطة. ثم أسست إيفيلين مدرسة تعليم الخوف والفخار ودعت جميع أبناء القرية للعمل معها وتعليمهم مهنتها وبالفعل استجاب أهالي القرية خاصة انهم كانوا يسربون أبنائهم من التعليم للعمل بالحقول وكانت إيفيلين ستقاضيهم نفس الأجر. ثم ألحقت بالمدرسة فصلا لمحو الأمية لتعليم الأطفال وبعد سنوات أسسا إيفيلين جيلا كاملا من الخزافين وصناعى الفخار قادرين علي عمل ورش للفخار والسفر بمعارض بالعيد من الدول الأجنبية لعرض منتجاتهم وظلت تدعمهم حتي توفت منذ عدة أشهر. يقول حسين السعداوي القائم علي العمل بمدرسة إيفيلين ان عمره 34 سنة ويعمل بالمدرسة منذ أن كان عمره 10 سنوات أكد أن من أسس المدرسة إيفيلين او ام انجلو كما كانت تحب أن ينادونها وأشار الي انها جمعت أبناء القرية تحت مسمي جمعية بتاح لتعليم أطفال الريف والحضر صناعة الخزف وأشار الي انها خرجت العديد من الاجيال والقرية حاليا بها اكثر من 27 ورشة لصناعة الخزف والفخار. ولفت حسين الي انهم يعملون بطين يأتون به من اسوان يحتوي علي 5 عناصر هي البوركليه وأسوانلي وكولين مصري وبودرة تلك وحرش وهو الفخار الذي تم حرقه ثم فرمه وتحويله لرمال لصناعة القطع الفخارية ويتم نقع الطين بحوض مياه ثم تصفيتها بمنخل للتخلص من الشوائب ثم نعرضها للشمس وبعد اسبوعين نبتدي في العمل بضرب الطين جيدا وتفريغها من الهواء وبعد ذلك نعمل علي تشكيلها الي أشكال ومنتجات مختلفة من خلال الدولاب ثم نبطن المنتج بطبقتين ثم نرسم ونلون علي المنتج وبعد ذلك نضع الجليز وهي المادة الشفافة اللامع ثم تدخل المنتجات فرن علي درجة حرارة 1200لمدة من 7 الي 10 ساعات. محمود صاحب ورشة فخار وأحد خريجي مدرسة إيفيلين يقول محمود يوسف صاحب ورشة لصناعة الخزف بالقرية انه يعمل بالمهمة منذ 20 عاما تعلم علي يد إيفيلين مشيرا إلي أنه كان يمر من امام مدرستها في طريقه للكتاب وينظر إليها فاستدعته وطلبت منه أن تعلمه وبالفعل علمته صناعة الخزف والفخار وبدأت احب المهنة وابدعت فيها وكانت إيفيلين تحرص علي اتقاني التفاصيل. ولفت محمود إلي أن إيفيلين كانت تطلب منه أن يستوحي الرسومات علي الفخار من البيئة المحيطة به مثلا أوراق الأشجار والعصافير وغيرها ولم تفرض ابدا شكل او رسم معين كانت تترك مجالا واسعا لابداعنا ولفت محمود إلي أنه بعدما تفوق في المهنة ساعدته إيفيلين في التعرف علي خزافين من خارج مصر وسافر الي فرنسا وعمل فترة هناك كما سافر لعرض منتجاته بالعديد من الدول قائلا "اللي وصلت ليه ولا كان في الأحلام". وأكد محمود أن إيفيلين صاحبة فضل علي كل أبناء قرية تونس وهي التي هيئت الجو لان تكون قرية سياحية وابداعية وهي السبب في إنشاء الفنادق والمطاعم والفيلات في القرية. متحف الكاريكاتير بتونس الوحيد من نوعه بالشرق الأوسط قرية بهذا الإبداع والجمال كان لابد أن تحوي شيئا مميزا ومختلفا انه متحف يمثل كنزا فنيا يحوي في اروقته مئات اللوحات العريقة التي تعبر عن حقب زمنية مختلفة ومتعددة في شكل كوميدي ساخر لفنانين كبار كانت ستختفي اعمالهم لولا هذا المتحف انه متحف الكاريكاتير بقرية تونس الذي انشاه الفنان المصري الشهير محمد عبلة وجمع فيه لوحات نادرة لصاروخان ذ ورخا وغيرهم. يقول إبراهيم عبلة المدير المسؤل بالمتحف المنشئ تحت مسمى مركز الفيوم للفنون أن والده أنشأ المركز عام 2006 ويضم حوالي 500 عمل اصلي لفنانين الكاريكاتير الأصليين مثل سانتيز ورخا وزهدي العدوي وصاروخان وصلاح جاهين والبهجوري. ولفت إلي أن المتحف يقيم مسابقة سنوية بعنوان كاريكاتونس وهي مسابقة دزلية في الكاريكاتير الساخر وأكد إبراهيم ان الكاريكاتير في مصر من الفنون العامة ومصر رائدة فيه علي مستوي العالم. وأكد أن بانوراما العرض بالمتحف تعتمد علي الحقب الزمنية المختلفة بدءا من العشرينات من القرن الماضي وستجد كافة الثورات والأحداث مجسدة علي حوائط قاعات العرض بالمتحف. وشبه إبراهيم المتحف بأنه كتاب تاريخ مفتوح تستطيع من خلاله ان تتعرف علي الناس وعاداتهم وتقاليدهم وملابسهم وفكرهم من خلال اللوحات. وأشار إبراهيم الي انهم كانوا حريصين علي أن يكون كل الفنانين المصريين العظماء في الكاريكاتير لهم لوحات مثل رخا الملقب بابو الكاريكاتير المصري وأعماله المصرية نادرة مشيرا إلي أن والده فنان تشكيلي لكنه يحب الكاريكاتير ويشعر بقيمته ويود الحفاظ عليه لافتا إلي أنه منذ 40 عاما او أكثر يقتني الأعمال المختلفة في هذا المجال وأشار الي أن الأجانب يتعرفوا علي مصر والحركة الثقافية في مصر من خلال زيارتهم للمتحف. ولفت إبراهيم إلي أنه يقام مرسم سنوي جلوي بالمتحف لمدة 6 أسابيع يتم فيهم تبادل الثقافات بين المشاركين والابداع في الرسم والتعرف علي فكر كل رسام مشارك وفقا لدولته، مؤكدا أنه من أهم الفعاليات السنوية بالقرية والكل ينتظره. وأشار إبراهيم ان المتحف من تصميم المهندس عادل فهمي وهو من تلاميذ حسن فتحي المميزين خاصة في طراز العمارة البيئية التي تم إنشاء المتحف وفقا لها وهو منشأ بنظام القبو وبخامات طبيعية. وأكد إبراهيم ان فنان الكاريكاتير المصري زهدي العدوي كان يحلم بعمل متحف للكاريكاتير ولكنه توفي قبل تحقيق حلمه فأهدي والده محمد عبلة المتحف الي روح الفنان الراحل زهدي العدوي ويضم المتحف كافة لوحاته. وعن المهتمين بزيارة المتحف أكد إبراهيم أن الزوار كثيرين والدهشة احيانا ان يتردد أشخاص علي المتحف لا تعتقد أبدا انهم مهتمين بهذا النوع من الفنون ولكن يتضح انهم متابعين ومهتمين به جدا مثل طلاب المدارس وكبار السن الذين يصطحبن احفادهم للمتحف. ماركوس ومريم سبعينيان اقاما مدرسة للطبخ بتونس وحولا حواس من فلاح بالفأس لاشهر صانع بيتزا الشيف ماركوس ايتن سويسري الجنسية يعمل في مجال الطبخ منذ 42 سنة وظل 27 سنة في مصر ومعظم الوقت كان يقيم في الفنادق وآخر 3 أعوام أقام في تونس، وأكتر ما يحبه في مصر الجو المشمس الذي يحرمون منه في أوروبا كما أن اقامة المطاعم والمشروعات هنا سهل مقارنة بأوروبا. يقول الشيف ماركوس أن فكرة الطبخ بدأت معه في انه كان يحتاج الي شراء جهاز منذ سنوات كان يتم لتشغيل شريط الكاسيت وطلب منه والده أن يعمل في مهنة لكسب مال وشراء الجهاز وبدء في العمل في غسل الأواني لدي الجيران ثم بدء الشيف الموجود يطلب منه تقشير البطاطس ثم بدء تعلم قواعد الطبخ خاصة أن الشيف اخبره انه عمل في إنجلترا مع الملكة إليزابيث ففكر ماركوس في انه لو عمل بهذه المهنة ستسمح له بالسفر في دول العالم وأكد انه كان يتم تدريبه بشكل مكثف في الطبخ وعمل أصناف مختلفة في وقت قياسى. ولفت ماركوس إلي أنه عمل بالعيد من الدول حتي أصبح كبير الطهاة وقضي معظم حياته يتعلم شمالا ويمينا الي أن استقر بمصر وتعرف علي مريم التي عرفته علي قرية تونس. وأشار ماركوس الي أنه وجد في تونس بيئة مناسبة لإقامة مشروعه وهو مدرسة تعليم الطهي وإعداد طهاة مهرة قادرين علي المنافسة في سوق العمل. وعن الطعام المصري أشار ماركوس الي أن الطعام المصري لا ياتي ضمن أولوياته في الاطعمة نظرا لاستخدام الثوم بكثافة لافتا إلي أن افضل صنف مصري في الاطعمة بالنسبة له البسبوسة. وقالت مريم زوجة ماركوس وشريكته انها عملت بالصحافة وبمهن مختلفة ثم أحبت ماركوس وأقاما فى تونس وقررا إقامة هذا المشروع التي تري انه مشروع نهاية العمر مشيرة الي انها تساعده في تجهيز المادة العلمية التي يحاضر منها طلابه بالإضافة الي انها مسؤلة عن المطعم. وقال حواس أحد العاملين بمدرسة الشيف ماركوس إنه كان يعمل بزراعة الأرض الزراعية ولا يعرف سوي ان يمسك الفأس والمنجل ولكنه طلب من الشيف ماركوس ومريم تعليمه الطبخ والعمل معهم فأصبح أشهر صانع بيتزا في القرية.

print