الذكرى 48 لانتصارات أكتوبر.. "انفراد" يلتقى صاحب الرقم القياسي فى قوة تحمل المحاربين.. تاج الدين عدوى حمل مدفع جرينوف وزنه 120كيلو فوق ظهره وصعد به خط بارليف فى المعركة.. عدوى : كانت أسعد لحظات حياتن
المحارب تاج الدين عدوي
الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 01:07 م
ستظل ذكرى حرب أكتوبر وانتصار الإرادة المصرية، خالدة فى ذاكرة الوطن وأبنائه، يتوارثها جيل بعد جيل، ليحملوا فوق أعناقهم حلم الانتصار الدائم، وتلبية نداء الوطن أينما طلب منهم، فقد أكدت حرب 1973 على قوة الإرادة والتحمل والصبر والجلد من أجل تحقيق الانتصار، ولم تكن حرب أكتوبر مجرد انتصارا عسكريا بل أيضا انتصارا معنويا واقتصاديا ليظل التاريخ يكتب عن أسرار تلك الحرب وأبطالها الذين سطروا ملحمة العبور وقهروا خط بارليف الذى كانت تقول عنه إسرائيل أن بارليف لا يقهر، لكن أمام الإرادة المصرية وعزيمة الأبطال أصبح الخط الذى لا يقهر تحت أقدام جنودنا البواسل .
ومن بين هؤلاء الأبطال المقاتل تاج الدين كمال عدوي وشهرته فتحي كمال عدوي ابن محافظة المنيا مركز العدوة والذي ولد في 23/9/1947 ، التحق تاج الدين، بالقوات المسلحة فى 2 ديسمبر 1967، وانضم لسلاح المشاة ضمن أول فريق للقناصة، عقب نجاحه فى تدريبات الرماية، وكان بصفوف الجيش الثالث الميدانى حتى انتصار أكتوبر وخروجه من الخدمة فى مايو 1974.
ذلك المقاتل الذى ذكرته الصحف العالمية أنه صاحب الرقم القياسي فى قوة تحمل المحاربين، اذ إنه حمل الجرينوف على ظهره ويزن 120كيلو، بالإضافة إلى الشدة وتزن 20 كيلو والمهمات وصعد بها 17مترا، خط بارليف بزاوية 90 درجة .
وقال تاج الدين: كانت أسعد لحظات حياتنا، عندما أعلن القائد الساعة 12 ظهرا، بدء التجهيزات استعدادا لعبور القناه بعد ساعتين، وقمنا بإعداد الزوارق، وارتداء الشدة، لنبدأ العبور وسط هتافات مدوية (الله أكبر.. الله أكبر)، وعقب العبور، وأثناء اقتحام خط بارليف، فوجئت بزميلى محمد متخصص مدفعية يطلب منى حمل مدفعه الجرينوف على ظهرى، وحملته بالفعل موجها الدانة للأمام، والعجلتين للخلف، وكانت رحلة شاقة غاصت فيها قدماى فى الرمال، لكن بالإرادة صعدت بالمدفع مسافة طويلة حتى رفعنا العلم على خط بارليف".
وأضاف تاج الدين: تمكنا خلال 6 ساعات من التوغل والدخول مسافات بعيدة فى عمق سيناء، وسط غطاء جوى من الطائرات والصواريخ المدفعية، حتى وصلنا لنقطة التمركز التى طالت حتى الانسحاب الاسرائيلى من نقطه الثغرة، وبدء استبدال القوات، وفى طريق النصر عائدين أقيمت لنا الاحتفالات فى كل مكان، وعندما كنا نشاهد الفرحة كنا نبكى من شدة الفرحة وكنا نسجد فى كل مكان تطأ قدمنا فيه.
ولفت تاج الدين إلى أن لحظة الانتصار ونشوتها جعلت من لحظات الانكسار فى حرب 67 مجرد ذكرى بعد أن تمكنت القوات المسلحة المصرية من الحاق الهزيمة بجيش العدو، خاصة بعد أن تحمل الجميع المرارة والألم فى تلك المعركة.
وقال: تحملنا جميعا ومعنا الشعب المصرى الكثير من الحزن والألم والإهانة من العدو، ونحن فى حالة صمت دون الخروج عن برنامج إعداد وبناء الجيش، ونقل صورة للعدو عن عجزنا عن خوض الحرب، استعدادا لعنصر المفاجأة والثأر للكرامة، طوال 6 سنوات من تدريبات السلاح، والصبر، والقوه البدنية من خلال اختراق الضاحية اليومية لمسافات طويلة.
وأضاف تاج الدين أن لحظة الانتصار لا تصفها كلمات مهما أقول عن الفرحة التى غمرت الجميع لا أستطيع وصفها، وقال إن أول من رفع علم مصر على خط بارليف كان بجوارى لكنه لم يمسك بالعلم كثيرا وأصابته طلقة من طلقات العدو استشهد على إثرها مباشرة .
وتابع: حتى زميلى الذى حملت عنه الجرينوف أيضا استشهد فى المعركة، بعد أن أعطيته له بعد صعود خط بارليف، وكنا جميعا نردد بسم الله الله اكبر، وهذا كان شعار المعركة الله اكبر كنا نرددها ونحن فى مياة قناة السويس .
وعن حملة الجرينوف قال: كان زميلى بجانبى يحمل المدفع وخط بارليف بزاوية قائمة خشى أن يسقط به فطلب منى حملة عنه وبالفعل حملته عنه وصعدت به ما يزيد عن 20 مترا، وكان وزنه 120 كيلو، وبعد أن صعدت بارليف سلمته له مرة أخرى لكنه توفى بعدها بطلقات من رصاص العدو .
وتابع: كنا جميعا فى هذه الحرب ملتزمين بالصوم ورفضنا الافطار، وكانت عزيمتنا وعقيدتنا واحدة، فقد كان الجميع فى القوات المسلحة وقت الحرب فى منتهى السعاده وكأنه يوم زفافه، ورغم أن كثير منا قضى وقت طويل فى القوات المسلحة حتى أعلنت الحرب، وأنا منهم قضيت 9سنوات بالقوات المسلحة، إلا أن لحظة الحرب عندما جاءت كأننا ولدنا من جديد وعندما سمعنا الحرب رددنا الله أكبر، الله أكبر .
وقال تاج إن ذكريات العبور لا تنسى، وتحديدا الساعة 2 ظهرا، والتى كانت بداية الحرب، فى هذه الساعة جاءتنا التعليمات أن نستعد وأن يرتدى كل واحد الشده الخاصة به وبالفعل لبسنا الشده ونفخنا القوارب وانطلقنا فى مياة قناة السويس ونحن نردد الله أكبر الله أكبر، وكنا فى ذلك اليوم صائمين ولم نشعر وقتها بشيئ سوى فقط كيف نثأر ونحقق الانتصار وعبرنا خط بارليف وكانت لحظة لا توصف ابدا .
أما أحمد تاج الدين نجل المقاتل تاج الدين قال: فخورين جدا بوالدنا وانه يسعد عندما يرى أن الناس لا تزال تتذكر حرب وانتصار أكتوبر العظيم"، ولفت إلى أن والده وبعد تقدم العمر لازال يتذكر الكثير من المعركة وأحداثها كما أنه يتذكر القائد ولحظة بدء المعركة ولحظة العبور المجيد .