أول مسيرات نسائية فى عهد بايدن.. آلاف النساء تتظاهرن بمختلف مدن أمريكا للمطالبة بحماية الحق فى الإجهاض.. ومشاركات يرفعن لافتات "جسدى اختيارى" و"اهتمى برحمك".. ويطالبن المحكمة العليا بإبقاء حكم تاريخى
بايدن ومشاركات فى مسيرات الإجهاض
الأحد، 03 أكتوبر 2021 01:39 م
فى أول سلسلة من المسيرات النسائية فى ظل حكم الرئيس جو بايدن، احتشدت الآلاف من النساء الأمريكيات قرب مقر المحكمة العليا الأمريكية، السبت، فى واشنطن كجزء من احتجاجات فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بمواصلة السماح بالإجهاض فى الوقت الذى قام فيه المشرعون المحافظون والقضاة بفرض قيود على الإجراء.
وبحسب ما ذكرت مجلة "بولتيكو" الأمريكية، فإن المتظاهرات ملأن الشوارع المحيطة بمقر المحكمة، وهتفن "جسدى اختيارى" وصحن بصوت مرتفع على أقراع الطبول.
وقبل التوجه إلى المحكمة، احتشدت المتظاهرات فى ميدان قرب البيت الأبيض، ولوحن بلافتات كتب عليها "اهتمى برحمك"، و"أحب شخصا أجرى عملية إجهاض"، و"الإجهاض خيار شخصى وليس خيارا قانونيا" من بين رسائل أخرى. وارتدت البعض قمصان كتب عليها 1973، فى إشارة إلى حكم المحكمة العليا الأمريكية التاريخى الذى قنن الإجهاض فى هذا العام.
وقالت المنظمات أن مسيرة واشنطن من بين عدة مئات من الاحتجاجات المطالبة بحق الإجهاض فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة يوم السبت. وتأتى المظاهرات قبل يومين من بدء فترة جديدة للمحكمة العليا التى ستقرر مستقبل حقوق الإجهاض فى الولايات المتحدة بعد تعيين قضاة من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، والذين عززوا قبضة المحافظين على المحكمة.
وهتفت المشاركات "العار، العار ، العار" أثناء مرورهن بجوار فندق ترامب الدولى فى طريقهم إلى المحكمة العليا.
وقالت إليكسيس ماكجريل جونسون، رئيسة جمعية تنظيم الأسرة، للحشد المشارك فى المسيرة للمطالبة بالعدالة للإجهاض: "مهما كان المكان الذى تعيشن فيه، ومهما كان المكان الذى جئتى منه، هذه لحظة مظلمة مظلمة، ولذلك نحن هنا اليوم.. ومهمتنا هى تخيل الضوء، حتى لو لم يكن باستطاعتنا رؤيته، مهمتنا هى تحويل الألم إلى هدف، وإلى قوة".
بينما قالت مارشا جونسون، المدير التنفيذى لمركز أفيا لحماية حقوق الإجهاض فى تكساس، أن الإجهاض ليس فقط رعاية صحية، ولكنه، ووفقا لاعتقاد منظمتى، رعاية شخصية.. ليس بإمكانكم أن تخبرونا بعد الآن بما نفعله بأجسادنا".
وتعد تلك أول مسيرات نسائية منذ أن غادر الرئيس السابق دونالد ترامب منصبه يناير الماضى. وكان انتصار ترامب فى انتخابات عام 2016 سببا لتنظيم أول مسيرة نسائية فى مختلف أنحاء البلاد شارك فيها الملايين فى واشنطن وفى مسيرات أخرى، والتى اعتبرت على نطاق واسع أكبر يوم على الإطلاق من النشاط الاحتجاجى فى تاريخ الولايات المتحدة، والذى شهد مشاركة البعض فى احتجاجات لأول مرة، بل وأصبحوا قادة مجتمعيين وسياسيين.
وقبل يوم من المسيرة، حثت إدارة بايدن قاضيا فيدراليا على وقف قانون الإجهاض الأكثر صرامة، والذى يمنع أغلب عمليات الإجهاض فى تكساس، وتم تطبيقه منذ بداية سبتمبر. وتعد ذلك واحدة من حالات كثيرة تمنح أعلى محكمة أمريكية، والمنقسمة بين المحافظين والليبراليين، فرصة لتعزيز أو إلغاء، الحكم التاريخى السابق بتقنين الإجهاض والمعروف باسم "رو ضد وايد".
وإلى جانب الاحتجاج فى واشنطن، قال المنظمون إنهم خططوا لأكثر من 600 تظاهرة عبر البلاد، بما فى ذلك نيويورك. وفى شيكاغو، اجتمعت عدة آلاف فى وسط المدينة. وقالت كاثى فلورا، البالغة من العمر 50 عاما، إن القانون الذى يحظر الإجهاض فى تكساس، دفعها للسفر للمشاركة فى أول احتجاج، وأضافت أنها لم تتصور الوصول إلى تلك النقطة، وأنها كانت تعتقد أن القانون الذى يقنن الإجهاض مفروغ منه.
وفى مدينة سان فرانسيسكو، اجتمعت الآلاف من النساء فى ماركت ستريت بينهن جيسى رينولد، الطالبة التى قالت إنها تأمل أن تشعل المسيرة النساء.
وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن عددا من الرجال شارك فى مسيرات، بينهن عجوز يدعى ديفيد باروز، عمره 74 عاما، والذى حمل لافتة تقول "لو كان بإمكان الرجال الحمل، لكان الإجهاض سرا"، وقال إنه لا يتقبل الرجال الذين يعتقدون أن من حقهم مطالبة النساء بما يجب فعله بأجسادهن.
وكان الرئيس جو بايدن قد أكد من قبل إنه، برغم معارضته الإجهاض بشكل شخصى، إلا أنه يدعم تقنينه باعتباره حرية شخصية. وواجه الرئيس غضب رجال الكنيسة الكاثوليكية المحافظين من قبل، الذين ناقشوا حرمان من يؤيد حق الإجهاض من طقس المناولة المقدس، والذى يعد أحد الشعائر المحورية فى العقيدة الكاثوليكية.