مصر.. هى حضن القارة السمراء الكبير، هى البوابة الأفريقية، وقلبها النابض الذى يوهبها الحياة، ومنذ نحو 8 سنوات نجحت القيادة السياسية المصرية ببراعة فى إعادة مصر إلى مكانتها فى القارة وبجهود دؤوبة ومتواصلة، وكانت مصر العود والسند للأشقاء فى القارة، فى ضوء إدراك الدولة المصرية الواسع لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة.
وإذا صلح القلب صلح الجسد كله وصارت مصر القلب الكبير لأفريقيا، الذى يمنحها الحياة، حيث استأنفت حضورها الواسع ونشاطها الكبير فى العمق الأفريقى، وبلغة الأرقام فإن مصر نجحت فى احياء تعاونها مع معظم دول القارة وفعت مستوى تعاونها فى مجالات مختلفة وكثفت جهود التواصل المستمر والتعاون وتبادل الزيارات، وحتى تقديم الدعم والمساعدات للأشقاء.
وتتنوع المساعدات المصرية ، ففى المجال الطبى والصحة، نجحت مصر فى دعم ومساندة الأشقاء فى أفريقيا، وتمكنت من المساهمة فى دفع مخاطر الأمراض والأوبئة وساهمت فى انشاء المستشفيات ودور الرعاية الصحية والتأهيل، حيث قدمت السلطات الصحية العديد من المساعدات الطبية.
السودان
تمثل دولة السودان الشقيق عمقا استراتيجيا لمصر، وبخلاف الدعم السياسى قدمت مصر الدعم فى محتلف المجالات، وفى اكتوبر 2020، أرسلت مصر وفدا طبيا لعلاج مصابي الثورة السودانية برئاسة الدكتور محمد جاد مساعد وزيرة الصحة رئيس هيئة الإسعاف، كما فتحت وزارة الصحة المصرية مستشفياتها لعلاج مصابي الثورة السودانية ففى مارس 2021 وصل 33 مصابا لاستكمال علاجهم فى القاهرة.
وتأتي المساعدات الإنسانية تأكيدا على عمق الروابط والعالقات التاريخية الراسخة التي تجمع مصر والسودان، فقد قامت مصر بإرسال شحنة مساعدات طبية للسودان في مايو 2019 عبارة عن 25 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية للمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوداني، وقد تم إعداد وتجهيز شحنات المساعدات ونقلها عبر طائرات عسكرية إلى مطار الخرطوم بالسودان.
وتم فتح جسر جوي بين البلدين لدعم منظومة الصحة في دولة السودان، ومنذ شهر أبريل عام 2019 وحتى 2021، أرسلت مصر أكثر من 182.5 طن من المساعدات الطبية إلى دولة السودان، تشمل 21.5 طن ألبان أطفال، و161 طنا من الأدوية بكافة أنواعها، ومحاليل، ومستلزمات طبية وجراحية ووقائية، بالإضافة إلى أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد.
وفى يونيو 2021 تم ارسال مساعدات طبية بـ 5 ملايين جنيه لمكافحة الملاريا في السودان حيث تسلمت المستشفيات والوحدات الصحية السودانية بالولايات الشمالية ودنقلا ونهر النيل "الإهداء السنوي" الذي تقدمه الحكومة المصرية للمشروع المصري السوداني المشترك لمكافحة الملاريا، وذلك بمبلغ 5 ملايين جنيه فى شكل أدوية مقاومة ومكافحة ومبيدات حشرية خاصة بمكافحة بعوضة الجامبيا المسببة للمرض.
ولمواجهة السيول في إطار تضامن مصر مع منكوبى السيول التي اجتاحته في اغسطس 2020، تم إعداد وتجهيز كميات كبيرة من المساعدات العاجلة لمتضرري السيول من الأشقاء بدولة السودان.
وبخصوص التعاون في مجال الصحة تم الاتفاق على التعاون في مجال مكافحة الأمراض ومراجعة إطار عمل إرسال القوافل الطبية المصرية المتخصصة، ودعم بناء القدرات في السودان، وتعزيز استفادة السودان من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعالج مليون إفريقي من فيروس سي.
وفى البرنامج التعليمى، أتاحت مصر 10 منح دراسية سنوًيا للأطباء السودانيين ضمن برنامج الزمالة المصرية، كما أتاحت بروتوكولات عالج فيروس "سي" للجانب السوداني للاستفادة منها، وتم تفعيل نظم الترصد والتحكم للأوبئة بين البلدين .
وفى مايو 2021، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني فى باريس أن مصر ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصة مصر لدى صندوق النقد الدولي لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها.
أوغندا
تتسم العلاقات المصرية الأوغندية بقوة ومتانة تعكسهما وجهات النظر المشتركة بين البلدين، فضلاً عن التعاون والتنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية علي رأسها قضية المياه ومحاربة الإرهاب والأزمات الإقليمية.
وفى نوفمبر 2015 أعلنت مصر أن إجمالي المساعدات التى قدمتها على مدار 16 سنة متواصلة إلى أوغندا لتطوير المشروعات المائية بلغت أكثر من 22.4 مليون دولار تم تقديمها كمنحة مصرية، شملت مشروعات التعاون الفني بين وزارة الموارد المائية والري المصرية، وفى اغسطس 2018، نفذت مصر مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة "كسيسي" بغرب أوغندا، وبلغت تكلفته 2.7 مليون دولار منحة مصرية بحسب محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري آنذاك.
وقدمت مصر مساعدات طبية، في عام 2008 قامت مصر بإعادة تأهيل مستشفي أتوجو بمنطقة روهوما بغرب أوغندا بتكلفة 280 ألف دولار، بالإضافة إلي المعدات والتجهيزات الطبية التي تم تزويد هذه المستشفي بها. وفى اغسطس 2016 قدمت مصر منحة طبية إلى مستشفى Mulago بالعاصمة كمبالا، عبارة عن وحدتي غسيل كلوي، ووحدة مناظير، ومجموعة من الأدوات والأجهزة الطبية الأخرى، وذلك ضمن المساعدات التي تقدمها الحكومة المصرية إلى العديد من الدول الأفريقية.
في 13نوفمبر 2007 قدمت الحكومة المصرية من خلال الصندوق معونات لضحايا الفيضانات التي ضربت شمال شرق أوغندا حوالي 750 كجم من الأدوية، وفى ديسمبر 2007 قدمت الحكومة المصرية من خلال الصندوق معونات لضحايا الفيضانات التي ضربت شمال شرق أوغندا ، قامت مصر بإرسال سبع حاويات تتضمن 140 مترا طنيا من الأرز و400 كرتونة زيت طعام، و80 خيمة كبيرة.
وفي أبريل 2010 أرسلت مصر مساعدات إغاثة إنسانية لضحايا الانهيارات الأرضية في منطقة بودودا بشرق أوغندا تضمت 1.2 طن من الأمصال، و2.5 طن من الأدوية، كما تم تقديم 10 آلاف دولار كمساعدة لمقاطعة "كابشوروا" في مجال التنمية الاجتماعية للمرأة.
غينيا الاستوائية
علاقات متميزة تتمتع بها مصر مع غينيا الاستوائية منذ استقلالها فى 1968، وتشعبت بين تعاون منح مساعدات وحرصت مصر على دعم الكوادر الغينية ، وعلى الجانب الانسانى ارسلت مصر شحنة مساعدات طبية وإنسانية سلطات غينيا الاستوائية لإغاثة ضحايا التفجيرات التي شهدتها مدينة باتا خيل شهر مارس 2021 فى أبريل 2021.
مبادرات الرئيس السيسي للقارة السمراء
وبخلاق المساهمات الطبية، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مبادرات صحية من أجل أفريقيا، ففى مارس 2019 اطلاق مبادرة علاج مليون أفريقى من فيروس "سي" خلال ملتقى أسوان للشباب العربى الأفريقى، وفى يونيو 2022، أطلق الرئيس مبادرة من مصر لتقديم 30 مليون جرعة للتطعيم ضد فيروس كورونا للأشقاء في الدول الأفريقية وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي فى المؤتمر والمعرض الطبي الأول بأفريقيا... ولاتزال مصر تعمل من أجل صحة أفريقيا.