أعربت شخصيات دولية عن إعجابها الشديد بمنتدى شباب العالم الذى انطلقت فعالياته في نسخته الرابعة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفين إياه بالمنصة التي تبث السلام والتناغم، معتبرين أن فعاليات المؤتمر فرصة هائلة لتبادل الخبرات وخلق مستقبل أفضل.
معا نعمل على بناء المستقبل
رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبيريسوس، قال إن معظم سكان العالم يتكونون من شباب دون سن الثلاثين، متابعا: "المستقبل بين أيديهم، وأمامهم تحديات اليوم والغد بما ذلك التغير المناخى والتلوث والصحة وغيرها"، وقدم التحية باللغة العربية: "السلام عليكم وحمة الله وبركاته"
وأضاف خلال كلمة مسجلة في افتتاح منتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته وعدد من ضيوف مصر: في المنظمة نحرص على دعم الشباب، وتم إنشاء مجلس الشباب التابع للمنظمة لنتأكد من انخراط الشباب، الشباب من خلال خبراتهم من دول مختلفة جزء لا يتجزأ من هذه الشباب، متابعا: "على الرغم من الشباب لم يتأثروا كثيرا بجائحة كورونا، إلا أن هناك قطاعات تأثرت مثل الصحة والتعليم والوظائف، وبالتالي علينا أن يكون عام 2022 هو عام القضاء على الجائحة، وتوجيه النمو والتقدم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء الشباب حتى يكون لهم دورا محورا في بناء المجتمعات.
وتابع رئيس منظمة الصحة العالمية: "منتدى شباب العالم فرصة هائلة لتبادل الخبرات.. وخلق مستقبلا أفضل وصحة.. ومعا نعمل على بناء المستقبل".
فرصة للوصول إلى الحلول
أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، قال إن الأزمة الصحية النفسية أثرت كثيرا على الشباب، ولكن الشباب قاموا في الوقت نفسه بتعزيز جهودهم، فهم في الشوارع وعلى الانترنت يدعون إلى التغيير ويطالبون بالمساواة والسلام والعدالة والتصدي لأزمة تغير المناخ، ويؤازرون بعضم بعضا داخل احيائهم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف جوتيريس في كلمة موجهة إلى منتدى شباب العالم،:قام الشباب بتقديم أفكار وحلول تساعد المجتمعات المحلية في كيفية إعادة البناء والخروج من الجائحة وهى في حالة أقوى.
وأضاف: يذكرنا موضوع مؤتمر الشباب مما نعود عالم ما بعد جائحة كورونا، وأن بناء مستقبل أفضل يبدا اليوم، لذلك أتوجه إلى الشباب الذين يحضرون في هذا المنتدي واصلوا الحديث واستمروا في تبيان الحلول والإجراءات التى نحتاجها لتحقيق التعافي، واتوجه إلى القادة ومقررى السياسيات الذين انضموا للمنتدي استعينوا بالشباب حين نظركم في أساليب تحقيق التعافي.
منصة تنشر السلام والتناغم
بينما أعربت جاياثما ويكراماناياكي، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، عن سعادتها الغامرة بانضمامها لمنتدى شباب العالم، قائلا: إنه من دواعي سرورى أن انضم إليكم في هذا المنتدى، وهذه الفعاليات التي تعمل على نشر السلام والتناغم.
وأضافت في رسالة مسجلة إلى منتدى شباب العالم، أن الأمم المتحدة وضعت أول منظومة استراتيجية للمنظمة تعني بحقوق الشباب في كل أنحاء العالم.
ووجه ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية على الدعوة الكريمة للمشاركة في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، مؤكدا أن مجموعة البنك الدولى ملتزمة بخلق واستدامة المساحات لتبادل الأفكار مع الشباب خاصة في الموضوعات الملحة التي تواجه الجيل الجديد.
أضاف في كلمة مسجلة عرضها منتدى شباب العالم أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل ضيوف المنتدى بمدينة شرم الشيخ، أن هناك قدر هائل من التحديات تواجه المجتمعات، والشباب يلعب دورا هاما في القضاء على الفقر وتعزيز المساواة بين الجنسين وقيادة التنمية، متابعا: "جائحة كورونا أدت إلى تعطل غير مسبوق في حياتنا وأعمالنا، وهذه الأزمة لم تختص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، والتي تحظى بقدر أكبر من الشباب بين كافة أرجاء العام، إلا أن الجميع ولاسيما النساء تأثروا بشكل كبير، فيما يتعلق بفرص العمل والمشاركة في سوق العمل، وأيضا الشمول الاجتماعي كما أثر بشكل كبير على القدرة على إيصال البرامج التعليمية".
وأكمل: "قدرنا في تقاريرنا التي صدرت في شهر ديسمبر مع اليونسكو واليونيسف، أن هذا الجيل من الطلبة في كافة أنحاء العالم، يخاطر ويغامر بخسارة 70 تريليون دولار من إجمالي الناتج المحلي العالمي كنتيجة لإغلاق المدارس بفعل جائحة كورونا، العائق الأكبر أمام الشاب للحصول على فرص التنمية الاقتصادية في المنطقة كعدم قدرة الاقتصاد على استيعاب قوة العمل من الشباب وتوفير فرص عمل أفضل لهم، بناء على الأنماط الديموغرافية، و300 مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيطلبون فرص عمل بحلول عام 2050، ويجب تمكين سوق العمل من أن يوفر لهم فرص مستدامة وأفضل ويجب أن نقلل من العوائق الاجتماعية والاقتصادية وأن نعزز من البيئة التشريعية للعمل".
وأردف: "يجب أن نستفيد من التكنولوجيا الرقمية التي تمكن رواد الاعمال الشباب من أن يكونوا منتجين وأن نعزز من الشمولية الاجتماعية، وأن نعزز الشباب على الصمود في البيئات الهشة وأن نوفر الخدمات، وكلها أمور في غاية الأهمية في بناء الصمود والقدرة على التعافي، والاقتصاد الأخضر من شأنه أن يوفر المزيد من فرص العمل للشباب، ونحن ملتزمون في خطة العمل الخاصة بالتغير المناخي أن يكون لنا دور هائل في شمولية المناخ مع العمل، وأن يكون ذلك من خلال نشر عدة أولويات، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لها أن تستفيد الاستفادة الأكبر كونها المنطقة الأكثر ندرة في كافة أرجاء العالم، وذلك من خلال بناء القدرة على الصمود للصدمات وأن يكون هناك فرص اكبر للشباب كي تظل هذه المنطقة في الصدارة للمنافسة".
وأشار إلى أن الأجيال الشابة لديها مسئولية بشكل بناء في عملية صنع القرار التي تمسهم، متابعا: "أنا وزملائي في مجموعة البنك الدولي نتطلع للانخراط في مناقشات معكم بهذا الصدد".
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من منتدي شباب العالم، اليوم بشرم الشيخ، بمشاركة عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم.
ويعقد منتدى شباب العالم خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022 تحت شعار "العودة معا"، بمشاركة شباب من 196 دولة بالعالم.. ويعد حدثا سنويا عالميا يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانطلق عبر 3 نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، حيث تم استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأعلنت إدارة المنتدى عن أجندة النسخة الرابعة التي تضم عددا من القضايا والموضوعات الحيوية التي تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) التي أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع، كما تنطلق جميع الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، وهي "السلام والإبداع والتنمية".
وتطرح أجندة المنتدى قضايا متنوعة أخرى تتضمن جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، وكذلك يركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.