أسدلت بريطانيا الستار على حقبة طويلة من تاريخها تحت حكم الملكة إليزاليث الثانية والتى ظلت جالسة على كرسى العرش 70 عاما، وفى موكب مهيب وجنازة أسطورية تليق بتاريخها ودعت البلاد الملكة الراحلة بحضور 500 من قادة ورؤساء العالم.
وفيما تعد جنازة الملكة إليزابيث هى جنازة الدولة الأولى منذ وفاة وينستون تشرشل، طغت كواليس التحضير للجنازة على المراسم الرسمية، تلك المراسم التى كشفت الصحافة البريطانية أن الملكة الراحلة وضعت لمساتها بنفسها على خطة دفنها، حتى أن هناك بعض الأمور تمت بناء على رغبتها الشخصية.
وحسب ما ذكره قصر باكنجهام، فوضعت الملكة إليزابيث الثانية لمسات شخصية ليوم جنازتها، حيث تم استشارتها منذ سنوات بشأن جميع الترتيبات.
ونشد المشاركون في جنازة الملكة إليزابيث الترنيمة التى تم غناؤها وعزفها في حفل زفاف الملكة في عام 1947، وضمن الترنيمة التى عزفت في جنازتها وزفافها، مزامير من الإنجيل تقول "نعم ، على الرغم من أنني أمشي في وادي الموت المظلم، إلا أنني لا أخاف من أي ألم؛ لأنك أنت معي ، ولا تزال عصاك ترعاني".
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فمن بين اللمسات التي طلبتها الملكة عزف معزوفة جنائزية من تأليف عازف الناي الخاص بها، حيث تم تقديم مقطوعة كورالية خاصة، من تأليف قائدة فرقة الموسيقى الملكية جوديث وير، ويقال إنها مستوحاه من "الإيمان المسيحي الراسخ" للملكة.
ومن بين المعلومات التى كشفت عنها صحيفة ”ديلي إكسبرس“ البريطانية، أن جثة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، تدفن وهي مرتدية بعضا من مجوهراتها.
وأوضحت الصحيفة أن ”الملكة التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاما، تملتك واحدة من أكبر مجموعات المجوهرات الشخصية في العالم، والتي تقدر قيمتها الإجمالية بنهاية العام الماضي، بنحو 2.9 مليار جنيه إسترليني (4 مليارات دولار)“.
وقالت الصحيفة: ”من المستبعد إلباس الملكة، وهي امرأة متواضعة للغاية في القلب، أي شيء سوى خاتم زفافها الذهبي البسيط في نعشها، وربما إلباسها زوجا من الأقراط المصنوعة من اللؤلؤ وربما عقدا من اللؤلؤ إلى جانب خاتم خطوبتها المصنوع من الألماس والذي كان يخص الأميرة أليس والدة زوجها الأمير فيليب“.
ولفتت إلى أن ”المجوهرات كانت تشكل جزءًا رئيسًا من إرث العائلة الملكية في بريطانيا، ومن المرجح أن تكون الملكة قد تركت معظم المجوهرات لأبنائها وخاصة ابنتها الأميرة آن“.
وقالت الصحيفة: ”هذا يتناقض بشكل كبير مع جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا، التي تم دفنها مرتدية أكواما من الأساور والقلائد وخاتما واحدا على الأقل في كل إصبع. ويبدو أنها هي التي قررت محتويات نعشها قبل فترة طويلة من وفاتها“.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن جنازة الملكة إليزابيث تم وصفها بـ«غير العادية»، والتي لم تشهد إنجلترا مثيلا لها منذ وفاة الأميرة ديانا، وتضمنت الكثير من المشاهدة اللافتة من حيث عدد الحضور، الذي تخطى الـ100 ألف شخص فقط في حديقة وسط لندن، وهو رقم تخطي على سبيل المثال عدد المتفرجين الذين حضروا في الحديقة لمشاهدة حفل زفاف الأمير هاري وميجان ميركل عام 2018، وقتها كان عدد المتفرجين فقط 62 ألف شخص.
وخيم آلاف الأشخاص عشية الجنازة في لندن للحصول على أفضل المواقع لمشاهدة موكب جنازة الملكة إليزابيث رغم البرد القارس، حيث اعتمدوا على البطاطين والوسائد لتدفئة أنفسهم بينما يجلسون على الأرصفة، وعلى حواف النوافذ بينما ظهر بعضهم وقد افترش الأرض حتى يحجز مكانا مشاهدة رئيسي في موكب الجنازة.
الخيم المنتشرة أمام الكنيسة التي انطلقت منها جنازة الملكة إليزابيث، أيضا كانت من المشاهد اللافتة، كما تحولت ساحة البرلمان والساحة البيضاء في لندن إلى موقع تخييم كبير جلس فيه الآلاف، ومن المثير للانتباه أن هناك نوعا من التنظيم الذاتي كان سائدا، فقد ظهر المخيمون في صفوف مرتبة خلف الحواجز، بينما لجأ البعض الآخر إلى بناء بيوت مؤقتة من الأغطية البلاستيكية لوقاية أنفسهم من البرد أو أمطار محتملة خلال ساعات الليل.