مع تفاقم أوضاع الحرب في العاصمة "كييف"، انفتح ملف دراسة المصريين في الجامعات الأوكرانية في غير وقته، وبينما اقتفى آلاف الطلاب المصريين آثار حلمهم - أو حلم ذويهم - جواً إلى أوكرانيا، تحت عنوان "أدرس الطب بأقل تكلفة وأعلى جودة"، اصطدموا الآن بمشكلات لا أول لها أو آخر لدى العودة القاهرة.
ومع إعلان الجامعات الأوكرانية توقف الدراسة إلى حين عودة الهدوء، ليجد 3220 طالبا مصريا أنفسهم أمام مصير ومستقبل مجهول، لا بأس لهم به ولا قوة، وهؤلاء الطلاب معظمهم في اختصاصي الطب والهندسة.
وزارة التعليم العالي، حتى الآن ما زالت تترقب المشهد، وتؤكد دراستها لكافة السيناريوهات، حيث قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة، إن الوزارة منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، تتواصل مع المكاتب الثقافية في الخارج وسفير مصر لدى أوكرانيا وأعضاء السفارة، مشيرًا إلى أنها أطلقت منصة إلكترونية لتسجيل طلبة الإشراف العلمي في أوكرانيا.
وأشار إلى أن 2400 طالب مصري يدرسون في القطاع الطبي، بينهم 1584 في الطب البشري وحده، لافتًا إلى التواصل مع وزاتي الهجرة والخارجية؛ لإدارة الأزمة وضمان الأمان والسلامة لجميع الطلاب المصريين في أوكرانيا.
وعن مصير الطلاب، أكد أن الوزارة تدرس كل السيناريوهات، ولكن الطلاب لا يمتلكون وثائق تفيد بمستواهم الدراسي وعدد الساعات المعتمدة التي قضوها، فضلًا عن تباين السنوات الدراسية لهم، معقبًا: "المناهج العلمية أو الدراسة تختلف في كلية لكلية داخل مصر، فما بالك ما بين دولة إلى دولة أخرى".
نواب البرلمان، استخدموا أدواتهم البرلمانية من أجل مصير الطلاب العائدين من اوكرانيا، فبعضهم اقترح عقد الامتحانات بالكليات المختلفة داخل مصر تحت اشراف السفارة الأوكرانية، فيما طالب البعض الآخر بإلحاقهم بالجامعات المصرية.
بيان عاجل
النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أعلن تقدمه ببيان عاجل لبحث مستقبل الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا.
وطالب عضو مجلس النواب، في تصريح خاص، بضرورة توفيق أوضاع المصريين العائدين من أوكرانيا واستكمال دراستهم في مصر، مشددًا على ضرورة بحث الآليات التي تضمن خروج الطلاب المصريين من أوكرانيا بطريقة أسرع ونقلهم إلي مصر.
الدراسة أون لاين أم معادلة أم تنسيق الثانوية
كما أكد النائب محمود عصام موسي عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح والتنمية، ضرورة التعامل العاجل مع الطلبة العائدين من أوكرانيا للحفاظ على مستقبلهم التعليمي.
وقال النائب محمود عصام موسي، في تصريح خاص، إنه سيتم مناقشة الأمر مع الحكومة خاصة أن الجهود التي تمت خلال الساعات الماضية، كانت من أجل إعادتهم فى المقام الأول والأخير حفاظا عليهم وهو أمر كان يشغل جميع المصريين، وتم بحمد الله إجلاء الكثير من الرعايا المصريين من دول الجوار لأوكرانيا وعاد الكثير منهم حتى الآن ولا تزال الجهود قائمة لإعادة باقي الرعايا.
وواصل: "سنطلب من لجنة التعليم إثارة هذا الملف والنقاش مع الحكومة للتوافق على خطة واضحة بشأن مستقبل الطلاب خاصة أن الأمر معقد جدا، وأتصور أن المقترح الأول سيكون هو استكمال الطلاب للدراسة والامتحان أون لاين مع جامعاتهم بأوكرانيا".
وأشار إلى أن المقترح الثاني سيكون استكمال الدراسة في الجامعات المصرية، لكن بضوابط وقواعد مكتب التنسيق التي أقرها في سنة الحصول على الثانوية العامة، مثلما حدث إبان تدهور الأوضاع في السودان وعودة الطلاب للبلاد، ولكن هذا الأمر مثل إشكالية كبيرة ولم يتقدم أى من الطلاب حيث يرشح الطلاب إلى كليات تناسب مجموعهم في الثانوية، والاقتراح الثالث سيكون من خلال المعادلة.
يواجهون ظرف استثنائي
فيما قال النائب سيد شمس الدين، عضو مجلس النواب، إن الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا يمرون بظروف خاصة واستثنائية في ظل الحرب الروسية الدائرة الآن.
وأوضح عضو مجلس النواب، في تصريح خاص، أن هؤلاء الطلاب يمرون بمرحله استثنائية وظروف صعبه للغاية خارجة عن إرادتهم وتتعلق بمستقبلهم التعليمي، والبرلمان يقف دائمًا مع المواطن في كل الظروف سواء كانت ظروف عاديه أو استثنائية، ولابد من وزارة التعليم والتعليم العالي، أن يعطوا الفرصة بأولويه مطلقه لهؤلاء الطلبة لاستكمال دراستهم في وطنهم مصر.
وواصل:" لا بد من توفير كافة سبل التعاون معهم ومد يد العون وتذليل كافة الصعوبات التي يمرون بها، من أجل عدم ضياع العام الدراسي عليهم خاصة أن ظروف الحرب هي التي أجبرتهم علي ذلك".
واثقون في الدولة
كما أكد النائب مجدى ملك، عضو مجلس النواب، ثقته في الدولة والقيادة السياسية لاتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ لأبنائنا الطلاب بأوكرانيا حقوقهم كامله فى استكمال الدراسة بمصر، حال عودتهم واستمرار ظروف الحرب.
وقال عضو مجلس النواب، في تصريح خاص، إن الظرف الذى حال دون استكمال دراسة الطلاب المصريين بأوكرانيا طارئ وخارج عن إرادتهم، وقد تم التواصل من عدد كبير من نواب الشعب مع جهات الاختصاص لدراسة حل عاجل يحقق لهم الاستقرار في إطار المسؤولية المجتمعية للحكومة.
تقدم النائب طارق الخولى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بطلب إحاطة بشأن تسوية أوضاع الطلاب العائدين من أوكرانيا، حيث إن حوالي 3220 طالبًا مصريًا يواجهون مستقبلًا مجهول حول كيفية استكمال دراستهم الجامعية، وذلك فى ظل التطورات الراهنة فى أوكرانيا مما يُشكل صعوبة العودة إلى الجامعات مرة أخرى.
علاوة على ذلك، فإن الوضع معقد لعدد كبير من الطلاب الذين لم يتمكنوا من الحصول على أوراق رسمية تُفيد بإنهم مقيدين فى جامعات أوكرانية.
كما أنه لا توجد معالجة واضحة لمصير دراستهم، خاصة أن هناك احتمالية بعدم القدرة على استكمال الدراسة عبر الإنترنت بسبب الوضع الجاري فى أوكرانيا، كذلك فإن هناك حالة من عدم اليقين حول ما إذا كان الحل هو اللجوء إلى معادلة الشهادات الجامعية أم أن عليهم استكمال الدراسة فى جامعات مصرية.
يجدُر الإشارة إلى أن العديد من الطلاب لن يتمكنوا من استكمال نفس مجالاتهم الدراسية حيث أن مجموعهم الدراسي أثناء الثانوية العامة لا يتسق مع قواعد وضوابط مكتب التنسيق التي أقرها.
وطالب النائب طارق الخولى وزارتي التعليم العالي، والهجرة وشئون المصريين في الخارج، التنسيق العاجل فيما بينهم لوضع استراتيجية حاسمة لمصير هؤلاء الطلاب، ووضع كافة الحلول التي من شأنها الحرص على مصلحتهم وأيضًا، فإنه يجب العمل على وضع رؤية شاملة لمصير طلاب المصريين في الخارج في حالة حدوث حروب، انتشار الأوبئة، وخلافه. على أن يحال طلب الإحاطة إلى اللجنة المختصة بالمجلس للمناقشة نظرا لأهمية الموضوع.