هدوء حذر يسود غالبية الأراضي الأوكرانية بعد دخول الهدنة بين القوات الروسية والأوكرانية حيز النفاذ، رغم ما تسللها من بعض الخروقات، أعقبه بطبيعة الحال زيادة في حركة النزوح واللجوء إلى دول الجوار الأوكراني، أو إلى المقاطعات الروسية التي تشرف علي الممرات الآمنة التي تم تدشينها.
وعلي مدار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، والتي انطلقت منذ 24 فبراير الماضي ، بدأت أوروبا في استقبال أمواج من اللاجئين ، وسط أزمة إنسانية مرشحة للتفاقم وحالة من الارتفاع أصابت سوق النفط العالمية ، قادت بدورها لموجة غلاء متفاوتة في عدة دول.
حالة النزوح واللجوء الدائرة في الداخل الأوكراني ودول الجوار وصفها المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي بـ"موجة اللجوء الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية"، وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أوروبية : أكثر من 1.5 مليون شخص غادروا أوكرانيا في أحد عشر يومًا من الحرب ولجأوا إلى إحدى الدول المجاورة وغيرها في أوروبا، وبولندا وحدها استقبلت حوالى مليون لاجئ، .. نحن نواجه أسرع أزمة لاجئين متنامية منذ الحرب العالمية الثانية".
وتابع جراندي : تم تسجيل حوالي 55% من اللاجئين في بولندا المجاورة ، و 12% في المجر و 8% في مولدوفا، كما استقبلت سلوفاكيا حتى الآن 7% من الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا ورومانيا 5% ، وانتقل حوالي 9% من اللاجئين إلى دول أخرى في أوروبا ليست جيرانًا لأوكرانيا.
ومع احتدام المعارك التي اندلعت 24 فبراير الماضي، حاول الاتحاد الأوروبي التدخل لوقف القتال عبر حزم عقوبات متتالية تم فرضها بجانب الولايات المتحدة علي أشخاص وكيانات ومؤسسات روسية ، تلتها إلغاء اشتراطات الدخول أمام الأوكرانيين ، حيث أسقطت ألمانيا اشتراط الحصول علي تأشيرة ، مع السماح بالإقامة علي أراضيها لمدة 90 يوماً دون فيزا شريطة أن يحمل الأوكرانيين جواز سفر إلكتروني، فيما اسقطت دول عدة شرط حيازة جوازات السفر للاجئين الأوكرانيين.
وفي موسكو ، جدد الكرملين شروطه لوقف العملية العسكرية في أوكرانيا ، حيث قال المتحدث ديمتري بيسكوف في تصريحات نشرتها وكالة رويترز إن العمليات ستتوقف في أي لحظة إذا استجابت كييف للشروط الروسية ، ولا بد أن تعدل أوكرانيا الدستور، وتنبذ أي مطالب بالانضمام لأي تكتل، أما الشرط الثاني ـ بحسب بيسكوف ـ فهو وقف العمليات العسكرية الأوكرانية تماما، واعتراف أوكرانيا بأن شبه جزيرة القرم، أرض روسية، كما عليها الاعتراف بدونيتسك ولوجانسك كدولتين مستقلتين.
وتتأهب أوروبا لسيناريوهات مؤلمة جراء الحرب الأوكرانية ، حيث قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إن من المتوقع فرار ما يصل إلى 5 ملايين أوكراني من بلادهم، إذا واصلت روسيا القصف، داعياً إلى حشد كل الموارد لدعم الدول التي ستستقبل اللاجئين.
ومع استمرار توافد الأوكرانيين الهاربين من المعارك علي دول الجوار الأوكراني ، نشبت بوادر أزمة سياسية بين فرنسا والمملكة المتحدة بسبب اللاجئن ، حيث أعلنت بريطانيا أنها لا تستطيع فتح أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين، وهو ما دعا فرنسا إلى اتهامها بالافتقار إلى الإنسانية.
وقال وزير العدل البريطاني دومينيك راب لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الأحد: "إذا فتحنا الباب ببساطة، فلن نفيد الأشخاص الذين يجب أن نفيدهم، كاللاجئين الحقيقيين، وأعتقد أننا سنقوض أيضاً الدعم الشعبي.. يجب أن نسعى إلى دعم المحتاجين إلينا فعلياً".
وانتقد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان موقف لندن، وقال في رسالة إلى نظيرته البريطانية بريتي باتيل، إن "الرد غير الملائم تماماً للندن ويفتقر للإنسانية تجاه لاجئين أوكرانيين تمت إعادتهم إلى كاليه.
وحاول نحو 150 أوكرانياً الالتحاق بعائلاتهم، بعدما فروا من المعارك في بلادهم ولكن طلبت منهم السلطات البريطانية العودة والذهاب إلى باريس أو بروكسل، للحصول على تأشيرات في القنصليات، بحسب رسالة الوزير الفرنسي التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.
ميدانيا ، قالت وزارة الدفاع الروسية إن العملية العسكرية الخاصة أسفرت حتى الآن عن تدمير 3296 منشأة عسكرية، مشيرة إلى أن القوميين الأوكرانيين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية في مدينة ماريوبول.
وأضافت وزارة الدفاع في بيان اليوم الاثنين، عن سير العملية الخاصة في أوكرانيا، أن المتطرفين القوميين استخدموا حوالي 150 مدنيا أمس الأحد، كدروع بشرية في مدينة ماريوبول، وفتحوا النار على قوات جمهورية دونيتسك الشعبية من خلفهم.
كذلك أعلنت الوزارة أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 3 طائرات من نوع "سو-27" في منطقة بولتافا، وطائرة "سو-25" في منطقة جوستوميل وطائرتي هليكوبتر من طراز "مي-24" في منطقة ماكاروف، بالإضافة إلى 8 طائرات بدون طيار تابعة للقوات الأوكرانية.