أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه بحث مع نظيره الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون، آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية حيث توافقا في الرؤى، على أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك، بما يهدف إلى صون الأمن القومي العربي، وحماية وحدة وسيادة مقدرات الدول العربية، معربًا عن خالص تمنيات مصر للجزائر الشقيق، بالتوفيق والنجاح في رئاسة القمة العربية المقبلة.
كما بحثا آخر تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته في دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون بقصر الاتحادية اليوم، الثلاثاء.
وأوضح الرئيس السيسى، أنهما تناولا مستجدات الأزمة الليبية حيث توافقا في الرؤى، على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب بدون استثناء،وفى مدى زمني محدد تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات مساري باريس وبرلين وبما يعيد ليبيا إلى الليبيين، ويحقق وحدتها وسيادتها واستقرارها.
كما تناولا قضية الأمن المائي المصري، كونه جزءًا من الأمن القومي العربي وتوافقنا على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر، باعتبارها قضية مصيرية، حيث ثمن الرئيس "تبون" من جانبه، الجهود التي تبذلها مصر، للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف، بشأن قواعد ملء وتشغيل "سد النهضة".
كما اتفقا على تعزيز جهودنا على الساحة الإفريقية، في ظل الدور المهم، الذي تضطلع به كل من مصر والجزائر في هذا الشأن واستمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الإفريقي ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن، والتنمية في القارة الإفريقية بما يمكنها من تجاوز أي تحديات تواجهها وتحقيق الرخاء والاستقرار، لسائر أبناء قارتنا الإفريقية.
وقال الرئيس السيسى :"إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بأخي فخامة الرئيس "عبد المجيد تبون" في أول زيارة رسمية له، إلى بلده الثاني "مصر" متمنيًا له إقامة طيبة وأغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن تقدير مصر البالغ، للروابط التاريخية العميقة، التي تجمعها مع الجزائر في ظل علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، ووحدة مصيرهما وأهدافهما المشتركة".
وأضاف:"لقد أجريت اليوم مع الرئيس "تبون"، مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين وقد عكست المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات آخذًا في الاعتبار التحديات المشتركة، التي تواجه مصر والجزائر، ومنها تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون مفهوم الدولة ودور مؤسساتها الوطنية".
وأكد الرئيس السيسى أنهما توافقا على ما يلي:
تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وتذليل أية عقبات في هذا الخصوص بما يحقق أهداف التنمية الشاملة في البلدين، ويعظم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
توجيه الأجهزة المعنية في البلدين، بسرعة بدء إجراءات الإعداد لعقد الدورة المقبلة، لكل من اللجنة العليا المشتركة، وآلية التشاور السياسي بما يخدم جهود دعم العلاقات، وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين، وتعزيز أطر التعاون والتنسيق، إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
استمرار التعاون المكثف، في مجال مكافحة الإرهاب، بكافة أشكاله وصوره وضرورة تبني المجتمع الدولي، لمقاربة شاملة للتصدي للإرهاب بمفهومه الشامل، ومختلف أبعاده إلى جانب مواصلة مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية، بدون استثناء أو تفرقة وتكثيف الجهود لتقويض قدراتها، على استقطاب أو تجنيد عناصر جديدة، وتجفيف منابع تمويلها، مضيفًا:"وقد ثمنت في هذا السياق، جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، في ظل التحديات بتلك المنطقة".
وفي ختام كلمته قال الرئيس السيسى للرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون":(لقد أسعدني لقاؤكم اليوم وإنني لأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويلبى تطلعاتهما متمنيًا للجزائر الشقيق، كل الخير والاستقرار والرفاهية.. تحت قيادتكم الحكيمة وأجدد ترحيبي بكم، في بلدكم الثاني "مصر")