الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 06:04 ص

"قضية الوعى" على طاولة الشيوخ.. مطالبات بإطلاق استراتيجية وطنية للتصدى للغزو الفكرى.. وتحذير من استهداف الشباب عبر السوشيال ميديا

"قضية الوعى" على طاولة الشيوخ.. مطالبات بإطلاق استراتيجية وطنية للتصدى للغزو الفكرى.. وتحذير من استهداف الشباب عبر السوشيال ميديا مجلس الشيوخ - صورة أرشيفية
الإثنين، 14 مارس 2022 03:04 م
كتبت نورا فخرى
فتح مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إحدى علي طاولته إحدى قضايا الساعة، حيث الوعي والانتماء في ضوء طلب المناقشة المُقدم من النائب طارق نصير وأكثر من عشرين عضوا بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول استعادة واستدامة الوعي الوطني في نطاق عمل كل من وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف، وسط مقترحا نيابية بإطلاق مبادرة وطنية أو استراتيجية قومية يشارك فيها جميع أطراف المجتمع والوزارات لاسيما الشباب والأوقاف والثقافة والإعلام للتصدي للغزو الفكري والعقائدي من الخارج ورفع الوعي.
 
 
 
وأكد النائب حسام الخولي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، الحائز علي الأغلبية البرلمانية بمجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم الأثنين، ضرورة التعامل بشكل غير تقليدي مع جيل الشباب غير التقليدي، من خلال توصيل المعلومات الصحيحة عبر من يحبهم وليس شرط أن يكون الاستاذ أو الدكتور صاحبها.  وشدد الخولي، في الوقت ذاته علي أهمية دور مراكز الشباب وتأثيرها الفاعل لكن يبقي النقطة الأهم حيث طريقة استغلالها لتكون جاذبة للشباب.
 
 
ولفت الخولي، إلي أن 80% من أوقات الشباب يقضونها علي مواقع السوشيال ميديا، و يتخللها الوقت الذي يكونون فيه مع ذويهم، لافتاً إلي أن خلق الوعي والانتماء أمور سهلة إنشائيا لكنها ليست بهذه السهولة عند التطبيق الذي من شأنه العمل علي تماسك الدولة ومستقبلها.
 
 
 
من جانبه، يري الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والاعلام بالمجلس، إن قضية الوعي هي الأخطر، لاسيما واستهداف مصر من خلال الأجيال الصغيرة بطرق ممنهجة علي مدار الـ24 ساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" فضلا عن المواقع الوهمية التي تؤدي إلي تشويش هذه الأجيال.
 
 
وأكد مسلم، علي الحاجة لوضع استراتيجية متكاملة لرفع الوعي تشارك فيها كافة المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية والأوقاف، و المعنية بالشباب والرياضة، فلا يجب قصر الأمر علي الشباب والأوقاف فقط.
 
 
ولفت محمود مسلم، إلي أن البعض يعتقد أن الإعلام وحدة كفيل بهذه القضية، وهذا فكر قاصر، لأن الإعلام دورة هو نشر الحقائق أما تغيير السلوكيات والقناعات فلا تحدث إلا بالاتصال المباشر من خلال المسجد والكنيسة ومراكز الشباب، فهي أولي بهذا الدور، مشدداً علي حشد كافة الجهود الحكومية من أجل قضية الوعي لاسيما وأنها اساساً للحفاظ علي المكتسبات.
 
 
 
وفي ختام كلمته وجه رئيس لجنة الثقافة والاعلام وجه التحية لما قامت به وزارة الأوقاف في الحفاظ علي المساجد الفترة الماضية، وكذا دور وزارة الشباب من تنظيم ندوات وأنشطة لكنه يرى أن قضية الوعي تحتاج لمزيد من التكاتف الحكومي.
 
 
 
بدوره، لفت الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بالمجلس، أن الوعي الوطني أمر يحتاج إلي كثير من الأمور ومنها انضباط الفكر الديني، من خلال تحقيق مقاصد الشرعية ومراعاة مصالح الناس، أي عين علي مقاصد الشرعية وأخرى علي مصالحهم.
 
 
 
ونوه عامر، إلي أهمية التوعية الدينية الصحيحة بوسائل مختلفة تتناسب وجميع الفئات العمرية، لافتاً إلي انضباط الفكر الديني يحتاج أيضا إلي آليات كثيرة منها توافر صفات ومهارات وقدرات معينة في القائمين علي شؤون الدعوة الاسلامية بما يُعينهم علي أداء رسالته، لاسيما إدراك الداعية للواقع من مخاطرها ما يأتي من الخارج.  
 
 
 
"هذا هو موضوع الساعة وعلى الدولة تجنيد كافة طاقتها من أجل هذه القضية"، هكذا استهل النائب محمود بكري كلمته، محذراً من أن إدارة الحروب حاليا ليست تقليدية فلم تعد الوسائل هي الصواريخ إنما استخدام أدوات إلكترونية تدخل إلي عقول الشباب لتدميرها لصالح جهات أخري".
 
 
 
وشدد بكري علي أهمية التنبه إلي خطورة الميتافيرس ودراسته، مشيراً إلي أنه تم رصد نحو 100 مليار دولار لمحو الهوية الوطنية، قائلاً : "الحروب تشن الأن عبر التيك توك ومواقع التواصل الاجتماعي الخطرة".
 
 
 
وفي السياق ذاته، طالب محمد صبري عضو مجلس الشيوخ، بإطلاق مبادرة وطنية أو مشروع وطني يشارك فيه المجتمع وكافة الوزارات لاسيما "الشباب والأوقاف والثقافة والإعلام" للتصدي للغزو الفكري والعقائدي من الخارج، مشيراً إلي أن مناقشة مجلس الشيوخ هذه القضية أمر يحسب له.
 
 
 
وقال صبري، إنه إذا غاب الوعي تاه المواطن في وطنه وشعر بالاغتراب حتى وإن عاش فيه، لافتاً إلي العلاقة الطردية بين زيادة الوعي وزيادة الشعور بالانتماء للوطن التي تكرس الإحساس بقيمة الوطن.
 
 
 
تجدر الإشارة إلى أن طلب المناقشة المقدم ذكر أن الدولة المصرية تواجه فى الآونة الأخيرة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة لم تشهدها من قبل على مر تاريخها المعاصر فى ظل عالم يموج بالصراعات السياسية والحروب الاقتصادية والهيمنة التكنولوجية والنزاعات المسلحة.
 
 
 
وأشار طلب المناقشة إلى أن أخطر التحديات على الدولة الوطنية هدما ذلك العدو الخفى المتمثل في الغزو الثقافي ومحاولات طمس الهوية الوطنية، وتغييب الوعي الوطني، ومحاصرة الدولة بالشائعات والنقد الهدام، ما يسهل من تفكيك قوى التماسك المجتمعي ومؤسسات الدولة الوطنية.
 
 
 
وأضاف لعبت الحروب بالوكالة من خلال تصدير الجماعات الإرهابية، وتوجيه العقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير نظم الحكم بالثورات والاحتجاجات الشعبية غير السلمية وكانت من  أبرز أدوات إسقاط الدولة الوطنية وتدمير مقدرات شعوبها ، مما سمح بنهب ثرواتها واستنزاف مواردها الاقتصادية.
 
 
وتابع: خاضت مصر منذ عام 2013 معركة استعادة الهوية الوطنية من أيدي جماعات الفكر المتطرف، وانطلقت مرحلة البناء والتأسيس للجمهورية الجديدة بملحمة أشبه بالمعجزة تبنتها القيادة السياسية حيث أرست قواعدها وتأسست عمائرها ، حتى برزت ملامحها وظهرت جلية تسطع أمام العالم أجمع، وغدت مصر نموذجا يحتذى به إقليميا وعالميا نظير ما حققته من إنجازات مشهودة.
 
 
 
وأضاف: لما كانت الدراسات والنظريات الحديثة في العلوم الاجتماعية تؤكد على أن الوعي الوطني ليس قضية فلسفية أو اجتماعية فحسب، بل هي صناعة تحتاج للتنمية، فقد باتت صناعة الوعي الوطني تتطلب وضع خطط قومية واستراتيجيات طموحة لاستدامة الوعي الوطني، وإذكاء روح المواطنة الإيجابية بالتركيز على خلق أدوات البناء و أجيال قادرة على فهم الواقع بشقيه  الحقيقي والافتراضي والتعامل معه بإيجابية، وتحصين الفرد والمجتمع بالقيم والمعرفة والثقافة، ما يسهم في بناء دولة حديثة قوية، تتسلح بالعلم والأخلاق والحضارة.
 
 
 
وقال: ضرورات ومبررات الأمن القومي تتطلب وجود استراتيجية ورؤية قومية ترسم أهمية وأهداف وملامح استدامة الوعي الوطني، وتحدد بوضوح أدوار مؤسسات الدولة المعنية وأوجه التعاون بينها ، وخطط رفع الوعي الإيجابي لدى فئات المواطنين كافة، ما يضمن تنفيذ هذه الرؤية بفاعلية وكفاءة واستدامة. 
 

print