وهو ما تترجم في الجلسات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي وجه خلالها بحشد الطاقات الإبداعية فى مجال نشأة الأطفال من مفكرين وعلماء وفنانين لبلورة استراتيجية وطنية متكاملة لبناء شخصية وقدرات الأطفال من المهد، وأيضا الإسراع في بلورة البرامج التدريبية المتقدمة وانتقاء الأئمة الأكثر نبوغاً لإعدادهم على أعلى مستوى علمي وفكري ومهني، وذلك لتكوين جيل من المفكرين الدينيين وصانعي الرأي الديني الوسطي الرشيد والمستنير، مع إعداد برامج في اللغات الأجنبية لصقل الأئمة الوافدين للخارج.
ويقول النائب عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، أن جهود صناعة الوعى تمثل السلاح الرئيسي في مواجهة معارك التضليل والتزييف من قبل أي محاولات للجماعات الظلامية، موضحا أن الاهتمام بإعداد استراتيجية متكاملة للأطفال يمثل مدى إدارك القيادة السياسية لتلك الفئة العمرية الهامة والتي تمثل نواة خصبة لأصحاب الفتن والذين يسعون لاستقطابها ومن ثم الأفضل هو أن نعمل عليها بقوة وتركير لتكون نواه للفكر الصحيح.
ولفت إلى أن حشد الطاقات الإبداعية من فنانين ومفكرين وعلماء سيسهم في الخروج بمخرجات تطور من الفكر وتصنع العقول البيضاء، والعمل على تعزيز الهوية والانتماء، وتأهيل كافة العناصر الفاعلة والمساهمة في صناعة الوعي على الفكر الصحيح وكيفية تربية نشء مستنير.
وشدد أن طرح إنتاج فكري وفقهي مناهض للأفكار الظلامية وتعمل على الأفكار الإبداعية والارتقاء بالعقول، هو أمر هام ومحوري، وهو ما يتم العمل عليه في الوقت الحالي منها أعمال درامية وثقافية تعزز من روح الانتماء، وإنتاج مواد فنية وإعلامية تتصدى لأى فكر مضلل بالعقل والمنطق والأسانيد، بجانب تعزيز جهود استخدات لغة حوار مبتكرة مع تلك الفئات العمرية تتناسب مع ما يدرج عبر منصات التواصل الاجتماعى.
وشدد أن الرئيس يحرص على تكوين جيل متميز وكوادر من الدعاة المستنيرين لصياغة رأى عام دينى منضبط دون الإخلال بثوابت الأديان السماوية.
وتؤكد الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أن العقول البيضاء التى من الممكن التأثير فيها هى سنوات العمر المبكرة التى يمكن زراعة الفكر المغلوط فيها بسهولة أو أى مساعي لنشر معلومات زائفة عن الحقائق التي تحدث فى البلاد، خاصة وأنه ليس لديها بعد انتماء فكرى أو سياسى ما وهو ما يجعلها أرض خصبة لهم .
وأضافت " فؤاد "أن الرئيس السيسي مهتم بهذه الفئة العمرية لأنها الأهم وهي العقل الأسهل والأسرع فى التأثير ولازال يستقبل ما ينمو عقله على أساسه، وهو ما يتطلب مثلما وجه به الرئيس إعداد استراتيجية متكاملة لبناء شخصية وقدرات الطفل من المهد وذلك من خلال كافة المؤسسات المجتمع المدني، وأيضا الدينية والإعلامية والثفافية والشباب والتعليم وغيرهم، وخلق أوجه حوار مع الشباب والأطفال بمواد مبتكرة ومستحدثة سواء فنية أو غيرها تكون على قدر مواجهة اللغة والأسلوب.
ولفتت إلى أنه يجب وأن تسارع جميع مؤسسات صناعة الفكر وبناء الوعي، في بحث كيف يستثمر الفكر الإبداعي والفني لصناعة الوعي، وإلقاء الضوء على نماذج من المواهب الحقيقية مطالبة ألا يكون التركيز على القاهرة وكأنها مصر كلها، بل لابد من النظر بما لدينا من المبدعين في القرى والصعيد والنوبة فالمبدع الحقيقي لا يملك وسائل الترويج لنفسه .
وشددت أنه لابد من بناء قواعد ثقافية تسهم في تأسيسه على قواعد ثقافية حقيقية والتعريف بتاريخهم بشكل جيد مصحح ومنقى من الشوائب، قائلة " نحن لدينا من البطولات الخارقة ما نصنع به عقول أطفالنا".
واعتبرت أن دعوة الرئيس السيسي هي إحياء للتاريخ الوطني لتغذية عقول أبنائنا بشكل صحيح وآمن، معولة على الدور الذي تلعبه الأسرة أيضا في مقاومة الكارثة التي تجتاح الأجيال وهي سيطرة أجهزة التقنيات والشبكة العنكبوتية على ما يمكن أن يضيع أبنائنا، مطالبة بأن يكون هناك خطة قومية ذكية للقراءة وإعادة الكتاب إلى أيدى أبنائنا، وأن يكون هناك مسابقات للتحفيز .
وطالبت الكاتبة الصحفية، بتكثيف وجود المكتبات المتنقلة والمسرح المتنقل في القرى والصعيد، قائلة" لابد وأن يكون قلب مشروع حياة كريمة هو هذا المشروع الثقافي الكبير..واتمنى أن يكون هناك سياسات رأي لتحديد استفادة الشباب وتدارس لرجع الصدى للجهود التى تقوم بها وزارة الأوقاف والأزهر وغيرها من الجهات المتصلة بصناعة الوعي وتركيز الجهود لأن النجاحات الحقيقية تحتاج للوصول للمناطق التي ظلمت من كافة الإمكانيات وتكونو بيئة خصبة للفكر الظلامى ومحاربتتها ".
أجهزة صناعة العقول المصرية خطتها الصحيحة فى المواجهة .
كما أنه من الضروري أن يكون هناك خطة متكاملة تتعاون من خلالها كافة الأجهزة المسئولة عن صناعة وعى العقول المصرية واستثمار ما لدينا من قنوات والاستعانة بمتخصصين لتطوير المحتوى الإعلامى، وتنقية كافة المناهج من الفكر المتطرف.
ويقول النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أن الاهتمام بوعي الطفل يمثل نقطة محورية والمطلوبة لتغيير الأفكار وبث الروح الوطنية والتي تطلب عمل جاد من المجتمع ككل لاستهداف تلك الفئات العمرية .
وأشار وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إلى أن الوعي في الصغر كالنقش على الحجر، وهو شأنه شأن التعليم والمهارات الرياضية والفنية، موضحا أن عقول النشء والأطفال يمثلون بذرة خصبة لقوى الظلام التي يمكن أن تستغلها لتدمير العقول، ومن ثم العمل عليها مبكرا وإعدادها فرصة هامة للتصدى لأى محاولات تسعى للتضليل .
وأوضح أن الجماعات الظلامية كانت تستهدف تجنيد الأطفال واستقطابهم بغرس بذور التطرف في مراحل متقدمة، لأنها مرحلة تكوين العقول بناء الشخصية، مؤكدا أنه بتوجيه الرئيس السيسي فهو يلقى الضوء على واحدة من أخطر قضايا الوعي وهي الوعي من المنبع ويهتم بجذور القضية والتي تنظر إلى ضرورة وعي الأجيال القادمة وهم رجال المستقبل والقيادات السياسية .
وأشار إلى أنه لابد من مراجعة كافة تلك العناصر الفاعلة والمؤثرة في تلك المنظومة بدءا من مدرس الحضانة حتى الأستاذ الجامعى، والبحث في المواد الفنية التي يتعرض لها الطفل وتعزيز الثقافات واستعراض بشكل دوري نماذج من من فرسان الوعي، مؤكدا أن اللجنة تتابع مع كافة الجهات المسئولة عن هذا الملف وهناك اهتمام كبير من قبل وزارة الثقافة وتطوير قصور الثقافة .