بينما تطرق القوات الروسية أبواب العاصمة الأوكرانية كييف عقب 48 ساعة من بدء العملية العسكرية، بدأ خيار المفاوضات يلوح فى الأفق بين الطرفين مع اقتراب تحقيق الأهداف التى حددتها موسكو لعمليتها العسكرية.
وخلال الساعات الماضية وفى حين يستمر القصف الروسى أعرب الطرفان عن رغبتهما فى التفاوض حول الأزمة، ولكن لازال هناك خلاف حول أسس التفاوض ومكان إجراؤها.
وجاءت مبادرة طلب التفاوض من قبل الرئيس الأوكرانى الذى تشهد بلادة خسائر متتالية أمام القوات الروسية، فضلا عن شكوته علنا من تخلى الدول الأوروبية وأمريكا عنه فى وقت الحرب، مؤكدا أن الجميع تركوا بلاده وحدها فى مواجهة روسيا، مما يجعل من المفاوضات حلا وحيدا.
وقال التليفزيون الصيني، إن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن، أبلغ نظيره الصيني شي جين بينج، استعداد روسيا للتفاوض مع أوكرانيا والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذى دعا نظيره الروسي للجلوس على مائدة المفاوضات بعد أن نفذت موسكو عمليات عسكرية طالت العاصمة كييف.
ومثل مكان المفاوضات خلافا بين الطرفين فبينما اعربت بيلاورسيا عن استعدادها لاستضافة المفاوضات، اعتبرت كييف أن بيلاروسيا مكانا غير محايد فى الأزمة بعد مساندتها للعملية العسكرية على كييف.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، التوسط لإجراء مفاوضات في القدس بين أوكرانيا وروسيا.
وتم تقديم الطلب خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسين اليوم الجمعة، وفقًا للسفير الأوكراني لدى إسرائيل، يفجن كورنيتشوك.
وقال كورنيتشوك أن أوكرانيا ستشعر براحة أكبر في التفاوض في إسرائيل أكثر من بيلاروسيا، مشيرًا إلى أن إسرائيل حليف وثيق للكرملين وموقع محادثات السلام السابقة، كما أنها «طرف أكثر حيادية»، وفق قوله.
وقال نائب البرلمان الأوكراني نيستور شوفريتش إن كتلة حزبه المعارض في البرلمان أقنعت الرئيس فلاديمير زيلينسكي بضرورة التفاوض مع روسيا حول التزام أوكرانيا الحياد، مقابل ضمانات أمنية.
وحسب وكالة نوفوستي قال النائب عن حزب المعارضة "فصيل الحياة" :"لقد تمكنت أنا ورفاقي من إقناع زيلينسكي بإطلاق مفاوضات مع روسيا من أهم نقاطها الحياد المحتمل لبلادنا مقابل ضمانات أمنية. وينبغي على أوكرانيا وروسيا البدء في الحديث. فلنأمل أن هذا الكابوس سينتهي في الأيام القادمة".
كما دعا النائب الأوكراني إيليا كيفا إلى استقالة الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي وأعضاء الحكومة وحل البرلمان وبدء المفاوضات مع روسيا.
وقال كيفا وهو نائب عن حزب (المنصة المعارضة من أجل الحياة) لقناة 112 التلفزيونية : “علينا اليوم تشكيل فريق تفاوضي ذي خبرات ووزن في المجتمع كي يجلس إلى الطاولة ويبحث عن حلول وسط لأن الحرب لا جدوى منها وقد خسرناها فالدبابات الروسية دخلت كييف ومواصلة الحرب تعني هلاك رجالنا”.
وأعرب النائب المعارض عن قناعته بأن الخطوة الأولى إلى إنهاء الحرب هي استقالة زيلينسكي وأعضاء الحكومة وحل البرلمان أما الخطوة الثانية فهي بدء المفاوضات مع روسيا.
وبدأت وحدات من القوات المسلحة الروسية عملية عسكرية في أوكرانيا أمس تلبية لطلب جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين لإنهاء اعتداءات القوات التابعة للنظام الأوكراني عليهما.
وفى المقابل عبر برلمانى روسى عن انفتاح روسيا الدائم على الحوار بشأن القضايا الأمنية شرط أن يكون الحديث بناء وأن تستمع الأطراف إلى بعضها البعض.
وقال ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي في حديث لوكالة تاس اليوم “إن روسيا دائماً تفضل الحوار ولا سيما في القضايا الأمنية، إلا أنها ترى حائطاً فارغاً فيما يتعلق بمبادراتها".
وأشار إلى أن كل ما يحدث الآن هو نتيجة سياسة الاحتواء وتنامي الهيمنة الغربية، وأضاف قائلا :"لذلك خرجنا من التفاوض ونحن ندعو إلى مفاوضات بناءة حيث تستمع الأطراف إلى بعضها البعض وتكون مستعدة للتوصل إلى تسويات”.
وأضاف سلوتسكي “كنا وما زلنا نؤمن بأن جميع القضايا يجب أن تحل بالطرق الدبلوماسية وليس عن طريق فرض العقوبات الاحادية غير القانونية”.