يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للغة العربية، ولا يمكن لشخص أن ينكر أن اللغة العربية من أكثر اللغات التي تأثرت سلبيا بسبب السوشيال ميديا، حيث ظهرت مصطلحات جديدة، وهو ما يمثل تحذير شديد من طمس لغتنا العربية، وربما كان ذلك دافعا لعدد من أعضاء مجلس النواب للتقدم بمشروع قانون لحماية اللغة العربية، خاصة أن الدستور المصري نص في مادته الثانية على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في جمهورية مصر العربية، تدوينا ولفظاً.
وقد بدأت اللجان النوعية المعنية بمجلس النواب في مناقشة مشروع القانون المقدمين من النائب منى عمر وسولاف درويش في هذا الشأن، ويتضمن مشروع القانون 26 مادة، أهمها المادة رقم 8 والتي تنص على أن: "يكون اجتاز امتحان اللغة العربية شرط أساسي للتوظيف في الحكومة ويمنع من التوظيف من لا يحمل شهادة اجتياز امتحان اللغة العربية".
بينما تنص على المادة رقم 2 على الوزارات والمحافظات والمصالح الحكومية وما يتبعها من شركات ومؤسسات عامة وخاصة وغيرها من المنشآت التابعة للدولة أن تستعمل اللغة العربية وإذا اضطرت إلى استعمال لغة أخرى عليها أن ترفق بها الترجمة الصحيحة إلى العربية.
وتنص المادة 3 على :"أي إعلان ينشر أو يبث في أي مكان أو على وسائل النقل يجب أن يكون باللغة العربية" فيما تنص المادة 4 على :"أي أفلام أو مسلسلات ناطقة بغير العربية يجب أن تصحبها ترجمة عربية صحيحة مكتوبة أو منطوقة، بينما تنص مادة 5 على :" يجب أن تكتب العلامات التجارية باللغة العربية حتى يتم تسجيلها وإذا لم تكتب باللغة العربية يمنع تسجيلها"
وقد تضمن مشروع القانون في المادة 6 عقوبات مغلظة بهدف حماية اللغة العربية من الاندثار، حيث تلتزم وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة باستخدام اللغة العربية الفصحى في كل برامجها، وفي حال عدم الالتزام يعاقب المسؤولون عنها بعقوبة الوقف لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، ولا تزيد عن خمسين ألف جنيه.
وفي هذا السياق قالت النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب ومقدمة مشروع قانون حماية اللغة العربية، إن اللغة العربية لغة فريدة وتتمتع بقدر كبير من القدسية فهي لغة القرآن الكريم، بالإضافة إلى أنها لغة ثرية بالمعاني والمترادفات، وتأتي ضمن اللغات الخمس الأكثر انتشارا في العالم، وهو ما يتطلب حمايتها من التهديدات التي تواجهها.
وأشارت "عمر" في تصريح لـ "برلماني"، إلى أن السوشيال ميديا ساهمت بشكل كبير في ظهور مفردات جديدة والتي تحمل مزيجا من العربية واللاتينية، وقواعد مستحدثة، والتي عرفت بلغة "الفرانكو"، وهو ما يمثل تهديد للغتنا العربية، وطمس لثقافتنا وتراثنا وهويتنا خاصة مع تهميش اللغة العربية داخل المدارس، وأصبحت لافتات المحلات والإعلانات أيضا بلغات أجنبية.