يحبس اللبنانيون أنفاسهم مع انطلاق عملية التصويت فى الانتخابات النيابية اليوم الأحد 15 مايو، تلك الانتخابات التى سيترتب عليها مصير البلاد، التى تعانى من أزمات اقتصادية واجتماعية جمة وتنتظر تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتخاب المجلس النيابى لإتمام اتفاق صندوق النقد الدولى.
ويتنافس فى تلك الانتخابات 1043 مرشحاً ومرشحة، على 128 مقعدا بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين في عموم البلاد، وبتحليل تلك البيانات تبين بعض الملاحظات على القوائم الانتخابية اللبنانية أبرزها غياب أغلب زعماء السنة بعد انسحاب سعد الحريرى ونجيب ميقاتى وغيرهما من الوجوه المعروفة للتيار السنى، الأمر الذى يُثير مخاوف من شكل البرلمان المقبل واحتمالية حصول حزب الله على أغلبية نيابية تؤهله للسيطرة على الحكومة المقبلة.
وقبل بدء عملية التصويت أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أعضاء وفد بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات أن “ثمة مرشحين الى الانتخابات النيابية يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون حالياً ويدفعون المال لمصادرة خيارهم الذي يفترض ان يكون محرراً من اي قيد”.
واشار الرئيس عون، الى أن بعض المال الذي يُدفع في هذا الاستحقاق الانتخابي يأتي من خارج لبنان، “وهو ما دفعني بالامس الى طلب التشدد في ملاحقة الاجهزة الامنية والقضائية للراشين والمرتشين لمنع استمرار هذه الممارسات التي سوف تؤثر سلباً على الممارسة الديموقراطية في الانتخابات وربما على نتائجها”.
وفيما أكد الرئيس عون رهانه على وعي الناخبين ورفضهم ان يكونوا سلعاً تباع وتُشترى، لاسيما في زمن الانتخابات، أبلغ اعضاء البعثة الاوروبية ان كل المعطيات المتصلة بأعمال الرشوة وغيرها ستوضع بتصرف البعثة لتكون لديها صورة كاملة عن هذه المخالفات التي تعاقب عليها القوانين.
ونوّه الرئيس عون بعمل أفراد البعثة التي تضم نواباً في البرلمان الاوروبي من فرنسا وايطاليا والمانيا والبرتغال وبولندا والمجر، مؤكداً تقديم كل التسهيلات التي تجعل مهمتهم ناجحة بالتعاون مع الادارات اللبنانية المعنية بالانتخابات، شاكراً لرئيسة البرلمان الاوروبي روبرتا ميتسولا ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الاوروبية ارسولا فون درلايين على ايفاد هذه البعثة التي تشارك مع بعثة عربية واخرى فرانكوفونية ومراقبين دوليين في متابعة مسار العملية الانتخابية.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى على أن "استحقاق الإنتخابات النيابية في 15 مايو هو الأخطر في تاريخ لبنان المعاصر وهو أيضا الأهم منذ اتفاق الطائف".
وقبل يوم من انطلاق عملية التصويت دعا "الناخبين اللبنانيين وخاصة أبناء الجنوب، الى تحويل هذا الإستحقاق الى يوم للاستفتاء على الثوابت الوطنية وخاصة ثوابت الوحدة والعيش المشترك".
فيما أصدر وزير التربية والتعليم العالى بلبنان الدكتور عباس الحلبى تعميما إلى جميع المسؤولين عن المدارس والمعاهد الرسمية بتعطيل الدراسة بجميع المدارس والمعاهد، حتى الاثنين المقبل، وذلك تزامنا من الانتخابات النيابية التى تجرى فى البلاد يوم الأحد المقبل والتى يحق لقرابة 4 ملايين لبنانى المشاركة فيها.
وأكد الوزير فى قراره أن تعطيل الدراسة يبدأ من صباح اليوم الخميس لتسهيل الأمر على أفراد الهيئة التعليمية المكلفين بأعمال الانتخابات للمشاركة والاقتراع فى اللجان المخصصة لهم ببلداتهم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لتسليم أبنية الثانويات والمدارس والمعاهد الرسمية التى تم اختيارها لتكون مراكز اقتراع لهذه الانتخابات على جميع الأراضى اللبنانية، لهيئة تنظيم الانتخابات والقوى الأمنية يوم السبت.
وأوضح أن أبنية المدارس ستظل مشغولة حتى اليوم التالى للانتخابات للقيام بأعمال التنظيف وإعادة تحضيرها لمباشرة التدريس، وتعطل المدارس بشكل طبيعى يومى السبت والأحد من كل أسبوع فى الإجازة الأسبوعية.