الحرب الروسية فى أوكرانيا على أعتاب شهرها الثالث دون رؤية واضحة لمستقبل تلك الحرب أو سيناريوهات متوقعة لنهاية قريبة لهذا الصراع الذى أصاب قلب أوروبا وطالت ويلاته العالم أجمع، وعلى مدار ال 60 يوما الماضية شهدت روسيا فرض عدد قياسى من العقوبات الدولية على اقتصادها، حتى أصبحت الدولة الأولى عالميا فى العقوبات المفروضة عليها.
وبدأت مظاهر الأزمة الاقتصادية تبدوا واضحة على الدولة القوية رغم كافة الاجراءات التى تحاول الحكومة اتخاذها لامتصاص نتائج العقوبات، ولهذا بدأ مجلس الدوما فى اتخاذ اجراءات عنيفة بالتعاون مع البنك المركزى الروسى.
وأكد البنك المركزى الروسى أنه يعتبر تجميد احتياطياته الدولية أمراً غير مسبوق.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن محافظ البنك إلفيرا نابيولينا عند مناقشة التقرير السنوى للبنك المركزى مع الحزب الشيوعى فى مجلس الدوما، إن البلاد تعتزم الطعن فى القرارات أمام القضاء.
وأضافت: "بالطبع، هذا التجميد غير مسبوق، وبالتالى سنجهز دعاوى قضائية، ونستعد لرفعها، فهذا أمر غير مسبوق على مستوى العالم".
ولم تفصح محافظة المركزى عن المزيد من التفاصيل عن هذه الدعاوى، وكان البنك أقر أمس بأنه لا توجد لديه بدائل واضحة للعملات الاحتياطية بعد تجميد أصوله.
كما طالب رئيس مجلس الدوما بتعويضات من جانب أوروبا عن تداعيات العقوبات التى فرضها الغرب على بلاده بسبب غزوها لأوكرانيا.
وأكد فياتشيسلاف فولودين أن العقوبات المفروضة على روسيا غير قانونية، وقال، عبر قناته على تطبيق تليجرام: "سنتفرغ للأمر، ونحسب الضرر الذى تسببت فيه لاقتصادنا، وستدفعون الثمن على أى حال"، وذلك فى معرض التعليق على مطالبة موسكو بتحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل.
ووصف فولودين الدول الأوروبية بأنها "شركاء لا يمكن الوثوق بهم". ومضى يقول: "تسرقون دائما إمدادات الغاز، وهو ما يعنى فى الواقع سرقة أموال من ميزانيتنا ومن مواطنينا"، وقال إن قيام الأوروبيين بالبحث عن موردين جدد يضرب بالتعاون طويل الأمد بين الجانبين فى قطاع الطاقة عرض الحائط.
وكتب أن روسيا مستعدة لإعادة توجيه إمداداتها من الطاقة، وأنها قد تكيفت بالفعل مع الوضع الجديد التى تسببه العقوبات، وأضاف: "أما فيما يتعلق بما إذا كانت دولكم، التى اعتادت على العيش بلا مبالاة على حساب روسيا، مستعدة، فهذا ما سيكشفه الوقت فقط".
وأكدت رئيسة البنك المركزى الروسى إلفيرا نابيولينا، بأول شهادة لها أمام مجلس الدوما (النواب) أن الاقتصاد الروسى يدخل فترة صعبة من التغييرات الهيكلية المرتبطة بالعقوبات.
وأضافت نابيولينا أنه يمكن للاقتصاد الروسى الاعتماد على الاحتياطيات بشكل مؤقت، لكنه سيدخل فى الفترة بين الربع الثانى إلى أوائل الربع الثالث فترة من التحول الهيكلى.
وأفادت بأن البنك المركزى الروسى، لن يعمل على خفض التضخم بأى طريقة كانت، لأن ذلك سيمنع الشركات من التكيف مع الظروف الحالية.
وشرحت أن البنك المركزى الروسى يمتلك إمكانية التصرف بنحو نصف الاحتياطيات فى ظروف العقوبات المفروضة.
وأكدت أن النظام المصرفى فى روسيا يقف " بثبات على قدميه" وهو قادر على تحمل الضربات الكبيرة، موضحة أن هامش الأمان فى القطاع المصرفى للبلاد مرتفع، لكنه موزع على نحو غير متكافىء.
وأعلنت نابيولينا، أن أكثر من 50 شركة أجنبية انضمت بالفعل إلى نظام المراسلة المالية الروسى، وهو بديل لنظام "سويفت"، وقالت أنه الآن أصبح مستخدمو البرنامج الروسى الخاص بتحويل الأموال 52 شركة من 12 دولة.
وفى وقت سابق هذا الأسبوع أعلنت روسيا عن خفض محتمل لأسعار الفائدة والمزيد من الإنفاق فى الميزانية لمساعدة الاقتصاد على التكيّف مع العقوبات الغربية، وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إنّ "على روسيا استخدام ميزانيتها العامة لدعم الاقتصاد والسيولة عندما يتضاءل نشاط الإقراض".