الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:46 م

"حرب القمح" تشتعل من جديد.. واشتطن تتهم روسيا باستخدام الغذاء كسلاح لمحاربة العالم.. وموسكو ترد: "لسنا أغبياء"

"حرب القمح" تشتعل من جديد.. واشتطن تتهم روسيا باستخدام الغذاء كسلاح لمحاربة العالم.. وموسكو ترد: "لسنا أغبياء"
الأحد، 22 مايو 2022 09:40 ص

لا تزال التداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا يتردد صداها عبر أنحاء العالم، بعدما تسببت فى موجة من الارتفاع الهائل فى أسعار كافة السلع، بالشكل الذى باتت معه الجميع يعانون لتلبية مستلزماتهم الحياتية اليومية.

 

 

وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد اتهم روسيا باستخدام الغذاء سلاحا فى أوكرانيا ليس فقط ضد الملايين من سكانها، ولكن أيضا ضد للملايين حول العالم الذين يعتمدون على الصادرات الأوكرانية، وذلك من خلال احتجاز إمدادات الغذاء "رهينة".

 

وقال: "يبدو أن الحكومة الروسية تعتقد أن استخدام الغذاء سلاحا سيساعد فى تحقيق ما لم يفعله غزوها، وهو تحطيم معنويات الشعب الأوكرانى، إن الإمدادات الغذائية لملايين الأوكرانيين وملايين آخرين حول العالم يحتجزها الجيش الروسى حرفيا رهينة".

 

 وردت موسكو على تلك المزاعم، وقالت على لسان أحد مسئوليها إن الروس "ليسوا أغبياء" ولن يصدروا الغذاء وهم يخضعون لعقوبات صارمة.

 

ورصدت وكالة أسوشيتبرس الأمريكية تأثير حرب أوكرانيا على ارتفاع الأسعار حول العالم، وقالت إن الحرب سارعت من معدلات التضخم فى أوروبا وحول العالم، بينما ارتفعت أسعار الطاقة والمواد والغذاء بمعدلات غير مسبوقة منذ عقود، وتسبب ذلك فى صدمة أقوى فى متاجر البقالة ومحطات الوقود ومواقع البناء.

 

وأشارت الوكالة إلى أن ارتفاع أسعار الغاز والنفط هى السبب الرئيسى للتضخم فى أوروبا، التى تعتمد بشدة على الطاقة الروسية لتوليد الكههرباء وتشغيل المصانع. ومن المتوقع ان يصل التضخم 7% هذا عام فى الاتحاد الأوروبى، سيساهم فى إبطاء معدلات النمو.

 

  وذهبت الوكالة إلى القول بأن تجار الأسماك والمزارعين اضطروا إلى فرض أسعار على صيدهم ومحاصيلهم يرونها فلكية. ويهدد ارتفاع أسعار الوقود بشل حركة النقل البرى للبضائع. كما أن أسعار الخبز آخذة فى الارتفاع من بولندا إلى بلجيكا. واندلعت احتجاجات بسبب ارتفاع الأسعار فى أماكن مثل بلغاريا.

 

 وبينما استجابت الحكومات بتخفيضات ضريبية ومساعدات أخرى، فإنها تواجه قيودا فى تخفيف تأثير أسواق الطاقة المتقلبة.

 

 وحتى المقتصدون، الذين يربون الدجاج فى الفناء الخلفى لمنازلهم، يتساءلون عما إذا كان سعر العلف يستحق البيض الذى ينتجونه. وتقول إلينا تشيرنيك، مساعدة متجر فى وارسو ببولندا بالحسابات، وترى ان أسعار الحبوب لدجاجتها ترتفع بنسبة 150%، لتصلى إلى 200 زلوتى، أى 45 دولارا لكل 100 كيلو جرام.

 

 

 

 وبالنسبة لمحدودى الدخل، تقول أسوشيتدبرس إنه يسود بينهم إحساس بالعجز. وتقول إيفا فوشسوفا، وهم أم لثلا أطفال تعيش فى بلدة توسكوف فى غرب التشيك إنها كانت شخصا إيجابيا، لكن فى الوقت الحالى لا يمكنها رؤية الضوء فى نهاية النفق.

 

 من ناحية أخرى، قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية فى الولايات المتحدة وخارجها قد دفع البلدان إلى حظر تصدير السلع الزراعية الأساسية، مما تسبب فى زيادة أسعار المواد الغذائية محليا، مما دفع المهندسون الزراعيين إلى التساؤل عن المحاصيل الإضافية التى يمكن أن تواجه قيود إمداد، حتى وصولها إلى متاجر البقالة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن تضخم الغذاء فى الولايات المتحدة بلغ بالفعل أعلى مستوى له خلال 40 عاما، حيث ارتفع المؤشر السنوى لأسعار استهلاك الطعام إلى 9.4% فى إبريل، وهى أعلى زيادة على مدار 12 شهرا منذ عام 1981، وفقا لوزارة العدل الأمريكية.

 

 

كما ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن والأسماك والبيض بأكثر من 14% خلال العام الماضى، وهى أكبر قفزة منذ عام 1979.

 

 

وأدى الحظر الجزئى الذى فرضته الهند على صادرات القمح إلى زيادة أسعار محاصيل القمح الشتوية بأكثر من 8% قبل أن تتراجع قليلا يوم الأربعاء الماضى. وأدى القرار إلى تفاقم أزمة السلع التى أطلقتها الحرب فى أوركرنيا، والتى يشار إليها غاليا باسم سلة خبز أوروبا.

 

 

 وقال ميرك جيكانوسكى، الباحث الاقتصادى فى وزارة الزراعة الأمريكية، إنه كان هناك بعض التفكير العام فى أن الهند ستكون قادرة على سد جزء كبير من فجوة الإمداد التى كانت أوكرانيا تملؤها، لكن ليس من المرجح تماما أن يحدث ذلك ها العام. وتابع أن إعلان الهند حظر صادراته، والذى أدى إلى مزيد من ارتفاع الأسعار يشير إلى أن الإمدادات العالمية تزداد قيودا.


الأكثر قراءة



print