الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:19 م

"مش في مصر بس".. حرب أوكرانيا تسبب نقصا فى المواد الغذائية وترفع أسعارها.. الأغذية العالمي: وضع غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية

"مش في مصر بس"..  حرب أوكرانيا تسبب نقصا فى المواد الغذائية وترفع أسعارها.. الأغذية العالمي: وضع غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية حرب أوكرانيا
الأربعاء، 23 مارس 2022 12:00 ص

"كارثة وشيكة" تهدد العالم تتمثل فى نقص المواد الغذائية الرئيسية بعد أن أدت حرب روسيا على أوكرانيا إلى التأثير على صادرات القمح والحبوب الرئيسية من كلا البلدين الذين يمثلان مصدرا رئيسيا لها.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحرب فى أوكرانيا سببت صدمة فى الأسواق الناشئة العالمية، والآن أصبح الكوكب يواجه أزمة أعمق، وهى نقص الغذاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن حصة كبيرة من القمح العالمى والذرة والشعير محاصرة فى روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب، فى حين أن كمية أكبر من الأسمدة العالمية عالقة فى روسيا وبيلاروسيا، والنتيجة هي ارتفاع أسعار الغذاء العالمى والأسمدة. ومنذ الغزو الروسى الذى بدأ الشهر الماضى، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 21%، والشعير بنسبة 33% وبعض الأسمدة زادت بنسبة 40%.

ويزيد من تعقيد هذا الاضطراب تحديات كبيرة، والتي كانت تزيد الأسعار بالفعل وتضغط على الإمدادات من بينها وباء كورونا وقيود الشحن وارتفاع أسعار الطاقة وموجات الجفاف والفيضانات والحرائق. والآن، يحذر خبراء الاقتصاد ومنظمات الإغاثة ومسئولو الحكومة من التداعيات والتي تتمثل فى زيادة الجوع فى العالم.

 وتكشف الكارثة الوشيكة تداعيات حرب كبرى فى العصر الحديث من العولمة، فأسعار الغذاء والأسمدة والغاز والنفط وحتى المعادن مثل الأولومنيوم والنيكل كلها ترتفع بشكل سريع، ويتوقع الخبراء الأسوأ مع توالى الآثار.

 وقال ديفيد إم باسيلى، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، والذى يطعم 125 مليون شخص يوميا إن أوكرانيا وحدها تشكل كارثة فوق كارثة، فلا يوجد سبقة قريبة حتى من هذا منذ الحرب العالمية الثانية.

 وتوشك المزارع فى أوكرانيا على تفويت مواسم الزراعة والحصاد الهامين. كما أن مصانع الأسمدة الأوروبية تحد بشكل كبير من الإنتاج بسبب أسعار الطاقة المرتفعة. بينما يقلل المزارعون من البرازيل إلى تكساس من استخدام الأسمدة، مما يهدد حجم الحصاد فى المواسم القادمة.

وتخطط الصين، التي تواجه أسوأ موسم لمحصول القمح منذ عقود بسبب الفيضانات الشديدة، تخطط لشراء المزيد من الإمداد العالمى المتراجع، بينما تشهد الهند التي تصدر عادة كمية صغيرة من القمع زيادة أكثر من ثلاث اضعاف فى الطلب الأجنبي مقارنة بالعام الماضى.

وفى الولايات المتحدة، ورغم أنها لا تستورد الكثير من الغذاء من روسيا وأوكرانيا، إلا أنها تتوقع ارتفاعا فى أسعار الغذاء وتكلفة الغذاء، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. ويقول المحللون إن الآثار الواسعة للصراع فى أوكرانيا سيؤدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء فى الولايات المتحدة، ولان روسيا هي المصدر الرئيسى للأسمدة، فإن الصراع سيؤثر على ما يتم زراعته فى الأراضى الأمريكية.

وحول العالم، ستكون النتيجة متمثلة فى ارتفاع أسعار البقالة. وشهدت الولايات المتحدة فى فبراير الماضى ارتفاعا فى أسعار البقالة قدره 8.6% مقارنة بعام سابق، وهى الزيادة الأعلى منذ 40 عاما، وفقا للبيانات الحكومية. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تزيد الحرب من تضخم تلك الأسعار.

 وبالنسبة لهؤلاء الذين يعيشون على حافة انعدام الامن الغذائي، فإن الزيادة الأخيرة فى الأسعار يمكن أن تدفع كثيرين إلى الحافة. وبعد أن يظل مستقرا فى الأغلب لخمس سنوات، فإن الجوع ارتفع بنسبة 18% خلال الوباء بين 720 مليون على 811 مليون نسمة. وفى وقت سابق هذا الشهر، قالت الولايات المتحدة إن تأثير الحرب على سوق الأغذية العالمى وحده يمكن أن يسبب انضمام ما بين 7.6 مليون إلى 13.1 مليون شخص إلى الجوعى.

وأدى هذا إلى حالة من الذعر بين الحكومات بشأن كيفية التعامل مع الأزمة الوشيكة، بحسب ما قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، وقبل اجتماع وزراء الزراعة بالاتحاد الاوروبى اليوم، الاثنين، قال وزير الزراعة الفرنسي جولين دينورماندى إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وهما اثنتان من أكبر منتجى الحبوب فى العالم، يمكن أن يؤدى على أزمة غذاء على الصعيد العالمى.

وخلال اجتماعهم سيناقش مسئولو الاتحاد الأوروبى سبل جعل إمدادات الغذاء أكثر أمنا. وتشمل المقترحات السماح باستخدام الأرض البور لزراعة المحاصيل البروتينية وتقديم الدعم لصناعة لحم الخنزير.

 وتتحرك بعض الدول الأوروبية بمفردها فى محاولة لتأمين غذائها، حيث خصصت بلغاريا، وهى مصدر كبير، تمويلات حكومية لزيادة احتياطي الحبوب الوطنى لديها، بهدف شراء 1.5 مليون طن.

 وفى فرنسا، تريد رابطة منتجى الطعام من الحكومة تخزين 800 ألف طن من الحبوب التي تحتاجها كل شهر، خوفا من أن تؤدى الشهية العالمية للحبوب إلى التأثير على الإمدادات لمحلية. وخارج الكتلة الأوروبية، قامت دول مثل مولدوفا وصربيا بتقييد مبيعات الحبوب مثل القمح والسكر.

 

 


الأكثر قراءة



print