دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، يومها العشرون على التوالي، اليوم الثلاثاء، حيث قتل آلاف الجنود من الطرفين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وذلك منذ بدء العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف.
ميدانيا قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إن القوات الروسية شنت هجوما على مطار عسكري أوكراني قرب مدينة "كراماتورسك"، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير 4 مقاتلات قاذفة من طراز "سو-25" ومروحية من طراز "مي-24" و5 مروحيات من طراز "مي-8".
وأضاف المتحدث أن الهجوم يأتي في إطار العملية العسكرية، التي بدأتها روسيا في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تلبية لطلب جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين في منطقة "دونباس"، اللتين طلبتا المساعدة من موسكو".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية تسيطر على كل مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا، وأعلنت تدمير 136 هدفا استراتيجيا تابعا للقوات الأوكرانية و4 أنظمة مضادة للطائرات.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية، صور لمروحيات عسكرية روسية قامت بغارات على منشآت تابعة للبنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.
على الناحية الأخرى، قالت المخابرات الأوكرانية، إن الجيش الروسي يخطط لإزالة الغابات في أوكرانيا، ليتمكن من نقل المعدات والآليات العسكرية عبر البر، وكذلك عدم إعاقت تلك الغابات للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلا عن استخدام الخشب وأمواله في تمويل الجيش الروسي، وفق البيان الصادر عن المخابرات الأوكرانية
وأضافت المخابرات الأوكرانية في البيان، أن وزير الدفاع الروسي سيردي شويغو، طلب ذلك شخصيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق للوثيقة التى أظهرت طلب الحصول على تصريح للقطع الكامل لـ "الغابات والأشجار والشجيرات والشتلات الخضراء" الأوكرانية.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو فرض حظر تجول لمدة 36 ساعة اعتبارا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي وحتى الساعة السابعة صباحا من يوم الخميس بعد أن قصفت القوات الروسية المتمركزة خارج المدينة عدة مجمعات سكنية.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام أوكرانية قال الرئيس زيلنسيكي: ينبغي فصل البنوك الروسية تماما عن نظام سويفت المالي والتوقف عن المعاملات التجارية مع موسكو، ويجب إيقاف العدوان الروسي على أراضينا والدول الأوروبية مستهدفة من موسكو".
وأضاف الرئيس الأوكراني: نحتاج إلى مزيد من الدعم العسكري من أوروبا، ويمكننا أن نوقف الحرب الروسية على بلادنا عبر التحالف والتضامن مع الدول الأوروبية".
من جانبه ذكر مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية أن دوي ثلاثة انفجارات قوية سمع في وسط العاصمة الأوكرانية كييف صباح الثلاثاء، ولم يعرف مصدر هذه الانفجارات بعد. كما شوهد عمود دخان يتصاعد لكن لم يكن بالإمكان الاقتراب من المكان بسبب حظر التجوال الليلي الذي ينتهي في الخامسة صباحا بتوقيت جرينتش.
في السياق ذاته، قال مسؤول أوكراني محلي إن نحو 350 ألف شخص ما زالوا محاصرين في ماريوبِلْ، المدينة الواقعة في جنوب شرق البلاد، والتي تحاصرها القوات الروسية منذ الأول من مارس.
وقال بيترو أندريوشينكو، مستشار عمدة ماريوبِلْ، على التلفزيون الأوكراني: "بالنظر إلى أن هناك 540 ألف مقيم ونحو 150 ألف شخص تم إجلاؤهم في الأيام الثلاثة الأولى، عندما كان الأمر لا يزال آمناً، فإننا نقدر أن نحو 350 ألف شخص عالقون في ماريوبِلْ"، حسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
كما قال حاكم منطقة دنيبرو، فالنتين ريزنيتشينكو، إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على المطار المدني الرئيسي في منطقة دنيبرو شرق أوكرانيا، ما أدى إلى تدمير المدرج وإلحاق أضرار بمبنى الركاب.
هذا وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص فرّوا من أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بول ديلون لصحافيين في جنيف: "وصلنا إلى عتبة ثلاثة ملايين شخص من حيث حركة الناس خروجًا من أوكرانيا". وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب في أوكرانيا "تحوّل طفلاً واحداً إلى لاجئ كل ثانية".
وبخصوص العقوبات، فوافق المجلس الأوروبي، اليوم الثلاثاء، على تبني الحزمة الرابعة من الإجراءات التقييدية ضد روسيا؛ رداً على عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، في خطوة حازت على ترحيب المفوضية الأوروبية.
وذكرت المفوضية - في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي - أن "هذه العقوبات ستساهم بشكل أكبر في تصعيد الضغط الاقتصادي على الكرملين وإعاقة قدرته على تمويل غزوه لأوكرانيا. وقد تم التنسيق بين بروكسل وشركاء دوليين، من بينهم الولايات المتحدة، لتفعيل هذه الحزمة".
وأضافت أن "التدابير المتفق عليها هي كما يلي: فرض حظر كامل لأي معاملات مع بعض الشركات الروسية المملوكة للدولة عبر مختلف القطاعات - ومن بين ذلك مجمع الكرملين الصناعي العسكري. كما حظر الاتحاد الأوروبي استيراد منتجات الصلب، التي توفر ما يقرب من 3.3 مليار يورو في عائدات التصدير لروسيا. وسيتم توزيع حصص الاستيراد المتزايدة على دول ثالثة أخرى للتعويض. وحظر بعيد المدى على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الروسي، مع استثناءات محدودة في مجال الطاقة النووية المدنية ونقل بعض منتجات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي. وحظر الاتحاد الأوروبي تصدير السلع الكمالية (مثل السيارات الفاخرة والمجوهرات وما إلى ذلك) لضرب النخب الروسية بشكل مباشر".