الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:01 م

"أبو عاقلة" تُعيد القضية الفلسطينية للأجندة الدولية.. برلمانات عربية ودولية تطالب "الجنائية الدولية" بالتحقيق فى جريمة الاغتيال

"أبو عاقلة" تُعيد القضية الفلسطينية للأجندة الدولية.. برلمانات عربية ودولية تطالب "الجنائية الدولية" بالتحقيق فى جريمة الاغتيال شيرين أبو عاقلة
الخميس، 12 مايو 2022 06:00 م
كتبت آمال رسلان

كلما توارت القضية الفلسطينية من على الأجندة الدولية فى ظل الأحداث المتسارعة والأنية، تشاء الأقدار إلى عودتها مجددا إلى الواجهة بين الحين والاخر لتذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطينى الذى يعيش تحت الاحتلال لأكثر من سبعة عقود.

 

وفى ظل أوضاع اقتصادية عالمية صعبة وحرب جديدة دقت أبواب أوروبا بعد الغزو الروسى لأوكرانيا، جاءت حادثة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص القوات الإسرائيلية لتُذكر المجتمع الدولى بانتهاكات تل أبيب ولتُعيد القضية الفلسطينية مجددا لأولويات الأجندة الدولية.

 

وفى ساعات احتلت قضية الاغتيال اهتمام الحكومات العربية والعالمية، وخرجت الادانات رسمية وشعبية مطالبة بتحقيق دولى تحت إشراف الجنائية الدولية لتقديم المسئولين عن تلك الجريمة للعدالة.

 

وقالت لجنة فلسطين فى مجلس النواب الأردنى "إن الاغتيالات التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى هدفها منع الإعلام من أداء رسالته المهنية فى فضح ممارسات القوات الصهيونية وانتهاكاته فى الأراضى الفلسطينية المحتلة".

 

وأوضحت أن "الاحتلال بفعله هذا يخرق القوانين والأعراف الدولية، ما يُعتبر سقطة جديدة وسلوكا إجراميا بحق الشعب الفلسطينى الأعزل".

 

وقالت لجنة الشئون الخارجية، فى بيان على لسان رئيسها النائب خلدون حينا، ان ما حدث للشهيدة الصحفية ابو عاقلة يكشف عن الوجه الحقيقى الذى تمارسه قوات الاحتلال، والجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطينى، مُطالبة بتحرك دولى جاد لمحاسبة المسؤول فى حق الاسرة الصحفية والشعب الفلسطينى الذى يعيش تحت وطأة التهديد اليومى الذى يمارس بحقه.

 

وأضاف حينا "أن جريمة اغتيال أبو عاقلة تستدعى تكثيف الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لتحقيق العدالة ومحاسبة قوات الاحتلال مع ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق ذلك".

 

وفى واشنطن أدانت عضو الكونجرس الأمريكى بيتى ماكولوم، مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقالت ماكولوم فى تغريدة نشرتها على صفحتها فى موقع "توتير"، "صدمت عندما علمت أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وهى مواطنة أمريكية تبلغ من العمر 51 عامًا، أصيبت برصاصة فى وجهها وقتلت أثناء تغطيتها فى الضفة الغربية المحتلة".

 

وطالبت بفتح تحقيق فى ظروف وملابسات استشهاد أبو عاقلة، قائلة "يجب أن تكون هناك محاسبة".

 

بدورها، اعتبرت عضو الكونجرس الأمريكى رشيدة طليب إن الامتناع عن التحرك لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلى فعلا وقولا سوف يؤدى إلى المزيد من عمليات القتل.

 

وقالت فى تغريدة لها عبر موقع "تويتر"، "متى سيقول العالم وأولئك الذين يقفون إلى جانب إسرائيل، التى تواصل القتل والتعذيب وارتكاب جرائم الحرب: كفى".

 

وتوالت الإدانات من حكومات الدول العربية فى مقدمتها مصر والكويت والعراق، معربين عن إدانة واستنكار اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلى الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بالقرب من مخيم جنين وإصابة إعلامى آخر.

 

وأكدوا أن هذه الجريمة النكراء التى تتحمل سلطات الاحتلال مسئولياتها كاملة تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى وتعديًا سافرًا على حرية التعبير والإعلام ودليلًا جديدًا دامغًا على بشاعة الاعتداءات التى تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، الأمر الذى يستوجب من المجتمع الدولى فتح تحقيق لمساءلة مرتكبى هذه الجريمة البشعة وملاحقتهم أمام جهات العدالة الدولية، كما يتطلب أيضًا من المجتمع الدولى اتخاذ الإجراءات اللازمة للجم الاعتداءات التى تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

 

وعلى المستوى الصحفى أدانت النقابات الصحفية عربيا ودوليا الاغتيال، ومن جانبها، أدانت نقابة الصحفيين العراقيين اغتيال قوات الاحتلال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة فى جنين بالضفة الغربية.

 

وأوضحت النقابة- فى بيان أوردته قناة (السومرية نيوز) العراقية، أن "تلك الجريمة البشعة التى أثارت استغراب واستنكار وتنديد العالم ممثلًا بمنظماته الدولية والصحفية تعد خرقًا فادحًا للمسئولية الإعلامية وحرية العمل الصحفى والتى تؤكد عليها القوانين والمواثيق الدولية".

 

وأضافت أنه فى الوقت الذى تعلن فيه عن تضامنها مع الصحفيين الفلسطينيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإنها تطالب بإجراء تحقيق دولى عاجل للكشف عن القتلة وتقديمهم للعدالة، داعية كل المنظمات والهيئات الدولية للوقوف بوجه الجيش الإسرائيلى للكف عن جرائمه التى امتدت هذه المرة لاغتيال الصحفيين الذين يؤدون واجبهم المهنى ودون مراعاة للقوانين الدولية التى تؤكد على حماية الصحفيين وضمان سلامتهم.

 

وطالبت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تحقيق دولى محايد ومستقل وشفاف تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية، ورفضت أى مناورات تروم التستر على المجرمين سواء الذين أصدروا الأوامر أو الذين خططوا أو الذين نفذوا، ضمانا لعدم إفلات الجناة من العقاب.

 

كما وجهت نداء إلى المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان من أجل اعتبار استهداف الصحفيات والصحفيين أثناء تغطية الحروب والنزاعات المسلحة جريمة حرب على غرار استهداف طواقم الإسعاف.

 

كذلك أدان رئيس البرلمان العربى عادل العسومى، الجريمة البشعة مطالبًا المجتمع الدولى والمؤسسات الحقوقية والقانونية، بمحاسبة قوة الاحتلال، وملاحقة مرتكبى هذا العمل الجبان، الذى يمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي.

 

وأكد رئيس البرلمان العربى، فى بيان، أن "هذه الجريمة الشنعاء تأتى ضمن سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات، التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي". مستنكرًا هذه الجرائم الممنهجة التى تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلى الأسود فى استهداف الصحفيين، وقتل صوت الحق المدافع عن العدالة.

 

وأكد أن "هذه الجرائم لن تنال من عزيمة الصحفيين فى إيصال رسالتهم، ولن توقف صوت الحق والحرية فى نقل الجرائم التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة".


print