"365 يوما من التجديف وسط الأمواج المتقلبة حتى الوصول لبر الأمان".. رحلة خاضتها تونس على مدار عام منذ 25 يوليو الماضى عندما أطلق الرئيس قيس سعيد ثورة التصحيح بإقالة الحكومة وتعليق عمل البرلمان ودستور 2014 وبدء الحرب ضد الفساد الذى استشرى في البلاد بقيادة حزب النهضة الإخوانى، وصولا إلى اليوم بإجراء الاستفتاء على دستور جديد يؤسس لمرحلة بيضاء في تاريخ تونس الخضراء.
ورغم أن نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد - والذى يؤسس لنظام أشبه بالرئاسى بعد أن أثبت النظام البرلماني فشله على مدار السنوات الماضية- لم تظهر بعد، إلا أن مرور اليوم بسلام ونظام في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد يعد عبورا أمناً نحو مرحلة جديدة.
وقال قيس سعيد إن عملية الاستفتاء على الدستور تمثل إرادة الشعب الذى سيبنى تونس جديدة، موضحا أنه على الشعب أن يكون في الموعد ولا يستجيب لمن يدفعون الأموال، وأضاف :"رئيس الجمهورية يستمد مشروعيته من الشعب ونحن أمام خيار تاريخي، مشددا على أنه لا مجال للسطو على مقدرات الشعب التونسي، ونسعي لتحقيق مطالب التونسيين بالإصلاح ومحاربة الفساد".
وتابع الرئيس قيس سعيد: "التصويت لصالح الدستور الجديد ينهي سنوات "المهازل سيئة الذكر"، مضيفا :"كل واحد منا يمتلك جزءا من السيادة، وعليه أن يمارس سيادته".
وأكدت الهيئة المستقلة للانتخابات أن نسب المشاركة في الاستفتاء على الدستور تفوق نسب المشاركة في الانتخابات التي جرت بـ2019، وان الفئة العمرية 45 سنة فما فوق هي الاكثر تصويتا، لافته إلى أن عملية فرز الأصوات ستكون حينيّة ومباشرة، وذلك بحضور الجميع، ثمّ سيتمّ إمضاء محضر بمن حضر وتعليقه مباشرة أمام المكتب، وتتمّ فيما بعد عملية التجميع على المستوى الجهوي، مرجحه الإعلان عن النتائج الأوّلية للاستفتاء غدا الثلاثاء 26 في حدود الساعة السادسة مساءً.
وكانت صناديق الاقتراع قد فتحت أبوابها في وقت سابق الاثنين، للاستفتاء على مشروع دستور جديد اقترحه الرئيس قيس سعيّد، وأكد رئيس هيئة الانتخابات التونسية، فاروق بوعسكر، أن عملية الاستفتاء على الدستور الجديد سارت بشكل سلس وطبيعي، في جميع مراكز الاقتراع داخل الجمهورية البالغ عددها 4800 مركزا وتضم ما يناهز 11.600 مكتب إقتراع.
وبشهادة المراقبين فإن عملية الاستفتاء تمت بدون خروقات، حيث أكد رئيس بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الاستفتاء على مشروع الدستور التونسى الجديد السفير الدكتور حسين الهنداوى، أن ملاحظي الجامعة العربية انتشروا على شكل فرق فى عدد من الولايات التونسية لزيارة عدد من مراكز ومكاتب الاقتراع منذ افتتاحها في السادسة صباح الاثنين .
وقال رئيس البعثة "ملاحظي الجامعة العربية سجلوا في مراكز التصويت التي زاروها خلال فترة الافتتاح تأمينا كاملا، مع عدم وجود مظاهر للدعاية في محيطها، وتوافر المواد الانتخابية الأساسية، وتواجد أعضاء مكاتب التصويت، وسلامة إجراءات عملية الافتتاح، بالإضافة إلى التواجد الواضح للملاحظين المحليين، فيما سجلت البعثة في بعض مراكز التصويت التي زارتها تأخرا طفيفا في افتتاحها، وعدم تواجد ممثلي الأطراف المشاركة في حملة الاستفتاء".
وأوضح أن البعثة سجلت سلامة إجراءات عملية التصويت، وضمان الخلوة لسرية الاقتراع في معظم المراكز، مع مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأميين، وتعليق سجل الناخبين بالخارج.