دمار الحرب لا يقتصر فقط على تدمير المدن والخسائر الاقتصادية والبشرية، بل إن لهيب القصف ونيران المدافع تطال كافة مناحى الحياة، وفى الصراع الروسى الأوكرانى الذى يمتد لشهره الرابع بدأت أثار الحرب على الفن والتعليم تظهر بشكل واضح.
الخصمان بعد أن انهك كل منهما الآخر اقتصاديا وبشريا وسياسيا، تحولوا إلى ساحة حرب جديدة بعيدا عن أرض المعركة فى مجالات التعليم والفن، حيث عملت الغرف التشريعية فى كلا البلدين على إصدار قوانين لعرقلة الحصول على الشهادات العلمية المتبادلة.
وخلال اليومين الماضيان سجل البرلمان الأوكراني مشروع قرار يدعو بموجبه البلدان الأخرى إلى إلغاء تصديق الوثائق الروسية الخاصة بالتعليم والحصول على الدرجات العلمية، وناشد القرار حكومات الدول الأخرى بطلب فسخ اتفاقيات التعاون في مجال التعليم وإلغاء إجراءات تصديق الوثائق الروسية الخاصة بالتعليم والحصول على الدرجات العلمية.
القرار الأوكرانى لعرقلة الاعتراف بالشهادات الروسية شهد قرار مماثل من روسيا، حيث يأتي هذا في الوقت الذى كشفت فيه النائبة الأولى لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي، سفيتلانا زوروفا، أن "النواب سينظرون في جميع المعاهدات الدولية ويحللون جدوى مشاركة روسيا في المنظمات المختلفة".
وأعلنت وزارتى التعليم والعلوم والخارجية الروسيتان، أنهما تقومان ببحث ودراسة أطر الاتفاقيات الروسية الأمريكية في مجال التعاون العلمي والتعليمي، بهدف إنهائها أو تعليق مفعولها، وأكدت وزارة التعليم والعلوم، أنها "تعمل على هذه القضايا بالاشتراك مع وزارة الخارجية".
و اعتبرت عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن "احتمالية انسحاب روسيا من المنظمات الأخرى في المستقبل القريب عالية للغاية، على سبيل المثال، يجب إعادة النظر في الحاجة إلى المشاركة في OSCE (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا)، ولكن يجب النظر في كل اتفاقية من قبل الإدارة الرويبة المعنية".
ولم تنقضى ساعات حتى تقدم عدد من نواب البرلمان الأوكرانى بطلب حظر أداء الأعمال الموسيقية للمواطنين الروس، باستثناء الفنانين الذين تنازلوا عن الجنسية الروسية، والمعارضين للعملية العسكرية في أوكرانيا.
ووفق موقع البرلمان الأوكراني، ينطبق الحظر على أعمال المطربين والموسيقيين المعاصرين الذين يعتبرون أو كانوا من مواطني روسيا منذ عام 1991.
وجاء في نص المشروع :"يحظر على أراضي أوكرانيا أداء تسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو ومقاطع فيديو موسيقية اعلانية تتضمن أداء عمل موسيقي غير درامي مع كلمات يؤديها مغن يعد أو كان بعد عام 1991، مواطنا في الدولة التي تعتبرها الهيئة العليا للبرلمان الأوكراني دولة معتدية".
ويقترح معدو مشروع القانون إجراء استثناء لأعمال الفنانين الذين كانوا مواطنين روسيين، لكنهم تنازلوا بعد ذلك عن الجنسية الروسية وحصلوا على جنسية أوكرانيا. بالإضافة لذلك، يقترح السماح بأداء أعمال الفنانين الروس الذين عارضوا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. ومن المفترض إنشاء قائمة لهؤلاء المطربين والموسيقيين. وللتسجيل فيها، يجب على الفنان الروسي تقديم طلب إلى خدمة الأمن في أوكرانيا بذلك.