جلسات استماع مع الشباب المفرج عنهم لدعم آليات الدمج المجتمعي
تلقينا مئات الطلبات منذ تشكيل اللجنة
الإخوان مرض خبيث تعافى منه جسد مصر نهائيا ومعايير لجنتنا لن تلتقى مع طبيعة الجماعة الملوثة بالدماء
الحوار الوطنى محطة تاريخية فى طريق بناء الجمهورية الجديدة.. وعلينا نبذ الخلافات وتعزيز توافق الآراء لصالح الوطن
نحتاج لوضع آليات توافقية فى تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ونظر بدائل لمعالجة ملف الحبس الاحتياطى
"إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى يؤسس لمرحلة جديدة تتوازى مع بناء الجمهورية الجديدة واللجنة تختص فى النظر بقضايا الرأى والتظاهر والتجمهر، وتم توسيع نطاق عملها لتشمل الغارمات والغارمين والحالات الإنسانية"، كان ذلك هو أبرز ما أكد عليه كريم السقا، عضو لجنة العفو الرئاسى فى حوار مع "برلمانى" بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة تفعيل اللجنة.
ونرصد تفاصيل ما جاء فى الحوار:
كيف تلقيت عودة لجنة العفو الرئاسى ولماذا فى هذا التوقيت خاصة وأن البعض وصفها بالمتأخرة؟ وما هو العدد المطروح أمامكم حتى الآن؟
جاء قرار إعادة تفعيل لجنة العفو للرئاسى فى مشهد جمع كل الأطراف بما فى ذلك المعارضة حول مائدة واحدة، مما يؤكد جدية السعى نحو بناء جمهورية جديدة تسود فيها قيم العدل واحترام الرأى والاختلاف والحريات، واللجنة لم تتأخر فى عملها فهناك جهود مستمرة من الدولة المصرية لمعالجة ملف السجناء السياسيين ولم تتوقف قرارات العفو الرئاسى منذ توقف عمل اللجنة الأولى، ولكن جاء إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى ليوسع من نطاق عملها ويشمل إعادة الدمج للمفرج عنهم، وبحث طلبات الغارمين والحالات الإنسانية، ومعالجة ملف الحبس الاحتياطى فى نظر وضع بدائل له .
هل هناك حصر عددى بما تلقته اللجنة من طلبات؟ وتوقيت زمنى لإرسال القوائم؟
ليس بعد.. اللجنة تلقت بضع مئات من الطلبات منذ تشكيلها فى ٢٦ ابريل ٢٠٢٢، وسيتم مراجعة وفحص الأوراق خلال الفترة القادمة، وذلك بالتزامن مع ما تنظره اللجنة من قوائم من الجهات الشريكة التى ستتولى جمع طلبات العفو مثل البرلمان بغرفتيه لما سيصل إلى لجنة حقوق الإنسان من طلبات، ومن المجلس القومى لحقوق الإنسان وغيرهم من الأحزاب والمجتمع المدنى ولا نتعامل بتوقيتات زمنية وسيتم إرسال القوائم تباعا .
البعض فسر هذا القرار الإيجابى بأنه مرتبط بضغوط خارجية ..فما ردك؟
بالطبع لا ..هناك بعض الأطراف التى ترى فى نجاح لجنة العفو تهديد لوجودهم..فملف السجناء السياسيين يأتى فى مقدمة البضائع التى تتاجر بها تلك الأطراف لكسب التعاطف وتشويه صورة الدولة ونهب التمويلات التى تنفق بهدف دعم السجناء، ولذلك فشراسة الهجمة على اللجنة تعكس مدى صواب قرار التفعيل فى إطار المعالجة الشاملة لملف السجناء السياسيين لبداية مرحلة جديدة تؤسس لوحدة الصف الوطنى ولتنمية سياسية حقيقية، ومحاولة تشويه البعض لتلك القرارات الوطنية هى جزء من خطة ممنهجة لإفشال المحاولات الجادة للدولة المصرية لتنمية سياسية حقيقية ترتكز على مشاركة الجميع،..كما أرى هذه التفسيرات كتطبيق حرفى لنظرية فرق تسد.
تطورت حالة الرفض لدى البعض إلى حد التوهم بأنها محاولة لـ"جرّ ناعم " مع الشباب"؟
مصر دولة تمكنت من محاربة الإرهاب نيابة عن العالم وكشفت الأطراف والدول الداعمة للإرهاب أمام العالم كله.. فمن المؤكد أن دولة بهذا الحجم لن ترضخ لأى ضغوط خارجية.. والشباب تحديدا غير مستبعدين بل هم الطرف الأكبر والأكثر رعاية من القيادة السياسية وتمكينهم فى المشاركة بمنتدى شباب العالم ومؤتمر الشباب وتمثيلهم فى المناصب القيادية من خلال تولى نواب محافظين ومحافظين ونواب وزراء..و الحقيقة أن الرئيس لا يحتاج لـ"جرّ ناعم " مع الشباب وهذا الطرح أمر مغلوط بالمرة فالأبواب مفتوحة أمام الشباب ومن يسعى منهم ويحاول أن يعمل للمصلحة الوطنية يأخذ جزاء عمله .
كيف تتعاملون مع ما يمكن وصفه بـ" المزايدات المضادة"؟
الحقيقة أن وجود مزايدات متداولة تعد مجرد محاولات للضغط على لجنة العفو الرئاسى وتعطيلها، وهو الأمر الذى تتعامل معه اللجنة بكل حرص وحيادية.
كيف تختلف لجنة العفو الحالية عن الماضية وهل تجد المهمة أصعب؟
تأتى اللجنة الحالية بعد إلغاء قانون الطوارئ وإصدار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وقبل حوار سياسى وطنى شامل منتظر، مما يضع على عاتق اللجنة الكثير من المهام الاستراتيجية وتستدعى التعاون مع جميع الأطراف على كافة المستويات.
كيف ستصنف اللجنة المحبوسين ومن سيكون لهم الأولوية وهل هناك جدول زمنى لانتهاء أعمال اللجنة؟
ليس هناك جدول زمنى لانتهاء عمل اللجنة، وجميع السجناء والغارمين والحالات الإنسانية فى أولويات عمل اللجنة.
من أصحاب المقام الأول فى القوائم ومن أصحاب الخط الأحمر والمحظور دخولهم أو بحث ملفاتهم؟
ليس هناك مقامات فى آليات عمل اللجنة، فاللجنة تفحص كل الحالات الواردة إليها دون تمييز، وتتمثل الخطوط الحمراء فى اللجنة فى عدم ترشيح أيا ممن تلوثت ايديهم بالدماء ومارسوا الإرهاب والعنف للعفو الرئاسي.
كيف سيسهم انضمام كمال أبو عيطة وطارق العوضى فى أن تكون القوائم معبرة عن مطالب المعارضة؟
هم إضافة لأى عمل سياسى مما لهم من تاريخ عريق فى النضال الوطني، بالإضافة إلى خبراتهم القانونية المتميزة وهو ما سيدعم عمل اللجنة.
ما هى الأعداد التى تلقيتوها حتى الآن وما هى معاييركم؟
تختص اللجنة فى النظر بقضايا الرأى والتظاهر والتجمهر، وأضيف لها مؤخرا الغارمات والغارمين والحالات الإنسانية، وكى يتم ترشيح السجين للعفو الرئاسى يجب ألا يكون شارك فى أى أعمال عنف أو تخريب أو يكون على علاقة بالإرهاب.
ما هى الأسس التى ترى بناء الحوار الوطنى عليها وما هى التحديات التى تقع على كافة الأطراف لإنجاحه؟
الحوار الوطنى محطة تاريخية فى طريق بناء الجمهورية الجديدة، ومن المفيد أن يتم الحوار على أساس المصلحة الوطنية قبل مصالح الأفراد والمؤسسات، المصارحة، الاحترام، دعوة جميع القوى الوطنية المدنية للمشاركة دون استثناء، السعى نحو مساحات مشتركة ونبذ الخلافات، تعزيز توافق الآراء فى اتخاذ القرار حتى يكون حوارا عن المستقبل.
ولذلك، فعلى جميع القوى الوطنية المدنية المشاركة الفاعلة فى الحوار وإيجابية وحشد مواردها لبلورة الحلول والأفكار الداعمة للمصلحة الوطنية.
ما هو المطلوب من المعارضة فى الوقت الحالى وكيف ترى اشتراط البعض الإفراج عن السجناء حتى يتم الحوار الوطنى ويستكمل؟
تتميز مصر بوجود معارضة وطنية تملك العديد من المقومات كى تكون طرف فاعل ومؤثر فى العملية السياسية المصرية، ولكن لن يتم ذلك دون مشاركة حقيقية فى التخطيط المستقبلى وهو الأمر الذى يعززه قرار الرئيس بإطلاق الحوار السياسى الوطنى ولا يمكن اشتراط الإفراج عن السجناء السياسيين حتى تتم المشاركة ففى الحوار فرصة عظيمة حتى يتم إعادة هيكلة الملف والتوافق حول قرارات عديدة كتعديل قانون الحبس الاحتياطى ووضع آليات توافقية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وغيرها من القرارات التى تدعم الحقوق والحريات وتعزز عملية التنمية السياسية فى مصر.
كيف رأيت الحوار الوطنى بداية لمرحلة جديدة؟
لا يوجد شك بأن الحوار الوطنى مرحلة جديدة لأنه يؤسس لديمقراطية تشاركية تعزز وحدة الصف الوطنى والالتحام الاجتماعى وتدعم مسيرة التنمية والاستقرار فى مصر.
متى يمكن النظر لملف شخص تابع للإخوان حتى ولو لم يكن محبوسا على قضية عنف؟
الإخوان مرض خبيث تعافى منه جسد مصر، ولا يمكن أن يتقبله الجسد من جديد فقد اكتسبت مكوناته المناعة الكافية لمواجهة هذا المرض إذا حاول العودة واللجنة تعمل على أساس معايير واضحة تتعارض مع طبيعة تلك الجماعة التى تلوثت أيديها بالدماء والإرهاب.
ماذا عن ملف الغارمين والغارمات وكيف ستتعاملون معه؟
ملف الغارمات والغارمين والحالات الإنسانية يساهم بشكل كبير فى التنمية الاجتماعية، الأمر الذى يتطلب معالجة شاملة وجذرية للملف بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية وخاصة المجتمع المدنى ومؤسسة حياة كريمة فى إطار قانوني.