تحديات عديدة تواجه قطاع السياحة، على إثر الحرب الروسية الأوكرانية، فكلا البلدين من أهم الوفود السياحية التى تنعش السياحة الشاطئية فى محافظات البحر الأحمر شرم الشيخ والغردقة، لذا فإن تداعيات الحرب على القطاع ستكون كبيرة وتلحق الضرر بالكثير من المستثمرين، لذا لابد أن تبحث الدولة عن أسواق جديدة تعويضا للخسائر المتوقعة من نتائج هذا الحرب على مختلف القطاعات الاقتصادية وأبزرها السياحة المحلية والعالمية أيضا.
وقدم عدد من البرلمانيين روشتة إنقاذ لدعم القطاع السياحى، فى هذه المحنة التى سيكون آثارها كبيرة على مدار الفترة الماضية، حيث قالت النائبة أمانى الشعولى، أمين سر لجنة السياحة بمجلس النواب، إن الحرب ستؤثر بشكل كبير على السياحة المصرية، لاسيما السياحة الشاطئية التى تعتمد بشكل كبير على السياح الروس والأوكران وتستهدف البلدان المجاورة لهم مثل بيلاروسيا، لذا تناقش لجنة السياحة خلال الفترة الراهنة الأسواق البديلة تعويضا عن الخسائر التى قد تنجم عند استمرار الأزمة.
وأوضحت أمين سر لجنة السياحة، فى تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أن الغردقة وشرم الشيخ أكثر المقاصد المفضلة للسياحة الروسية والأوكرانية، لذا نسعى لاستقطاب أسواق جديدة لجذب السائح الفرنسى والألمانى، وسائحى دول الاتحاد الأوروبى.
وأشارت الشعولى، إلى أن لجنة السياحة تناقش مع الجهات المعنية فى الوزارة تكثيف الترويج لأنواع السياحة الأخرى التى تمتلكها مصر مثل السياحة العلاجية والسياحة الثقافية والسياحة البيئية وسياحة المؤتمرات، للمساهمة فى النهوض بالقطاع.
فى حين أكد النائب هانى العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن فتح أسواق جديدة للحركة السياحية يساهم بشكل كبير فى مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى تؤثر سلبًا على القطاع السياحى العالمى والمصرى، حيث أن السياحة الروسية الوافدة لمصر خلال عام 2015 بلغت نحو 3.2 مليون سائح روسى، وكان من المتوقع قبل بداية الحرب أن تصل نسبتهم لنحو 400 ألف سائح روسى شهريًا، كما بلغت السياحة الأوكرانية نحو 3 مليون سائح أوكرانى خلال عام 2021.
وقال العسال، إن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على القطاع السياحى، باعتباره أحد القطاعات الاقتصادية المهمة، وبالتالى فإن فتح أسواق جديدة لسياحة وافدة مصر ضرورى جدًا، لمواجهة هذه التداعيات وتقليل حجم الخسائر الناجمة عنها، مضيفًا أن القطاع والعاملين به يمتلكون الموارد والإمكانيات اللازمة لفتح الأسواق الجديدة، حيث أنه من المهم العمل على إطلاق الحملات الترويجية السياحية خلال هذه الفترة، وإبراز المعالم السياحية والأثرية المصرية المختلفة على مستوى العالم، بما يساهم فى جذب السائحين من مختلف الدول لزيارة مصر والاستمتاع بمعالمها المميزة والفريدة من نوعها.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أنه خلال أزمة جائحة كورونا بذلت الحكومة جهود كبيرة فى حماية القطاع السياحى من الخسائر الناجمة عن الأزمة، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات الفعالة، وهذا الأمر لابد أن ينطبق على تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الأسواق الجديدة من شأنه تقليل حدة هذه التداعيات السلبية على القطاع، الذى كان يعتمد بنسبة كبيرة على السياحة الروسية والأوكرانية، باعتبارهم من الأسواق المهمة المصدرة للوفود السياحية لمصر، مما يتطلب من الحكومة والعاملين فى القطاع ببذل المزيد من الجهود واتخاذ ما يستلزم من إجراءات من شأنها جذب السائحين من مختلف دول العالم خلال الفترة القادمة.
وأشار العسال، إلى أن فتح الأسواق الجديدة يتطلب من الحكومة إطلاق الحملات الترويجية وتقديم العروض السياحية الجذابة وتسهيل الإجراءات اللازمة لاستقبال السائحين الوافدين لمصر، فضلًا عن تأهيل المدن السياحية والأماكن والمعالم الأثرية فى مختلف المحافظات لاستقبال هذه السياحة الوافدة بما يحقق استمرارية توافدهم مستقبلًا.