لم تكن العراق أول دولة على مستوى العالم يتعرض قصرها الرئاسي الذي يعبر عن قوة الدولة وكلمتها النافذة للاقتحام، فقد شهدت الشهور الماضية عدة اقتحامات ممثالة للقصر الرئاسي في سيريلانكا والأرجنتين، حيث اختلفت الأسباب والاقتحام واحد.
البداية من العراق، حيث أدى قرار زعيم التيار الشيعي مقتدى الصدر، اعتزال العمل السياسي، حتى اقتحم مناضروه المنطقة الخضراء تبعه اقتحم عشرات المحتجين أسوار القصر الرئاسى فى العاصمة بغداد، وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى محتجين يتسلقون أسوار القصر الرئاسى فى المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، كما أظهرت لقطات أخرى العشرات متجمهرين أمام بوابات القصر.
وقال بيان للعمليات المشتركة وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إن "القوات الأمنية تدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفورى من داخل المنطقة الخضراء"، مؤكدة أنها "التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوى لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقى".
وأضاف البيان، أن "القوات الأمنية مسؤوليتها حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة"، مشيراً إلى أن "التعاطى مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين"، وأكد أن "القوات الأمنية ستقوم بواجبها فى حماية الأمن والاستقرار".
ودعت قيادة العمليات المشتركة العراقية، الاثنين، المتظاهرين إلى الانسحاب الفورى من داخل المنطقة الخضراء، وأعلنت فرض حظر تجوال شامل فى بغداد يبدأ فى الساعة الثالثة والنصف من ظهر اليوم.
وقالت القيادة فى بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "تقرر فرض حظر التجول الشامل فى العاصمة بغداد، ويشمل العجلات والمواطنين"، وأضاف أن "ذلك يبدأ اعتباراً من الساعة الثالثة والنصف من ظهر الاثنين".
ومن العراق إلى سيريلانكا، ففي بداية شهر يوليو الماضي، اقتحم الآلاف القصر الرئاسي، بسبب ارتفاع الأسعار وتردي الأحوال المعيشية في البلاد، بعدما أعلن رئيسها أن البلاد تشهد وضعا اقتصاديا هو الأسوأ وأن البلاد معرضة للإفلاس.
وفي الأرجنيتن نظم محتجون أرجنتينيون مسيرة إلى أبواب قصر الرئاسة بالأرجنتين، منتقدين حكومة الرئيس ألبرتو فرنانديز بسبب التضخم المرتفع والدين العام، تبع ذلك اقتحام القصر الرئاسي.
وفي فيديوهات متعددة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حشود الناس أمام القصر الرئاسي بالأرجنتين، حيث تواجه الأرجنتين المنتج الرئيسي لفول الصويا والذرة تضخما يتجاوز معدله 60%، وضغوطا ضخمة على عملة البيزو، وارتفاع تكاليف استيراد الغاز التي تستنزف احتياطيات العملات الأجنبية الضعيفة بالفعل.
ويواجه فرنانديز المنتمي ليسار الوسط تحديا متزايدا من جناح يساري متشدد في الائتلاف الحاكم يريد زيادة الإنفاق الحكومي لتخفيف مستويات الفقر المرتفعة والتضخم.
وأبرمت الأرجنتين اتفاقا بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا العام لتحل محل برنامج فاشل تم التوصل إليه في 2018.