قطاع السياحة من القطاعات الهامة التي ستلعب دورا هاما في تنمية الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة، وهو ما يتطلب تذليل العقبات والتحديات الموجودة في هذا القطاع، وتبني مخطط للتطوير، وخلال الأيام الأخيرة، استخدم عدد من النواب أدواتهم الرقابية لبحث مشكلات القطاع والدفع نحو إيجاد حلول جذرية تساهم في تحقيق الهدف المنشود من القطاع الحيوي، فقد تقدمت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة والآثار، بشأن "رفع أسعار تذاكر زيارة المناطق الأثرية".
وقالت النائبة في طلبها: في الوقت الذي نحتاج فيه الدعم المعنوي والمادي لزيارة هذه الكنوز المصرية وترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى أبنائنا من خلال إدراكهم لقيمة عظمة تاريخهم واثارهم، نجد وزارة الآثار متمثلة في المجلس الأعلى للآثار، قد اتخذت قرارا برفع أسعار زيارة الأماكن الآثرية للمصريين والطلبه وغير المصريين.
كما تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار حنفى جبالي، رئيس المجلس، باقتراح برغبة بشأن إنشاء مجلس أعلى للسياحة العلاجية يتولى إعداد الخطط لتطوير أماكن السياحة العلاجية فى مصر، واقتراح التشريعات اللازمة لإدارة هذا القطاع وتنظيم خدماته، إطلاق حملات ترويجية لأماكن السياحة العلاجية محليا وعالميا.
وقال "محسب"، إن مصر تمتلك أماكن سياحة علاجية متنوعة، وذات شهرة تاريخية مثل حلوان، عين الصيرة، العين السخنة، الغردقة، الفيوم، منطقة الواحات، اسوان، سيناء، وسفاجا، لافتا إلى أن مصر تمتلك أيضا مصادر مياه غنية بالعناصر المعدنية والكبريتية، كذلك تربتها الغنية برمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة .
وأشار "محسب"، إلى أن مصر تمتلك العيون الكبريتية والمعدنية التى تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد والذى يفوق فى نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية فى العالم، وتوافر التمى في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفى العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها، كما ثبت أيضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال .
وأكد عضو مجلس النواب، أن هناك عددا من المعوقات التى تواجه تطوير قطاع السياحة العلاجية فى مصر، أبرزها عدم وجود كيان خاص بهذا القطاع، وغياب التشريعات التى تنظم خدمات السياحة العلاجية، ووجود تداخل فى الاختصاصات بين الوزارات، وعدم وجود بنية فى معظم أماكن الاستشفاء، وعدم وجود خرائط إرشادية واضحة للأماكن التى بها استشفاء أو سياحة علاجية والترويج لها محليا وعالميا.
وشدد "محسب"، على أهمية وجود كيان خاص يقوم بإدارة هذا القطاع ووضع خطط لتطويره، والترويج له، للاستفادة منه كأحد مصادر الدخل القومى، مؤكدا أنه السياحة العلاجية فى مصر تعانى حالة من التراجع بشكل ملحوظ.
وفي هذا السياق قالت النائبة نورا علي، رئيس لجنة السياحة، إن كل ما تقوم به الدولة من مشروعات ضخمة وتطوير في البنية الأساسية وشبكات الطرق والمواصلات، وإقامة المتاحف التي تروج لمقومات مصر الحضارية وتراثها العريق وآثارها التاريخية، يصب في صالح السياحة، مشيرة إلى أن قضية الإنفاق فيما يتعلق بالقطاع السياحي تحتاج منا جميعًا إلى وقفة، حيث إن عائد الإنفاق أضعاف ما يتم انفاقه..
وأضافت "على"، أن الإعداد للمستقبل السياحي يحتاج إلى تخطيط ونظرة شاملة فيما يتعلق بالترويج وفتح أسواق جديدة، وزيادة تكلفة المشاركة بالمعارض، وتشجيع الوكالات ومنظمي الرحلات على زيادة رحلاتهم، وتطبيق عروض لتحفيز الاقبال على شركات الطيران الوطنية.
كما شددت على ضرورة استمرار التسهيلات والمبادرات المصرفية لتمويل عمليات الاحلال والتجديد للمنشآت الفندقية والسياحية، وعمل التسويات المالية مع المستثمرين، وإعادة النظر في السياسة الضريبية المفروضة على القطاع، وزيادة دعم حملات الترويج والتنشيط .
وعلى جانب آخر اعتبر المهندس هاني العسال، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، أن اتخاذ الحكومة خطوات تنفيذية في ملف تعزيز الوعي السياحي لدى الأطفال والكبار في مصر، يمثل ضرورة ملحة لما يسهم في تنشيط القطاع ودعمه، وتعريفهم بالمقومات التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري والحضارة المصرية العريقة.
وشدد " العسال"، أن ذلك يدعم السياحة في مواجهة الأزمات العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، بإيجاد أسواق بديلة واستقطاب شرائح متنوعة، مشددا على ضرورة التدقيق في المحتوى العلمي للكتيبات التي سيتم إعدادها للأطفال لرفع الوعي السياحي وأن تعتمد على الأسلوب الشيق الجذاب والمتناسب مع فكر الطفل وتطورات العصر لتعريفهم بأهمية السياحة والحضارة المصرية العريقة، وأيضا المواد الدعائية التي سيتم وضعها بالمواقع الأثرية والمتاحف.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تنشيط القطاع السياحي والترويج له يرتبط بالتربية السياحية بالمدارس وهو ما يتطلب ضرورة وجود برنامج متكامل يعزز فرص الوعي بين الأطفال والنشء، مطالبا بضرورة تحفيز الاستثمار السياحي بما ينمي من وجود وجهات سياحية للأطفال بمصر ويعزز من مفهوم "سياحة الأطفال" والتي ترتكز على إنشاء مدن للألعاب أو مجمعات ترفيهية وغيرها من الأنماط السياحية وتشمل في طياتها التعريف بحضارة مصر وتاريخها.
وطالب عضو مجلس الشيوخ، بضرورة تكثيف ورش عمل ورحلات مدرسية بين الطلبة لرفع الوعي السياحي بين الطلاب، كلا وفق مرحلته العمرية، إنتاج كتيبات فنية تعريفية لتعريف الأطفال بالأماكن السياحية، النظر في تأهيل المعلمين أولا وزيادة الوعي السياحي ومن ثم إسهام ذلك في رفع الوعي لدى النشء خاصة وأن ذلك يزيد من روح الانتماء الوطني ويحفظ الهوية المصرية.
وشدد على ضرورة زيادة إنتاج أفلام ثقافية تسجيلية عن تنوع الحضارات والنظر في زيادة إنتاج الأفلام أو المسلسلات الكارتونية والتي تزيد من التعريف بمعالم البلاد، بجانب تأهيل المشرفين بالرحلات المدرسية للوعي السياحي والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والآثار في توفير مرشدين سياحيين لتلك الرحلات، مطالبا أن يتضمن البرنامج، التعريف بيوم السياحة العالمي في المدارس، وتوفير شركات السياحة رحلات للطلبة بالأماكن السياحية بسعر مخفض.