شهدت الفترة الماضية ارتفاع معدلات حوادث الطرق، والتي حصدت أرواح وتسببت في إصابات لمئات المصريين، حيث كشف تقرير الجهاز المركـزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث أن عدد إصابات حوادث الطرق بلغ 51511 إصابة عام 2021، كما بلغ عدد المتوفين 7101 متوفى عام 2021 مقابل 6164 متوفى عام 2020 بنسبة ارتفاع 15.2%، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من النواب، الذين سارعوا بتقديم حلول لهذه الأزمة، فقد طالب الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، بزيادة تطبيق معايير الأمان، وتطبيق نظام النقاط السوداء لتقليل حوادث الطرق التي تقع بسبب الإهمال والاستهتار، لمواجهة مسلسل حوادث الطرق الذي يحصد أرواح المواطنين يوميا.
وقال "الهضيبي"، إن المصريين يستيقظون يوميا على حادث مروري مؤلم، وكان آخرها الحادث الذي وقع على الطريق الصحراوي بمحافظة المنيا، وراح ضحيته 23 شخصًا وأصيب 32 آخرين، بعد تصادم أتوبيس بـسيارة نقل، لافتا إلى أن حوادث المرور أزمة عالمية وقد حاولت الدولة تحسين البنية التحتية إلا أن ذلك لم يمنع نزيف الأسفلت.
وأضاف "الهضيبي"، أن السبب الأساسي في تزايد معدلات حوادث الطرق هو قائدي السيارات، بسبب زيادة السرعة، وعدم اتباع التعليمات المرورية، وتعاطي المخدرات، والاستهتار، والتراخي في تطبيق معايير الأمان، ورعونة القيادة.
وطالب" الهضيبي"، الدولة باتخاذ خطوات جادة لتقليل حوادث الطرق التي تحصد أرواح المصريين كل يوم، بسبب الإهمال والاستهتار، مشددا على زيادة تطبيق معايير الأمان على الطرق السريعة، ومواجهة رعونة القيادة بتطبيق عقوبات وغرامات راجعة تصل إلى سحب رخصة القيادة لمدة ٣ شهور، وفي حال التكرار يتم سحبها لمدة سنة، وحال العود تسحب نهائيا، والتوسع في وضع أجهزة المراقبة من رادارات وكاميرات وخلافه.
وشدد على عدم إصدار رخص القيادة إلا من شهادة معتمدة من مدارس للقيادة خاصة أن الموجودة حاليا غير مؤهلة، ووضع محدد للسرعات داخل المركبات، خاصة سيارات النقل الثقيل لتقليل الحوادث.
وكما اقترح "الهضيبي"، تركيب مسجل لحظي للأحداث بداخل سيارات النقل الثقيل أو المركبات الأخرى لها يقوم بتسجيل جميع اللحظات التي تحدث مع السائقين أثناء القيادة، حتى يمكن التفتيش عليه من خلالها، وإلزام سائقي السيارات بالسرعات المحددة لمنع وقوع الحوادث المرورية.
واقترح النائب أيضا تطبيق نظام النقاط السوداء، من خلال تسجيل نقاط سلبية بمجرد ارتكاب حوادث أو مخالفات مرورية تتوقف الرخصة، وفى حالة القيادة بدون الرخصة يتم تنفيذ الحبس الوجوبي له حتى يتم الحد من الحوادث المرورية، مؤكدا على أهمية وضع نقاط إسعاف على مسافات متقاربة بالطرق السريعة.
كما طالب النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو لجنة النقل بمجلس النواب، بضرورة الاهتمام بزيادة العلامات الإرشادية على الطرق الداخلية والدورانات داخل المدن، وذلك بهدف الحد من زيادة معدلات الحوادث التي تقع نتيجة أخطاء من بعض قائدي السيارات بسبب عدم وجود علامات إرشادية كافية.
ودعا عضو مجلس النواب، إلى أهمية تكثيف عدد أجهزة الرادار على الطرق السريعة، للحد من تجاوزات السرعة والتي ينتج عنها حوادث تزهق أرواح الكثير من المواطنين فضلا عن المصابين.
وشدد النائب محمد زين الدين، على ضرورة العمل من أجل زيادة عدد أجهزة الرادار الحديثة بجميع الطرق، وكذلك التوسع في نشر كاميرات المراقبة حتى يكون هناك التزام تام بالسرعات المقررة على كل طريق لتلافي الحوادث.
وأشار عضو لجنة النقل بالبرلمان، إلى ضرورة تنظيم سير النقل الثقيل على الطرق السريعة، الواصلة بين المحافظات على مستوى الجمهورية، بحيث يكون لها طرق بديلة بعيدة عن الطرق الأساسية التي تمر على مناطق سكنية ويستخدمها قائدي السيارات الملاكي.
واقترح النائب أن يتم تنظيم أوقات سير سيارات النقل الثقيل بحيث يكون بعد الثانية عشر مساء وحتى السادسة صباحا، أسوة بقرار منع سير سيارات النقل على الطريق الدائري نهارا حتى منتصف الليل، وهو ما أدى إلى تقليل عدد الحوادث على الطريق الدائرى منذ تطبيق ذلك القرار.
وأكد النائب محمد زين الدين، عضو مجلس النواب، على ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بخطورة الممارسات الخاطئة على الطرق بكافة أنواعها، سواء بتجاوز السرعات المقررة أو بالسير عكس الاتجاه أو مخالفة القواعد المرورية، وذلك من خلال حملات توعية مستمرة عبر مختلف المنافذ الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الإرشادات المرورية بهدف الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف بعمليات التوعية.
وبدوره طالب النائب أحمد عبد السلام قوره، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، بضرورة تطبيق القانون بكل حسم وقوة على مخالفات سائقي التريلات بمختلف الطرق على مستوى الجمهورية للحد من وقوع الحوادث، مؤكداً أنه بعد تحديث منظومة الطرق ووجود شبكة قومية للطرق في مصر على مستوى رفيع المستوى فإنه يجب على جميع سائقي السيارات الالتزام بنصوص القانون.
وأوضح قوره، أن هناك عدداً من الضوابط المهمة لتنظيم سير النقل الثقيل، بالإضافة إلى العديد من التدابير والإجراءات التي يجب تطبيقها على سائقي النقل الثقيل لمنع وقوع الحوادث، وكذلك الحد من الحوادث التي تتسبب في وفاة الكثير من الأشخاص الا أنه لا يتم من قبل السائقين الالتزام بهذه الضوابط وفى مقدمتها مراعاة الحد الأدنى للحمولة المقررة على الطرق، بحد أقصى 2 طن والالتزام بالطرق المخصصة لسير السيارات النقل وأيضا الالتزام بمواعيد سير النقل الثقيل، وهى من 11 مساء حتى السادسة صباحاً وعدم السماح بحاملي المواد النفطية والغذائية بالسير في أوقات أخري، والالتزام بالسرعة المحددة لسيارات النقل الثقيل اضافة الى الالتزام بمسارات السير المسموح لها السير بها.
